اتفقت مع الداعية وعضو مجلس الشعب المنحل الشيخ علي قطامش ان نلتقي لاجراء هذا الحوار بعد ان يلقي الدكتور محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية خطابه في جامعة القاهرة.وعقب انتهاء الخطاب انتظرت الشيخ قطامش لساعات طويلة وكلما طلبته علي الهاتف المحمول اجده مغلقا حتي تمكنت من الحديث اليه بعد الساعة الرابعة والنصف عصرا . وحين التقيته كان غاضبا من الاجراءات الامنية المشددة التي احيط بها لقاء الرئيس مرسي في جامعة القاهرة . فقال لي انه تم احتجازهم داخل القاعة حتي غادر الدكتور مرسي والمشير مقر الجامعة .ثم وقفوا في طوابير طويلة لاسترداد الهواتف المحمولة التي اخذها الحرس الجمهوري منهم قبل اللقاء.وقال انه يريد ان يتغير هذا الوضع وما ابداه الدكتور مرسي من شجاعة امام ميدان التحرير وانه بين اهله وناسه يجب ان ينسحب علي الحرس الجمهوري ايضا بمعني ان يقوم بواجبه في حماية الرئيس لكن دون تضييق علي الناس . واتصور ان هذا مايريده الدكتور مرسي ايضا.فقلت للشيخ علي قطامش الامور مازالت في بدايتها والصورة لم تتضح بعد وعلينا ان ننتظر حتي نري القادم.ولنبدا الان تفاصيل الحوار. * في هذه اللحظة التي نجري فيها هذا الحوار .. انت الان عائد للتو من جامعة القاهرة حيث شاركت في احتفالية تنصيب الدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية .هل تطلعنا علي كواليس اللقاء وانطباعاتك الشخصية ؟ كانطباع عام ان الرئيس مقيد وغير مطلق. الرئيس غير مؤمن بالاعلان الدستوري وكل المنصفيين يعرفون ان مايقوم به المجلس العسكري هو خطا.والمسالة الان اشبه بالانقلاب ولكنه ليس انقلابا بالسلاح بل بالدستور والقانون. واليوم مجلس الشعب محتل بالقوات المسلحة وانتزع المجلس العسكري سلطة التشريع لنفسه.وبهذا اجد نفسي مضطرا لعمل اعلان دستوري لكل خطوة اريد ان اخطوها. وتجد من يخرج عليك ويقول يجب الالتزام بالقانون والاعلان الدستوري ولا يجب الخروج عليهما.المجلس العسكري نفسه وضعه الدستوري غير سليم.لان عند تنحي مبارك كان دستور 71 بينص علي ان يتولي السلطة اما رئيس مجلس الشعب او رئيس المحكمة الدستورية العليا وهو مالم يحدث. فاللاسف الشديد اللعبة السياسية في مصر اتخذت من القضاء وسيلة لتحقيق الاغراض السياسية كما اتخذت من سلطة التشريع ايضا وسيلة لانتزاع الحقوق منا. اليوم الدكتور محمد مرسي في خطابه هو يريد ان يقسم امام مجلسي الشعب والشوري لانه يعلم ويدرك مشروعية هذه المجالس وانها جاءت بارادة حرة منتخبة ومنطلقة من قاعدة شعبية كبيرة.فعندما تقوم المحكمة الدستورية العليا باصدار حكم علي مجلس بينها وبينه خصومة حيث كان المجلس يبحث في قانون المحكمة الدستورية. ثم يحاكم المجلس في جلسة ويصدر حكم بالغائه.وفي اليوم التالي اجد الاعلان الدستوري المكمل وكل هذا في زمن قياسي وغير معهود. نحن نحترم الدستور والقانون ولكن في اطاره الشرعي والطبيعي.اما ماحدث فهو انقلاب دستوري. ومجلس الشعب مازال مجلسا شرعيا .