* يسأل السيد عبدالرحيم من المنصورة: أريد ان اعرف فضل شهر شعبان وفضل الصوم فيه من خلال الاقتداء بنبينا صلوات الله وسلامه عليه. ** يقول د. محمد نجيب عوضين الأمين العام للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية: فضل الله بعض الاماكن علي بعض فجعل لبيته الحرام والصلاة من الفضل علي غيره ومكة أم القري علي غيرها وفضل بعض الناس علي بعض الناس علي بعض بل لبعض الانبياء والرسل علي بعض فقال: "تلك الرسل فضلنا بعضهم علي بعض ثم فضل الأزمنة علي بعض ففضل رمضان ويوم عرفة ويوم الجمعة وشعبان من الشهور المفضلة علي غيرها فهو مقدمة لشهر رمضان يتأهب فيه المسلم لشهر الصوم تروض فيه النفوس علي طاعة الله تتمرن علي تقوي الله وتهذيب النفوس. روي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال قلت يا رسول الله لم أرك تصوم شهراً من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: "ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلي رب العالمين فأحب ان يرفع عملي وأنا صائم" وسمي هذا الشهر بشعبان لان الناس كانوا يتشعبون فيه أي يتفرقون لطلب المياه أو لأنه من شعب أي ظهر بين شعبي رجب ورمضان. أما عن فضل الصوم في شعبان وحرص النبي صلي الله عليه وسلم علي ذلك - فلأنه لما كان شعبان كالمقدمة لرمضان فحسن ان يكون فيه شيء مما يكون في رمضان من صيام. قصة أم المؤمين عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله يصوم حتي نقول لا يفطر ويفطر حتي نقول لا يصوم فما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر الا رمضان وما رأيته اكثر صياماً منه في شعبان". وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان أحب الشهور إلي رسول الله ان يصومه شعبان ثم يصله برمضان" يقول الامام ابن حجر رحمه الله تعالي في الحديث دليل علي فضل الصوم في شعبان. قال الإمام ابن رجب: وأما صيام النبي من أشهر السنة فكان يصوم في شعبان ما لا يصوم من غيره من الشهور. عن حكمة الصيام في شعبان انه لما اكتنفه شهران عظيمان من قبله ورجب ومن بعده رمضان فانشغل الناس بهما عنه فصار مغفولا عنه وكثير من الناس يظن ان صيام رجب باعتباره من الاشهر الحرم أفضل من صيام شعبان - فبين النبي "صلي الله عليه وسلم" يفعل فيه انه ليس كذلك. كما ان من تمرين الجسد طبيا علي الصوم في شعبان يقي الصائم الدخول دون سبق هذه التجربة في النفير الجسدي للصوم في رمضان. والأفضل صيام النصف الأول من شعبان - ولا يربط شعبان برمضان ولا يصوم يوم الشك إلا إذا تعود صوم الاثنين والخميس أو اعتاد صوماً في النصف الثاني فلا حرج في ذلك.