انقلبت الأوضاع رأسا على عقب وأصبح المنتصر خاسراً والخاسر يأمل فى انتصار قريب، كما يرى البعض أن الموازين قد استقامت وعادت لمسارها الصحيح وأن حل البرلمان يعتبر فرصة لتعديل الأخطاء والاتحاد بين القوى المدنية الليبرالية لعدم إعطاء فرصة للتيارات الدينية للسيطرة والتكويش مرة أخرى، فيما يرى المنتمون للتيارات الدينية أن ماحدث ظلم بيِّن لا يمكن القبول به ويقفون فى حالة ذهول من قرار حل البرلمان فى حين أن باقى القوى بدأت بالفعل التخطيط للمرحلة القادمة وتعويض خسارتهم وتهاونهم فى الانتخابات السابقة.. نستطلع مخطط القوى السياسية لنرى كيف سيكون مستقبل الأحزاب والقوى السياسية بعد حل البرلمان..
يقول طارق الخولى: سنبذل قصارى جهدنا الفترة القادمة لنكون حركة ضغط سياسى لعمل شكل ديمقراطى للدولة.. ونفكر أيضا كيف سيكون المستقبل السياسى للحركة فيما يصب فى صالح مصر.. وهل ستظل الحركة كما هى أم ستتحول لحزب.. كل هذا نفكر به الآن ولكن سنظل نشكل حركة ضغط لحماية وتشكيل الديمقراطية فى مصر.. أما بالنسبة للانتخابات البرلمانية القادمة فسنشارك بكل قوة، وبكل شكل نستطيعه، وهناك اتجاه فى الحركة للمشاركة فى الانتخابات البرلمانة لأن الفرصة ستكون أقوى هذه المرة للقوى المدنية وتواجدها سيكون أقوى داخل البرلمان. ∎ حزب التجمع أما الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع فيقول: بعد حل البرلمان بالطبع تلقت جماعة الإخوان ضربة قاسية جدا وهى المسئولة عنها فرجالها هم الذين أعدوا التعديلات الدستورية الأولى وهم الذين شاركوا فى الإعلان الدستورى وصممواعلى وضع قانون الانتخابات الذى يسهل احتياجاتهم، وبالتالى هم المسئولون وانقلب السحر على الساحر وبالتالى حُل المجلس، ورأيى أن حل المجلس قد أضعف كثيرا من نفوذ الإخوان، يجب أن نسعى الآن للدستور أولا ثم يجرى انتخاب مجلس شعب جديد وأظن أن وجود الإخوان به سيكون فى حجمهم الحقيقى من 10 إلى 20 ٪ ، ونحن نسعى الآن لتمكين الكتلة المصرية المكونة من التجمع والمصريين الأحرار والديمقراطى الاجتماعى فى إطار تمكين الجبهة الوطنية المصرية ونخلق بهذا تياراً ليبرالياً قوياً يسعى لتأكيد الدولة المدنية وحمايتها من أى محاولة للقضاء عليها.
∎ حزب حياة المصريين ويقول محمد أبوحامد وكيل مؤسسى حزب حياة المصريين.. إن القوى السياسية المدنية عندها فرصة الآن لتعيد ترتيب وضعها سياسيا ووضعها على الأرض، فالتجربة الانتخابية الأولى أثبتت أنهم لم يكن لهم تواجد فى الشارع ولم يكونوا قادرين على شرح برامجهم وأفكارهم للناس، ولذلك كانت نتيجة الانتخابات كما رأينا والتيار الذى يطلق على نفسه تياراً إسلامياً أخذ نسبة كبيرة لم يكن يستحقها فى الانتخابات البرلمانية والذى أراه أن رد الفعل الطبيعى هو أن تعيد القوى المدنية ترتيب نفسها وتسعى للتواجد فى الشارع بشكل أقوى.. وبالنسبة للقوى التى تسمى نفسها تياراً إسلامياً أعتقد أن الشعب المصرى يعرف حقيقتهم الآن فقد أساءوا للدين قبل الدولة . وأتمنى أن الانتخابات البرلمانية لا تكون سريعة ليأخذ الجميع فرصته.. وبالنسبة لحزبنا فنحن نسعى لعمل تكتل به القوى السياسية ونعمل حزباً واحداً به كل الأحزاب وننزل بمنطق وطنى وستظهر الملامح السياسية له خلال شهر وسننزل الانتخابات القادمة.
ويضيف أبوالعز الحريرى المرشح السابق لرئاسة الجمهورية وعضو مجلس الشعب السابق ورئيس حزب الشعب الاشتراكى اليسارى: بعد حل البرلمان ندخل فى مرحلة جديدة لعلنا نستوعب أن الحزب تكون على أساس طائفى والبرلمان لا يمكن أن يؤسس على أساس طائفى بالأساس، يجب أن يكون سياسياً ومن ثم كانوا قوى طائفية لأنهم اعتبروا طائفتهم هى صاحبة الدين والدنيا.. لذا أرى أن القوى السياسية ستتوحد الفترة القادمة لإحياء قائمة الثورة مستمرة وستشمل تحت مظلتها القوى المدنية والليبرالية وقوى المجتمع المدنى والمسيحيين وتتحد فى الانتخابات البرلمانية القادمة لنفوز بنصيب الأسد فى تشكيل مجلسى الشعب والشورى والمحليات القادمة والنقابات العمالية والمهنية ليصاغ المجتمع على أساس مدنى ديمقراطى، ويحل بإذن الله مجلس الشورى أيضا ونبدأ من جديد بشكل جيد ونتعلم من أخطائنا.. مصر تدخل الآن مرحلة جديدة بعد فترة توقف من 11فبراير.