وهناك طعن علي الحكم وكان من المفترض الا يتم حل المجلس حتي يتم الفصل في هذا الطعن. والغريب ان هناك امورا تنظرها الدستورية منذ اكثر من 17عاما ولم تفصل فيها .فباي منطق يتم صدور حكم حل المجلس في ايام معدودة.وهل من سلطة المحكمة الدستورية ان تقوم بحل المجلس؟ اختصاص المحكمة النظر في النصوص فقط من حيث دستوريتها من عدمها ثم تحيل الامر الي محكمة الموضوع لتصدر قراراها .هذا الحل هو مصادرة لارادة شعبية فلابد من الرجوع للشعب مرة اخري بعد صدور الحكم النهائي وان يستفتي الشعب علي هذا الحل.لكن مايحدث لايوجد منطق فيه. * من شاهدوا خطاب الدكتور محمد مرسي في التحرير وفي جامعة القاهرة قالوا انه يتحدث بنبرة ثقة وانه يمتلك ادواته .وفهمنا من حديثه انه يعرف كيف سيعيد مجلس الشعب خاصة وانه قال ان المجالس المنتخبة ستعود..هل تري ان بامكانه القيام بهذا فعلا ؟ ** الدكتور محمد مرسي من داخله لديه الرغبة في القسم امام مجلس الشعب .ولو كان لديه الاليات لهذا لكان قد اقسم مباشرة ولكنه وضع القسم في وسط الكلام وكانه سرد خطابي. الدكتور مرسي رجل شجاع ولديه طوح قوي وارادة صلبة. ولعل هناك تفاهمات مع العسكري لانعلمها.وفي كل الاحوال الابقاء علي سلطة التشريع في يد المجلس العسكري مرفوض.هم ادوا دورهم وحان الان اوان ان يتولي الشعب ادارة الدولة تنفيذيا ممثلا في رئيس الجمهورية وتشريعيا ممثلا في المجالس المنتخبة.المجلس العسكري الان لم يعد محايدا مع التيار الاسلامي واصبح يقف ضده ويريد الحد من تواجده ومن قوته في الشارع.لصالح تيارات سياسية اخري. إنشقاق وليس اتفاق * ما الذي تفهمه من قيام الدكتور محمد مرسي باداء القسم3 مرات متتالية؟ مافهمته ان هناك انشقاقا وليس اتفاقا. لدينا ثلاثة قوي قوة العسكري باعلانه الدستوري لابد ان يقسم امام الدستورية العليا.والقوة الثانية هي الميدان لان بعد حل البرلمان عاد للميدان كامل الشرعية لان عندما نتخب الشعب مجلس الشعب تسلم المجلس سلطة التشريع وبما ان الان لا يوجد مجلس شعب فالميدان قد استرد شرعيته وهم يرون انه صاحب الحق في ان يقسم الرئيس امامهم بدلا من مجاس الشعب المعطل فكان لزاما علي مرسي ان يرضي القوة الثانية وهي الميدان ويقوم بالقسم امامها. ثم نأتي للمجلس المنحل وهو مجلس الشعب الذي مازال الي الان صاحب سلطة التشريع المختصة فكان لزاما ان يرضي الرئيس اعضاء المجلس ويقسم امامهم فهذا المجلس ظلم كثيرا من كافة القوي رغم انه ادي علي مدار اربعة اشهر اداء برلمانيا رائعا يشهد له الكثيرون. ولكنه ذبح وانظر الي كم التشفي من حل المجلس في الفضائيات ووسائل الاعلام. صاحب قضية * في ظل كل هذه التطورات وكلمات الدكتور مرسي الواضحة والصريحة حول عودة المجلس ماهي توقعاتك ؟ محمد مرسي ثائر وصاحب قضية والثائر دائما لا يركن للاسباب المحسوبة حتي لو كانت ضعيفة .الرجل سكت حتي اصبح رئيسا شريعا وهو سيحارب حربا كبيرة لاسترداد الشرعية ولكن السؤال هل ستتركه القوي الاخري تتنصر عليه .