شهدت المنطقة الأزهرية ببورسعيد هجرة الكثير من طلاب التعليم الأزهري إلي التعليم العام. نظرا لتردي أوضاع التعليم الأزهري بشكل عام. والتغير الدائم والمستمر لمديري المنطقة التي تعاقب عليها ما يقرب من "14" مديراً عاماً خلال العشر سنوات الأخيرة. بالإضافة لعدم تطوير المناهج بمختلف مراحل التعليم الأزهري. وانتشار ظاهرة الدروس الخصوصية. وإهمال تطوير وتحديث اساليب التدريس بشكل عام. واستمرت الدراسة بعدد من المعاهد بنظام الفترتين.. الأمر الذي جعل أعضاء مجلس الآباء يفتحون النار علي مسئولي التعليم بالمدينة بعد تفشي ظاهرة الهرب الكبير للتحويل إلي التعليم العام. التقت "عقيدتي" بعدد من أعضاء مجلسي الشعب والشوري ومجلس الآباء للتعرف منهم علي أبعاد هذه المشكلة وسبل الارتقاء بالعملية التعليمية الأزهرية ببورسعيد. في البداية أكد اللواء أحمد عبدالله محافظ بورسعيد أن هناك قانوناً منظماً للتعليم الأزهري الذي يشرف عليه فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر.. ونحن نرحب بتقديم أي دعم مادي للمعاهد الأزهرية وحل أي مشكلة. خاصة بأبنائنا طلاب الأزهر الذين تحرص المحافظة كل عام علي تكريم المتفوقين منهم. مع طلاب التعليم العام والأوائل علي مستوي المحافظة لتشجيعهم علي بذل مزيد من الجهد لتحقيق النجاح والتفوق. موازنة الدولة قال المهندس علي درة -عضو مجلس الشعب- إنه تقدم بطلب إحاطة للجنة التعليم بمجلس الشعب حول تردي التعليم الأزهري بشكل عام وبورسعيد بشكل خاص.. حيث لا يوجد أي مخصص مالي لقطاع المعاهد بالموازنة العامة للدولة. لإنشاء معاهد جديدة. ويتم الاعتماد بشكل كامل علي تبرعات رجال الأعمال وأولياء الأمور لبناء المعاهد وتوفير مستلزمات العملية التعليمية بهذه المعاهد. وهذا في حد ذاته تهميش للدور الرائد للتعليم الأزهري في المجتمع ومحاولة لتجفيف المنبع. أضاف درة أن كثرة التغيير بمديري المنطقة ساهم إلي حد كبير في تراجع العملية التعليمية بالمحافظة وتكدس مناهج التعليم الأزهري بمواد كثيرة يمكن اختصارها لتواكب متطلبات العصر الحديث وعدم تطبيق نظام التيرم المتبع في التعليم العام بالمعاهد الأزهرية. مؤكداً ضرورة أن يكون لمحافظ الإقليم دور في مراقبة ومتابعة سير العملية التعليمية بالمعاهد الأزهرية. عدم الاستقرار قال الدكتور حامد الدالي -عضو مجلس الشوري- إن سلبية بعض أولياء الأمور وعدم الوعي بأهمية التعليم الأزهري ساهم بشكل كبير في انتشا ظاهرة التحويل إلي التعليم العام.. بالإضافة إلي عدم تطوير التعليم الأزهري من خلال الاهتمام بتأهيل المعلم ماديا ومعنوياً وثقافيا. وتطوير الكتب المدرسية بما يخدم سوق العمل بشكل عام. أو تطوير المعاهد الأزهرية والمعامل خاصة معامل "اللغات والكمبيوتر.. إلخ" وحالة عدم الاستقرار الإداري التي تشهدها معاهد بورسعيد بسبب الانتقال غير المبرر لكثير من مديري العموم الذين تولوا مسئولية المنطقة.. الأمر الذي أدي إلي انتشار حالات الغش في