في بعض الأحيان يحدث التناحر بلا سبب لمجرد الرؤية المحدودة للأشياء يقول القرآن: "واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا" و"اسم ربك" هو الله.. وعلينا ذكره لكن هناك من يقول: إن الصلاة هي المقصودة بالذكر عملاً بالآية الكريمة: "في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه" وهذا صحيح. وهناك من يقول: إن قراءة القرآن هو الذكر عملاً بقوله تعالي: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" وهذا أيضاً صحيح ولا ينكره عاقل. وهناك من يقول: إن الحج ذكر عملاً بقوله تعالي: "فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله" وهذا أيضاً صحيح ولا ينكره عاقل وهناك من يقول: إن المقصود بالذكر هو صلاة الجمعة عملاً بقوله: "ياأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلي ذكر الله وذروا البيع" فالعبادات فيها ذكر الله لكن الذكر مستقل عنها. تماماً مثل الماء الموجود في الطعام ولكنه ليس الماء المستقل عنه.. إن الذكر هو ترديد اسم الله دون طلب منفعة أو طلباً لكشف ضرر "واذكر اسم ربك" فلو تمسك كل برأيه في تفسير لذكر لتناحرنا وكففنا عن ترديد اسم الله.. ولو أغلقنا عقولنا علي ما عرفناه لخسرنا ما كان يجب أن نعرفه. إنها دعوة للمصالحة بالحكمة والموعظة الحسنة بين الإنسان وربه.. بين الإنسان والإنسان.. ليس فيها مصادرة لرأي أو تحقير لفكر.. ولا هجوم علي أهل تخصص.. ولا يزال هناك ما فاض الله به علينا ويستحق القول والمناقشة والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة "ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل علي الله" وصدق الله إذ يقول: "ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" صدق الله العظيم.