هو رجل واثق من ادواته وهو مقاتل ولكن لن يستسلم المجلس العسكري في نزع السلطة التشريعية منه ولن تستسلم القوي القضائية المعادية للبرلمان .كل اصحاب المصالح تجمعوا الان حول البرلمان واتصور ان المعركة لن تكون سهلة ابدا .والامر الان بين يدي القضاء وهناك جلسة يوم 7 يوليو الجاري.واذا لم يحدث ضغط سياسي وحكم القاضي ببطلان قرار المشير وقرار حل المجلس الباطل دستوريا فسينعقد المجلس بقوة القانون.وقد قمنا بالطعن امام الدستورية علي قرار حل المجلس وسوف تنظر الطعن دائرة اخري غير التي اصدرت القرار.ونتعشم اذا الغي قرار المشير الايعترض وان يتقرب المجلس العسكري الي شعبه فنحن نعارضه ولكننا لانقتله كما قتلنا وكفاهم انهم حموا الثورة وصنعوا انتخابات نزيهة ولكن كل هذا لايعطيهم ابدا الحق في البقاء في السلطة. مشروع النهضة * كيف يستطيع الدكتور مرسي ان يتمكن من ادارة البلاد ويقوم بتنفيذ برنامجه وهو مشروع النهضة في ظل عدم تمكينه من صلاحياته كامله؟ الدكتور مرسي يحارب في اتجاهين الاول الاتجاه الاصلاحي وهو قادر عليه لو اعطيت له الفرصة ومشروع النهضة مشروع جيد ولكن المعركة الاخري هي معركة اصحاب المصالح وهؤلاء لن يتركوا له فرصه ليصنع اي شئ .وسيفعلوامعه كما فعلوا مع البرلمان وسيقومون بزعزعة الامن واختلاق المشكلات .هؤلاء انتخابات الرئاسة اظهرتهم للعيان واصبحوا معروفون وعلي المجلس العسكري الان ان يظهر براءة ساحته من هذه المجموعة .واذا عاد البرلمان الان ستكون صفحة بيضاء في تاريخ المجلس العسكري لن تنسي. * هناك اتهام ان تيار الاسلام السياسي يحاول السيطرة علي اللجنة الدستورية..هل توافق علي هذا الاتهام؟ ** هل تيار الاسلام السياسي فقط هو الذي يحاول ان يسطر علي لجنة الدستور..كل التيارات السياسية تحاول ان تسيطر علي لجنة الدستور لصالحها.واذا وجدت عدة تيارات تتنازع السيطرة اليس من الواجب ان تكون هناك الية للفصل بينها؟ في البداية قالوا الالية الشعبية ثم رفضوها لان الطرف الاخر لايملك الية شعبية.ثم عادوا قالوا بالتوافق وهو ماتم الان مع اللجنة الحالية اذا لايوجد الان سيطرة هناك توافق وتيار الاسلام السياسي لايمثل اكثر من 50% من اللجنة وتم هذا بالتوافق واتصور انه في خلال 50يوما سيكون لدينا دستور رائع. *دعني انتقل الي موضوع اخر واتعرف علي رؤيتك لوضع المؤسسات الدينية في ظل النظام الجديد؟ ** تقدمت بمشرع قانون وللاسف المجلس توقف قبل مناقشته ولو عدت لارجعته مرة اخري ان شاء الله .في هذا القانون المكون من 13 مادة نهدف الي ان نعيد للازهر مجده .اطالب فيه اولا ان شيخ الازهر لايعين بقرار من رئيس الجمهورية.وينتخب شيخ الازهر من بين هيئة كبار العلماء ووضعنا في القانون اليه لاختيار هيئة كبار العلماء فلا تخترق .فيتم تشكيل لجنة من مجمع البحوث الاسلامية كاملا ومجمع اللغة العربية كاملا وعمداء كليات الشريعة ورؤساء الاقسام الشرعية في كلية الشريعة .وهذه اللجنة تعرض عليها اسماء من يترشحون لدخول هيئة كبار العلماء فتخرج هيئة كبار علماء معتبرة وفق معايير تضعها هذه اللجنة.