الامتحانات والدروس الخصوصية. ثلاث أسباب أشار السيد شطا -رئيس مجلس الآباء بالشعبة الإسلامية ببورسعيد وعضو مجلس الآباء علي مستوي الجمهورية- إلي أن سوء العملية التعليمية يرجع لثلاثة أسباب.. الإدارة. والمدرس. والمنهج الدراسي. لذلك لابد من إعادة هيكلة المنطقة الأزهرية بالكامل ودعمها بكوادر مؤهلة علمياً وإدارياً. لأن هناك بعض الكوادر غير مؤهلة. والنماذج الطيبة لا يتم الاستعانة بها. وللأسف الشديد لم يتم تعيين وكيل شرعي أو ثقافي ولا مدير للامتحانات لأسباب غير مفهومة.. وكذلك لابد من تخفيف ودمج المواد الثقافية والدينية لأن المنظومة التعليمية داخل الأزهر أصبحت صعبة جدا وكثرة المواد الدراسية تؤدي إلي عدم تفعيل واستخدام معامل اللغات والكمبيوتر. أضاف شطا: هناك أمر تشغيل صدر لمعهد أبوعلاء الذي أقيم علي نفقة أحد رجال الأعمال بتكلفة حوالي 15 مليون جنيه منذ عامين في الخفاء وتم تعيين مدرسين وإداريين علي قوة المعهد. الذي لم يتم الانتهاء من أعمال المرافق به حتي الآن. وهذا يعكس إلي حد كبير تردي الأوضاع الإدارية داخل المنطقة الأزهرية. ألمح مجدي إبراهيم -نائب رئيس مجلس الآباء- إلي أن المواد الثقافية التي تتطابق تماماً مع التعليم العام يخصص لها ست حصص في الأسبوع بالتعليم العام. فيما يخصص لها ثلاث حصص فقط في الأسبوع بالمعاهد الأزهرية. وذلك لإفساح الطريق لتدريس المواد الشرعية التي يمكن اختصارها إلي حد كبير. الأمر الذي ساهم في انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية بشكل كبير. لذلك لابد من إعادة النظر في أسلوب تدريس المناهج والاهتمام بعمل دورات تدريبية للمدرسين بشكل دائم. وتطبيق نظام الترم علي الأقل بالصف السادس الابتدائي والثالث الإعدادي. مذهب الأشاعرة قال نادر محمد صادق -أحد أولياء الأمور- لابد من إعادة مراجعة منهج التوحيد بجميع المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية لأنه ليس علي أصل منهج أهل السنة. ويوجد به بعض أفكار مذهب الأشاعرة وأفكار المعتزلة. ولابد من تطوير منظومة التدريس التي تعتمد علي التلقين والحفظ. خاصة بالمرحلة الابتدائية الي يجهل أكثر طلابها أصول الكتابة والقراءة. والاهتمام بتدريس التاريخ الإسلامي مع التاريخ الفرعوني المقرر حالياً. وتجريم التدخين بالمعاهد أو التلفظ بألفاظ خارجة لأن ذلك يشوه صورة المعلم الأزهري الذي يدرس القرآن والشريعة. مع التأكيد ضرورة تفعيل دور المعاهد الأزهرية خلال أشهر الصيف بعمل دورات لحفظ القرآن الكريم. قالت الطالبة بسمة مصطفي خليل: لقد طلبت من والدي التحويل إلي التعليم العام بعد حصولي علي الشهادة الابتدائية الأزهرية رغم تفوقي في حفظ القرآن الكريم. وذلك لكثرة المواد التي كنا ندرسها بالمعهد التجريبي الأزهري. خاصة مادة الانجليزي التي كانت تحتوي علي كتيب "إسلامك" لدراسة قصة سيدنا محمد "عليه الصلاة والسلام" باللغة الانجليزية وتخوفي من كثرة المواد بالمرحلة الإعدادية.