هل أصبح قيادات جماعة الإخوان المسلمين عبئاً علي مؤسسة الرئاسة والرئيس محمد مرسي؟ سؤال يفرض نفسه بقوة بعد سلسلة التصريحات الأخيرة التي صدرت عن قيادات بارزة بالجماعة وسببت احراجا كبيرا للرئاسة وصلت إلي حد قيام المتحدث الرسمي باسم الرئاسة للخروج وتكذيب أو نفي هذه التصريحات. آخر هذه التصريحات ما أثاره المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين حول مشروع النهضة والتي أعلن فيها انه لا يوجد برنامج واضح لمشروع النهضة وان الإعلام تعامل بشكل خاطئ مع الموضوع وهو ما اعتبره عدد من النشطاء اعترافا بان الجماعة خدعت الشعب بمشروع النهضة قبل انتخاب مرسي ووصفوا المشروع ب "الفنكوش". التصريحات دفعت أسامة سليمان امين الحرية والعدالية في البحيرة وعضو مجلس الشعب المنحل للخروج والدفاع عن تصريحات الشاطر وقال لوسائل الإعلام إن إعادة النظر في مشروع النهضة أمر بديهي وفقا لما يراه رئيس الجمهورية ومطابقته لقدرات الدولة وقدرتها علي الوفاء به. وقال سليمان إن إعادة النظر في مشروع النهضة أمر بديهي من أجل تحديد الأولويات ووضع جدول زمني لتنفيذ مراحل المشروع فضلا عن عدم معرفة ميزانية الدولة بشكل دقيق وخلق حالة من الالتفاف والوطني والشعبي لتبني هذا المشروع. مشيراً إلي أنه تم وضع ميزانية الدولة في غياب الرئيس ومجلس الشعب واقرها المجلس العسكري قبل تسليم السلطة. ومن الشاطر إلي الدكتور عصام العريان القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين ومن أشهر تصريحاته ما ذكره بخصوص اليسار المصري وانه غير قادر علي الوصول إلي الناس وانه ممول من الخارج وهي التصريحات التي سببت لغطا كبيرا في الشارع السياسي دفع الجماعة الي نفي هذه التصريحات. أما الدكتور حسن البرنس القيادي بجامعة الإخوان المسلمين وعضو البرلمان السابق فهو الأشهر في التصريحات المحرجة وكان آخرها وأشهرها تصريحه الأخير حول ميزانية الهيئة العربية للتصنيع والتي اضطر للاعتذار عنها بعد ان احرجته مؤسسة الرئاسة وتعود القصة إلي إعلان الدكتور حسن البرنس القيادي بحزب الحرية والعدالة وعضو مجلس الشعب السابق اعتذاره عن نشر خبر غير صحيح عن الهيئة العربية للتصنيع والفريق حمدي وهيبة حول وجود أموال حصل عليها الرئيس السابق حسني مبارك من الهيئة. قال البرنس عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": كلنا كمصريين نعلم ان مؤسسة الرئاسة لها متحدث واحد ينقل اخبارها وهو د.ياسر علي وقد انتهي العصر الذي كان فيه لرئيس الجمهورية حواريين يسرب لهم الاخبار حتي يقوموا بالتمهيد والتطبيل لها. أضاف البرنس أن صفحته علي "فيسبوك" ليست هي مصدر الخبر الخاص عن الهيئة العربية للتصنيع والفريق حمدي وهيبة وإنما شاركت الصفحة جزءاً من خبر طويل نقلا من موقع آخر وقد تبين عدم صدق هذه التفاصيل الحوارية أو ما نشر عن تفاصيل لوائح الميزانية ولذلك وجب عليه الاعتذار. أشار البرنس إلي أنه لم يصدر منه شخصيا أي تصريح للفضائيات أو مداخلة تليفونية أو مقالة في أي جريدة تمس الهيئة العربية للتصنيع مضيفا: "نعلم مدي حب العاملين والمهندسين في الهيئة العربية لمصانعهم وحرصهم علي استمرارية الإنتاج فيها واعتزاز كل مصري بدورهم". جاء هذا بعد ان أعلن الدكتور ياسر علي انه هو فقط المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية وليس أي أحد آخر ولا يعبر عن الرأي الرسمي للرئاسة إلا الرئيس نفسه أو المتحدث الرسمي. قد نفي الفريق عبدالعزيز سيف الدين الرئيس الجديد للهيئة العربية للتصنيع ما تداولته بعض وسائل الإعلام المختلفة ومواقع الإنترنت بشأن أسلوب توزيع الأرباح السنوية للهيئة. وقال إنه استعرض ميزانيات الهيئة بعد أن تولي رئاستها في أغسطس الماضي ولم يجد فيها ما يشير إلي توزيع أي نسب من أرباح الهيئة علي رئيس الجمهورية بوصفه رئيساً للجنة العليا للهيئة أو أي من أعضاء اللجنة العليا سواء هذه الفترة أو في سنوات سابقة. أضاف الفريق عبدالعزيز أن ميزانية الهيئة 2011-2012 لم تعرض بعد علي رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي وأوضح ان الميزانية الخاصة بالهيئة العربية للتصنيع في طور الاعتماد من أعضاء اللجنة العليا للهيئة. ومن قبل اتهم حسن البرنس اليسار المصري بعدم الحيادية والرغبة في الاستحواذ علي البرلمان المقبل. وقال البرنس علي صفحته علي موقع فيس بوك "اليسار الاشتراكي يعلن نسيانه الخلاف المنهجي مع الليبرالية الرأسمالية ويتحالف معها للتكوش علي الأغلبية البرلمانية بهدف الاستحواذ علي وطن ينزف من جميع أركانه" يضاف الي هذا تصريح الدكتور سعد الكتاتني رئيس البرلمان المنحل والتي أشار فيها إلي عودة المجلس المنحل بحكم محكمة والتي اضطر إلي نفيها في نفس اليوم. يقول الدكتور عادل عبدالشكور المتحدث الرسمي باسم حزب العدالة والتنمية في تصوري ان هذه التصريحات امر من اثنين اما انها بالونات اختبار يطلقها قيادات الجماعة بهدف معرفة رد فعل الجماعة التي تسعي لتقديم نفسها للرأي العام ولكن يجب ان يدرك هؤلاء ان ما يقومون به يسبب عبئا كبيرا علي مؤسسة الرئاسة ويحرجها امام الرأي العام. وأضاف يجب ان يعلن الدكتور محمد مرسي أنه لا علاقة له بجماعة الإخوان المسلمين وان يبعدهم عن أي دور وان يكون رئيساً لكل المصريين. قال لا شك إن مثل هذه التصريحات تسبب بلبلة كبيرة في الشارع المصري. وتثير الرأي العام لانها تتعلق بقضايا حساسة أولا وتصدر عن شخصيات لها وزنها ثانيا وهو ما يفرض عليه الا ينصبوا أنفسهم متحدثين باسم الرئاسة خاصة وان الرئاسة اعلنت اكثر من مرة انه لا يوجد إلا متحدث واحد باسمها فقط هو الدكتور ياسر علي.