القرآن الكريم هو كتاب الله الخاتم به تم نوره علي نبيه وخلقه من بعده.وقد تعهده الله بالحفظ.الا أننا اهملناه وتخاذلنا عنه ولم نتبين أو نتدبر آياته ومعانيه.وهو مايفرض علي علماء الدين أن يضعوا منهجا لشرح ودراسة وتفسير آيات القرآن وبيان قيمته وعظمته حتي يصل سهلا سلسا إلي عامة الناس. يقول الدكتور محمد داوود استاذ الدراسات الإسلامية بجامعة قناة السويس: قضت حكمة الباري سبحانه وتعالي ان اودع في القران الكريم أسرار المجد والرفعة والهداية والرحمة والنور والبركة وهذه حقيقة تؤكدها عشرات الآيات. من ذلك قوله تعالي ¢ق والقرآن المجيد¢.¢ص والقرآن ذي الذكر¢. ¢ ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرا¢. البركات القرآنية أضاف هذه البركات القرآنية لا تتأتي لمن حاز نسخة من مصحف طبع طباعة فاخرة. ثم وضعه في ناحية الحجرة يلتمس به البركة والتحصين.او وضعه في مؤخرة السيارة يلتمس به الحفظ لها من اعين الحساد وحوادث الطرق.او وضعه في مكان بارز من البيت استكمالا لوسائل الزينة والتجميل.كما ان البركات القرآنية لاتتاتي لمن ذهب يتغني بالقرآن في المحافل العامة كالعزاء ونحوه دون خشوع او مراعاة لادب التلاوة وكل همه ان يستجبي آهات الاعجاب من جمهور المستمعين والمشاهدين كي يرقي اسمه في معارج الشهرة ويعود ذلك عليه بالمال الوفير.كما ان البركات القرآنية لاتتأتي لمن يتلاعبون بالفاظ القرآن وآياته انتصارا لارائهم وتغليبا لاهوائهم ساعة ان يحتد النقاش والجدال وربما الاتهامات بين علماء الدنيا الذين يطلبون العلم للمباهاة والتعالي. وقال لقد هجرنا القرآن حين هجرنا العمل بآدابه وأخلاقه وتشريعاته وعطلنا الآيات وقدمنا عليها اراء البشر واهوائهم مع ان الله تعالي نهانا عن ذلك. والمفارقة العجيبة ان نهجر القرآن ثم نلتمس بركته وهذا لايكون لأن بركة القرآن لمن يعمل به.اما من ترك العمل بالقرآن فقد حرم خيره وبركته. أضاف علي العلماء وأهل العلم ان يظهروا ما في القرآن من جوانب ايجابية يعم خيرها علي البشرية كلها حتي نشجعهم علي الإقبال عليه وتعلمه وتدارسه والعمل به.فواقعنا يشهد بإن الذي غاب هو الإنسان الذي يستجيب لهدي القرآن ويحول اياته الي واقع عملي أما ان نقرأ القرآن نغما ونسمعه طربا ولا نستجيب له سلوكا وعملا فهذه جريمة في حق ديننا وقرآن ربنا وسنة نبينا صلي الله عليه وسلم. فضائل كثيرة يقول الدكتور محمد نبيل غنايم ينبغي علي العلماء ان يبينوا فضائل القران وفضائل حفظه وتلاوته وتعلمه وتعليمه.فمن فضائل تلاوة القرآن الكريم وحملته: قال تعالي¢ان الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور. ليوفيهم اجورهم ويزيدهم من فضله انه غفوراً شكوراً¢. وعن عثمان بن عفان قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم¢خيركم من تعلم القرآن وعلمه¢. وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ¢الذي يقرا القران وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة.والذي يقرأ القرآن وهو يتعتع به وهو عليه شاق فله اجران¢. واضاف ولتعلم القرآن الكريم وتعليمه اداب ينبغي مراعاتها منها ان يبتغي المعلم والمتعلم وجه الله تعالي ومرضاته وان يعملا علي العمل بما يعلمان ويتعلمان. والتخلق بمكارم الاخلاق. والرفق بالمتعلم والاحسان اليه وبذل النصيحة والتوجيه والارشاد وان يأخذه بالتدريج.وان يحذر كل الحذر ان يتخذ القرآن وسيلة للتكسب.وان يحافظ علي تلاوته ويكثر منها وان يتعهده بالقراءة والحفظ مخافة النسيان. ويري الدكتور عادل عبد الشكور امام وخطيب بوزارة الأوقاف اننا لانحسن التعامل مع القرآن الكريم وهو بالنسبة لنا مثل تميمة نتبارك بها في المنزل والسيارة لا اكثر والسبب في هذا يرجع الي اننا لا نعلم ولا ندرك قيمة وقدر القرآن وهذا راجع الي ضعف مايتم تقديمه من دراسات قرآنية وللاسف الشديد اصبح القرآن الكريم بالنسبة لنا هجرا مهجورا لا يهتم به الا من رحم ربي. اضاف يجب تكثيف البرامج التي تشرح وتقدم قيمة وعظمة القرآن الكريم في المدارس والجامعات والمساجد والبرامج التليفزيونية لان الشخص اذا ادرك قيمة مافي يديه اهتم به وحافظ عليه وتعهده بالرعاية والحفظ والتدارس والتدبر. يقول الشيخ محمد الشيمي امام وخطيب بالاوقاف للاسف الشديد أصبح تعاملنا مع القران الكريم كانه كتاب من كتب التراث لانهتم به ولا نتدارس اموره وهذا والله امر خطير لان هذا كتاب المسلمين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه يجب ان يكون للعلم والفهم والدراسة واذا كان القرآن به كثير من الأمور الصعبة التي قد يصعب علي عامة الناس فهمها فهذا دور العلماء في شرح وتبسيط ما في القرآن من معان ومفاهيم وقوانين حياة واخلاق وقيم ووقتها سيكون القرآن سهل التدبر وعندها سيكون في متناول معظم الناس.