وبالنسبة لحزبى كما قلت سيتحد مع باقى الأحزاب الديمقراطية المدنية والليبرالية ويتقدم بمرشحين فى قائمة واحدة للشعب والشورى والمحليات.. وسنمارس نوعاً من الإيثار ونقدم الآخرين بحيث نضمن تقدم الجميع والتعاون معهم وسنجهز برنامجاً يصلح للثلاث سنوات القادمة ومحاولة تجميع تمويل للحملات الانتخابية.. دون أن ندخل مع الإخوان والسلفيين فى عداء ولكن سيكون هناك صراع سياسى أساسه ماهى البرامج الأكثر صحة، من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والانتباه لمصالح الوطن والشعب.
∎ حزب المصريين الأحرار أما باسل عادل العضو السابق لمجلس الشعب وعضو المكتب السياسى لحزب المصريين الأحرار.. فيقول: علينا أولا التقاط أنفاسنا وترتيب أوراق القوى السياسية وخاصة التى ظهرت بعد الثورة.. فهذه ستكون فرصة لهم، فهم لم يأخذوا وقتا كافيا فى المرة الأولى وسيكون هذا حافزا، جيداً لهم لتحسين الأوضاع.. وبالنسبة لحزب المصريين الأحرار فقد عملنا الفترة السابقة على بنائه واستقطاب عدد كبير من الشباب وأعتقد أننا فى الفترة القادمة سيتم الدمج بين الشباب وأهل الخبرة فى القوائم. ∎ حزب الوفد ويقول الدكتور صديق عفيفى أحد قيادات حزب الوفد: علينا إعادة الحسابات مرة أخرى، وأظن أن القوى الثورية ستنظم نفسها بصورة مختلفة وأفضل.. وربما يكون هناك دمج فيما بينها لتستطيع أن تفرض إرادتها.. أما بالنسبة لحزبنا فقد بدأت الاجتماعات لتنظيم اللجان فى المحافظات لتستعد للانتخابات المحلية والبرلمانية فى نفس الوقت وهناك مؤتمرات شعبية فى كل المحافظات وسيكون هناك جولات فى كل الأماكن سواء مراكز أو قرى أو غيره.. وسيكون هناك تحسن فى اختيار المرشحين بمعنى أننا سنختار مرشحين أكثر قبولا لدى الناخبين. ∎ حزب الحضارة أما حاتم عزام نائب رئيس حزب الحضارة فله رأى مخالف حيث إنه لا يرى أن من حق أى جهه حل البرلمان حتى لو كان المجلس العسكرى.. وحتى عندما طلبنا حل الحكومة كانت ردود المجلس العسكرى وفقهاء فى الدستور أن الإعلان الدستورى لا يمنح مجلس الشعب إسقاط الحكومة ولا يمنح المجلس العسكرى حل البرلمان.. بالإضافة إلى أن حكم الدستورية يتحدث عن أربع مواد يترتب عليها بطلان عضوية الفردى من الحزبيين وبالتالى لا أعتبر هذا القرار يحل البرلمان كله كما صرح الدكتور الكتاتنى، والفكرة إن ما يحدث هو انقلاب مسلسل على الثورة!
بغض النظر عن أداء البرلمان وتقييمنا له فهو أول مؤسسة ديمقراطية بشرعية شعبية يتم الانقلاب عليها بهذا الشكل ويتم الرجوع مرة أخرى لشكل من أشكال الضبطية القضائية لرجال القوات المسلحة والشرطة العسكرية والمخابرات الحربية ونعيد قانون الطوارئ بشكل مختلف.. كل هذا انقلاب على الثورة.
وبالنسبة لحزبى فنرى أن هذه لحظة تاريخية لتكوين تيار ثالث وسطى عبر عنه الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح ويجب أن يتبلور هذا التيار ويشكل تياراً قوياً يمثل مصر بوسطيتها ويكسر حدة الاستقطاب السياسى الموجود، وفى نفس الوقت يهتم بثقافته وذاته الحضارية الثقافية العربية الإسلامية ويهتم بالتنمية والتقدم والعلم وتمكين الشباب والمرأة.. ويكون له ربما أكثر من حزب وائتلافات مثل الحضارة والوسط والعدل التى تعبر عن هذا التيار الوسطى.. وستكون هناك مؤسسات مجتمع مدنى فى الشارع للتواصل مع الناس فمصر محتاجة لهذا التيار الآن.