يعلق الشعب آمالاً عريضة علي اختياره للدكتور محمد مرسي رئيساً للبلاد.. ولدي الجماهير العريضة في شرق البلاد وغربها أمل كبير في تحسين أوضاعهم وحل مشكلاتهم المتفاقمة والنهوض بمستواهم المادي والمعنوي علي كافة المستويات وكأن نجاح الرئيس في الانتخابات هو نهاية المطاف. ورغم أن المرحلة صعبة للغاية والبلاد تمر بمشكلات كبيرة من جراء فساد عقود طويلة كلها تقع علي عاتق الرئيس الجديد.. والذي وعدنا بالعمل علي حلها قدر المستطاع وقطع علي نفسه وعوداً كبيرة أثناء حملته الانتخابية وأهمها أن يكون رئيساً لكل المصريين.. الا أنني أري أن الحمل ثقيل ولن يقدر علي حمله بمفرده.. لذلك أري أن أول ما يجب أن يبدأ به الرئيس المصالحة الوطنية مع معارضيه قبل مؤيديه. وأن يمد يده للجميع من أبناء الوطن. وليعلم أن اختياره تكليف وليس تشريفاً.. وأنه رئيس لكل المصريين وليس لأعضاء حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين وأن يبدأ بإصلاح الشروخ التي أحدثتها الإنتخابات والأحداث التي جرت منذ إندلاع الثورة وأن يسعي جاهداً لاسكات الأبواق التي تتحدث باسمه يميناً ويساراً دون ضابط أو تفويض منه.. وأن يبادر بتشكيل حكومة ائتلافية تكون علي قدر المسئولية وأن يعمل ألف حساب للعقبات والعراقيل التي تعترض مسيرته الاصلاحية.. فالطريق ليس مفروشاً بالورود. ولكنها تركة ثقيلة وموروث ضخم من المشكلات المتراكمة. ولن يتسني للرئيس تحقيق ذلك بمفرده إلا إذا أدركنا عظم هذه المسئولية وخطورة الموقف وكنا يداً واحدة مؤيدين ومعارضين وأن نحقق التوافق فيما بيننا قدر الإمكان وأن نحكم العقل ونسمو فوق المصالح والأهواء للوصول بمصرنا إلي مكانتها التي تستحقها.. ولنعلم جميعاً أن الشعارات الجوفاء والمكلمات الفضائية لن تسمن ولا تغني من جوع وأن زمن الشعارات يجب أن يولي بعيداً وتحين ساعة العمل الجاد المثمر.. كما يجب أن ينحي كل منا أفكاره وأيدولوجباته الخاصة وأن يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. *** * وختاماً: قال الامام الشافعي رحمه الله: المرء يعرف في الأنام بفعله وخصال المرء الكريم كأصله