مما جاء ايضا في هذا القانون ان تنقل تبعية دار الافتاء الي الازهر لاني لا افهم تبعيتها الي وزارة العدل ويجب ان ينتخب المفتي مثل شيخ الازهر تماما من هيئة كبار العلماء. ومما جاء في هذا القانون ان تنقل تبعية وزارة الاوقاف من الحكومة الي الازهر لاني لا افهم العلة التي تسمح للحكومة ان تدير شئون الدعوة في البلاد في ظل وجود الازهر ويجب عودة اوقاف الازهر اليه حتي يصرف منها علي العلماء وحتي نكفي طلاب العلم. هذا هو الازهر الذي نريده. * ولكن مؤخرا تم التصديق علي تشكيل هيئة كبار العلماء واقرارها ؟ هذا القانون لم يعرض علي مجلس الشعب.وكل القوانين التي صدرت في غياب مجلس الشعب يجب ان تعرض عليه القوانين مرة اخري حين يعود للانعقاد.ما اصدره المجلس العسكري لايلزمني بشئ. * لماذا يشعر قيادات الازهر ان التيار السلفي يريد السيطرة علي الازهر والتيار السلفي يري انه الاحق بالازهر..هل من الممكن ان يحدث احتواء للازمة بين التيارين؟ اولا نحن ضد الاستبداد الازهر مؤسسة دينية تحوي كل الافكار الدينية سلفية وخلفية وصوفية وحكر الازهر علي فئة بعينها مرفوض وللعلم فانا خريج ازهر ومنعت من الدراسات العليا وسجلت عن طريق القضاء. ليس للسلفيين اي مطمع للازهر. وطالبنا ان يكون الازهر هو المرجعية الوحيدة في مصر لكل المسلمين بكافة تياراتهم. وبالتالي فان اتهام السلفيين بالرغبة في السيطرة علي الازهر غير صحيح. وايضا فان استبداد الموجودين الان وحكر الازهر علي فكر بعينه هذا ايضا خطا لايجوز.لان هناك علماء ازهريون فكرهم سلفي وممنوعون وهناك علماء اخوان وممنوعون وهذا لايجوز والازهر اكبر من ذلك وهو قادر علي تطهير نفسه بنفسه مثل القضاء. مرجعية الأزهر *ماهي الرسالة التي قرأتها من صلاة الدكتور محمد مرسي الجمعة في الجامع الازهر؟ الدكتور محمد مرسي اراد ان يقول للجميع ان الازهر هو المرجعية الاخيرة لنا وستظل قائدا للحركة الاسلامية في مصر. * هل تري ان ماحدث من هجوم واتهامات علي نواب التيار السلفي خلال الفترة الماضية بمثابة هجوم منظم علي التيار السلفي؟ كل ما أثير علي البرلمان والمجموعة السلفية كانت حملات مسمومة ومنظمة لهدم البرلمان. الرجل كذب كذبة فذبحناه فهل السلفي فقط هو الذي كذب وغيره لا يكذب. *هل تري ان مصر في عهد الدكتور مرسي ستكون منفتحة علي العالم خاصة الدول التي توترت العلاقات معها مثل ايران؟ نحن كتيار اسلامي منفتحين علي الجميع بشرط الا يطغي احد علي فكرنا او يملي عقيدته علينا مرفوض نتعاون مع ايران اقتصاديا وتكنولوجيا اما يصدر التشيع فمرفوض وحكم المرشد ايضا مرفوض ولو تولي بديع علي مرسي لاسقطناه في الحال فهذه مهزلة لانسمح بها ابدا فهو رئيس لجميع المصريين. * الدكتور مرسي في خطابه بالتحرير ارسل رسالة تطمين الي صناع السياحة في مصر..كيف رايت هذه الرسالة؟ نحن نقبل بكل انواع السياحة الا نوعا واحدا سياحة الحرام. لانقبل بدعارة ولا خمور في الشوارع .ولو سمح مرسي بهم سنقف امامه وسنعارضه.ايران نفذت سياحة الحلال ونجحت كثيرا.