قررنا أن يكون هذا الحوار مختلفا بعض الشئ. فهو يأتي في توقيت دقيق جدا ونحن علي اعتاب رئيس جديد. فكان القرار هو الخروج من العاصمة والحديث الي قيادة اخوانية وحزبية بعيدا عن الشخصيات الاعلامية المعروفة لنستمع الي وجهة نظر اخري حول كافة الاحداث خلال المرحلة السابقة والتي كان لحزب الحرية والعدالة وجماعة الاخوان دور البطولة فيها. ولان محافظة الشرقية هي معقل جماعة الاخوان المسلمين. وهي ايضا بلد المرشحان الرئاسيان مرسي وشفيق قررنا ان يكون هذا الحوار من هناك. ومع مراعاة ان هذا الحوار اجريناه مساء اليوم الاول من انتخابات جولة الاعادة اي مساء السبت الماضي وقبل ظهور اي مؤشرات عن الفائز فاننا نعرضه بغض النظر عن النتيجة التي ربما تكون قد ظهرت مؤشراتها الاولي وانت تقرأ هذا الحوار مع الدكتور ابراهيم النجار نقيب صيادلة الشرقية وعضو الامانة العامة لحزب الحرية والعدالة بمحافظة الشرقية وهو القيادي الاخواني البارز والمعروف في الشرقية. بداية لابد ان اسالك السؤال التقليدي الذي ربما عند نشر هذا الحوار تكون الامور قد اتضحت بشكل اكثر ولكن نعتبره سؤالا عن الكواليس بما اننا الان في مقر حزب الحرية والعدالة..بعد انتهاء اليوم الاول من جولة الاعادة كيف تري وضع الدكتور محمد مرسي ونسب الاقبال علي الانتخابات حتي هذه اللحظة؟ من واقع البيانات الرسمية التي لدينا فان نسبة الاقبال علي التصويت ونحن في اليوم الاول بلغت 30% ونتمني ان ترتفع غدا وتصل الي 60% ولكن في كل الاحوال فان الاقبال فاق الجولة الاولي. وبالنسبة لفرص الدكتور محمد مرسي فما لمسناه من خلال الجولات الميدانية التي قمنا بها فان النسبة لن تقل عن 75% لصالحة ان لم تزد. * * نحن امام طريقان لاثالث لهما اما فوز الدكتور محمد مرسي او فوز الفريق شفيق.. في كلتا الحالتين ماذا سيكون موقفكم ؟ لدينا قناعة في حزب الحرية والعدالة وجماعة الاخوان اننا مقتنعون باختيار الشعب وفي كل حال من الاحوال لا يمكن ان نكون في حالة انتكاسة مادام هذا هو خيار الشعب. ولكن نحن نرفض اي نتيجة تقوم علي التزوير او تزييف ارادة الشعب اذا ثبت ذلك فلا شك انه سيكون هناك رد اخر عن طريق الخروج للشارع لان هذا هو الفيصل الذي نراهن عليه حاليا وهو ان تنتقل السلطة بطريقة آمنة ليس فيها تزييف لارداة الشعب او التزوير في الانتخابات. الطريق الي الميدان * * ما لمسناه خلال الفترة الماضية ان الاخوان يميلون الي الطرق القانونية اكثر من خيار النزول للشارع؟ مسألة التدافع القانوني والدستوري دائما هي الاساس لدينا وحتي لما صدر حكم المحكمة الدستورية وصدر قرار حل مجلس الشعب كان بالنسبة لنا قرار محكمة بغض النظر عن الطريقة التي اتخذ بها الا انه ما علينا الا ان نحترم قرار القضاء. ولكن اذا حدثت تجاوزات لا تعالج بالطريقة القانونية فليس امامنا حل سوي الخروج للشارع فهو السبيل اذا عجزنا قانونيا ودستوريا بحيث نعيد للشعب ارادته في اختيار حكامه. * * حتي مع ماصرح به المرشح الاخر انه سيواجه اي خروج عليه بالقوة في حال فوزه؟ نحن متحسسين ان استخدام القوة في هذه المرحلة غير مجد. فالشعب قادر علي استيعاب القوة كما استوعبها في 25 يناير وهو لن يعجز عن الوصول الي حقوقه التي اكتسبها بعد الثورة ولن تستطيع قوة ايا كانت علي قهره. * * افهم من هذا ان الاخوان يراهنون علي الشعب ام علي انفسهم فقط خاصة. وان غالبية الشعب اصبح في حالة رفض للخروج والاعتصام فهل ستكون لديكم القدرة علي حشد الشارع ام ستكتفون بانفسكم؟ مما لاشك فيه انه مازالت هناك الكتلة الحرجة في المجتمع المصري والتي تمثل الاراداة الحقيقية للثورة في الميادين ومازالت موجودة وفاعلة ورهاننا مازال قائما علي الشعب المصري وعلي وعيه باهمية الخروج خاصة عندما يدرك ان هناك تزييفا او تزويرا لارادته فاذا ارتأي ان في خروجه انصافا لحقوقه فلا شك انه سيتفاعل وسيخرج خاصة وان هناك كتلة حرجة من الاخوان والقوي الثورية مازالت قائمة وقادرة كما ان القوي المضادة من الجيش والشرطة في حال قناعتها في قوة وارادة الشعب فانها ستكون مساندة ومعضدة له. اخطاءالاخوان * * هل تتفق معي ان الاخوان وقعوا في اخطاء كثيرا خلال المرحلة الانتقالية؟ لاشك ان المرحلة الانتقالية مرحلة جديدة علي الجميع. نحن خرجنا من مرحلة بها نوع من التعامل وانتقلنا الي مرحلة جديدة فيها تنوع كبير لم يألفه الاخوان ولم يتعاملوا معه من قبل وحدث نوع من التقديرات غير المستوعبة لدي الاخوان ولذلك اخذوا بعض القرارت التي كان بها بعض الاخطاء ؟ * * مثل ماذا؟ يعني مثلا في مرحلة من المراحل لم يستطع الاخوان ان يراهنوا علي القوي الثورية في حقيقتها وفي تصوراتها للمرحلة الانتقالية اواهدافها مما جعل هناك انفصالا بين القوي الثورية والاخوان. نجح المجلس العسكري في استغلاله الا ان هذه الاخطاء يمكن تداركها. والاخطاء سواء تلك التي وقع فيها الاخوان او القوي الثورية في المرحلة السابقة يمكن تداركها وان نعيدها الي نصابها الاول بما فيها حل مجلس الشعب الذي لانراه امرا تعجيزيا ما دامت ستحدث انتخابات نزيهة ولكن الخوف كله في هذه المرحلة من ان يحدث انقلاب علي الديمقراطية او انقلاب علي حرية الشعب وارادته الحرة واختياراته وهذاهو الخوف الحقيقي من اختيار الفريق شفيق في هذه المرحلة ان يحدث هذا الانقلاب وتحدث انتكاسة حقيقية والا ياتي من ياتي بالانتخابات الحرة فالنسبة لنا حتي لو جاء مجلس شعب مغاير للنسب الموجودة حاليا فهو امر مقبول لدينا ولا مشكلة لنا فيها ابدا ولا قلق مادامت انها نشات عن ارادة حرة للشعب المصري فمادام هناك حرية فلاشك ان القوة الحقيقة ستنهض بالشعب ؟ * * هل تري ان الاخوان اصابوا ام اخطاوا في الترشح للرئاسة من وجهة نظرك؟ في الرئاسة ربما كان رهانهم علي شيء وربما نحن لم نستوعب بعد الاجابة علي هذا السؤال وقد لا يحدث قريبا. تداركنا لقرار الاخوان بالدخول في انتخابات الرئاسة فهو قرار له أبعاد وتفرعات كثيرة جداً وربما نحن في منأي الان عن ذكر الاسباب التي دفعتنا لخوض معركة الرئاسة بتفصيل حقيقي لانه سيحدث نوع من الانشقاقات داخل الصف الثوري واليوم لم يعد امامنا سوي الرئاسة ونحن نريد الانتقال الي الشرعية الحقيقية. نحن اردنا رئيس جمهورية نضمن به الاستمرار لانه كان هناك استقطاب من بعض القوي لاستخدام كافة الاساليب لاقصائنا فأردنا ان ننزل الي هذا المنصب لاعادة التوازن. الحل و العزل * * بماذا تفسر احكام الدستورية العليا الاخيرة بحل المجلس وعدم دستورية قانون العزل؟ هي احكام لم تكن مستبعدة وهي لاتمثل قلقا نهائيا وكل الفكرة هي استنزاف الوقت والجهد وطاقة الامة في هذه الفترة واصابت الشعب بنوع من الفتور والاحباط في فترة حرجة. هذا فقط مااقلقنا اما غير ذلك فهو لا يشغلنا ابدا. الشعب المصري مهيأ تماما لمرحلة الاستقرار لذا اصيب باحباط فتبديد الوقت والجهد والمال هو الجانب السلبي في هذا القرار لكن مادام اننا سنستمر في مرحلتنا الانتقالية فلا غبار علي هذا ومادام ان من سيأتي سيأتي باختيار الشعب . * * في الانتخابات البرلمانية الجديدة ..هل تري ان التيار الاسلامي سيحصل علي نفس النسب التي حصل عليها في المجلس المنحل ام ان الخريطة ستتغير؟ اعتقد انه سيكون هناك مراجعة لاختيارات الشعب في مجلس الشعب القادم وسيكون الاعتماد فيها بشكل اكبر علي الفردية وعلي الشخص الذي سيكون لديه القدرة علي تحقيق طموحات الشعب خلال الفترة القادمة. الشعب رأي من كل فئات المجلس الذي لديه القدرة علي تحقيق طموحه وطلباته ومن لا يقدر فالاختيار القادم لن يكون علي اساس ايدولوجي بل سيكون علي اساس فردي ونحن كنا متأكدين ان الانتخابات الماضية ستكون بمثابة تدريب للشعب المصري علي الممارسة الديمقراطية وحدث فيها نوع من التعارف بين الشعب والقوي الثورية والناحية الايدلوجية والعقدية لن تكون هي المؤثرة ولن تكون هي العامل الاساسي في الاختيار نحن متأكيدن من هذا. فالاختيار القادم لن يكون للاخوان او التيار السلفي او الجماعة او غيرها بل للفرد فقط. * * كيف تقيم اداء نواب التيار السلفي خلال الفترة الماضية وهل كانوا عونا لنواب الحرية والعدالة ام كانوا عبئا عليهم؟ التيار السلفي مثل اي تيار موجود. به نواب يحملون من الايجابية والوعي الكثير وفيهم من يحملون افكاراً لا تحمل اولويات المجتمع المصري, مشكلتنا في الفترة القادمة هي ان يحمل النائب اولويات المجتمع المصري ,هناك نواب لاينتمون لاي تيار ومع ذلك تجدهم متميزين جدا وهؤلاء النواب هم من سيذهب اليهم الناخب خلال الفترة القادمة؟ * * الحوادث التي وقعت من بعض نواب التيار السلفي هل تراها مقصوداً بها ضرب التيار الاسلامي وتشويه صورته لدي الرأي العام في مصر اما تراها حوادث فردية بشرية عادية قد تحدث من اي شخص ومن اي فصيل؟ لاشك ان اي انحراف في اي تيار من التيارات هو انحراف شخصي ووارد جدا ان تحدث لاي مجموعة من المجموعات اخطاء فردية خاصة وان لدي هذا الفصيل شخصيات علي مستوي كبير من الرقي. ولا شك ان التيار السلفي هو اكبر فصيل استفاد من التجربة السابقة لانه لم يكن صاحب تجربة سابقة وبدأ يتحدث بلغة غير التي كان يتحدث بها في بادئ الامر فهم استفادوا من التجربة كثيرا ونحن ضد اقصاء اي نوع من التيارات لان هذا ضد مصلحة الامة في الفترة القادمة وكل تيار يحمل طريقة معينة من الممكن ان تكون اضافة للمشهد السياسي طالما انه يطور نفسه. والتجربة القريبة القادمة سيكون فيها نوع من المزج بين التيارات المختلفة فنحن ايضا سنستفيد من التجربة خاصة من التيارت الليبرالية او الثورية والبقاء سيكون للاصلح. * * الفترة الماضية من عمر مجلس الشعب.. كيف تقيمها وما هي السلبيات والايجابيات الخاصة بتلك المرحلة؟ البرلمان نفسه ولد في ظروف فضلا عن انها تجربة جديدة وان اصحاب البرلمان انفسهم كانت هذه تجربة اولي بالنسبة لهم والخبرة لم تكن كافية بالنسبة لهم ولكن ايضا كانت الظروف التي نشأ فيها البرلمان صعبة جدا وغير پمواتية مع مجلس وزراء غير متعاون والبرلمان حتي يحقق حلاً لمشاكل الجماهير لابد من تعاون السلطة التنفيذية. ونحن كنا جزءاً من الكل وللاسف انفعالات البعض بمبرر وغير مبرر اثرت علي الاداء المجمل للبرلمان ولكن نحن ننظر اليها علي انها تجربة مفيدة وصل بها الشعب الي مرحلة ناضجة من الاختيار والوعي ونحن متاكدين انه ادرك التناقضات التي وقعت. * * بالنسبة للجمعية التاسيسية للدستور وقع الاخوان في نفس خطأ الجمعية الاولي مما ادي الي نفس النتيجة؟ لا لم تكن الجمعية الثانية علي نفس الدرجة من الخلاف كما كان في الاولي فلا شك ان الاختيار الاول هو عدم قراءة حقيقة للمشهد السياسي بالاضافة الي تدخل المجلس العسكري بطريقة مباشرة وغير مباشرة وهو مالم يراه الناس. * * في حال فوز الدكتور محمد مرسي .. كيف تري انه سيكون قادراً علي ادارة الامور في ظل الازمات العديدة التي تمر بها البلاد حاليا خاصة بعد حل مجلس الشعب؟ اهم خطوة في هذه المرحلة هو ايجاد علاقة موائمة بين الرئيس المنتخب والمجلس العسكري وقد يتعجب الناس لماذا هذه العلاقة رغم انه من المفترض ان المجلس العسكري سيرحل ويعود الي ثكناته. ولكن هناك اشياء لابد ان نسلم بها وتكون هناك تفاهمات بين الرئيس والمجاس العسكري بحيث يتحقق معها تحديد موعد انتخابات مجلس الشعب. ويتحقق قانون استقلال القضاء سواء عن طريق مجلس الشعب الجديد او امتلاك رئيس الجمهورية لقوة اصدار القوانين حسب الاعلان الدستوري المتوقع بحيث يصدر عنه استقلال حقيقي للقضاء ثم يكون لدينا مجلس پوزراء قوي بحيث يحدث بداية الاستقرار الحقيقي لمصر وبدون هذا لن يحدث الاستقرار المنشود خاصة استقلال القضاء. ونحن نري العوارات القانونية التي وقعت بالاضافة الي وضع الدستور عن طريق التاسيسة التي لن يستطيع احد ان يعزلها بعد ان اصبح لها قوة القانون. فوز شفيق * * وفي حال فوز الفريق شفيق لاشك انه سيكون هناك صدام مع جماعة الاخوان المسلمين.. كيف تري هذا التصادم وكيف ستتعاملون معه؟ * * اذا كان هذا الصدام قانوني فهذا لا مشكلة فيه وسنواجهه بالقانون وهي تبادل آراء قانوية وهذا لا يعيبنا في شيء واذا مارس فترة رئاسته بطريقة قانونية وان يكون علي مسافة واحدة من كل القوي سنكون متعاونون معه ولكن اذا كان هناك خروج علي الشرعية والمالوف پفلن نرضي هذا الموقف. واذا قام بحل جماعة الاخوان ؟ اذا حلها بطريقة قانوينة فلدينا الدوافع القانونية التي لم تجعل اي نظام سابق يحل جماعة الاخوان ولكن اذا حلها بالقوة فهذا سيكون نوع من الهمجية القانونية التي لا نقبلها.