شهدت القاهرة لقاء فكريا موسعا ضم أكثر من خمسين شخصية متنوعة المذاهب والطوائف والمرجعيات الدينية في العالم العربي تحت مظلة ¢الفريق العربي للحوار الإسلامي- المسيحي¢ ومركز الدراسات الحضارية وحوار الثقافات بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة بفندق فيرمونت هليوبوليس. وعلي مدي 3 أيام تناقشوا في جلسات مكثفة تميزت بالديناميكية الحوارية التي سادتها الصراحة الكاملة والجرأة في طرح الإشكاليات الأساسية والتحديات المفصلية التي تفرضها ثورات الربيع العربي علي المسيحيين والمسلمين معا.. توصلوا الي أن الوضع الراهن هو دعوة للجميع. كل في موقعه وعمره حيث قاد الشباب ثورات الربيع ووجهها الكبار بحكمتهم. وبالاستناد الي المساحة القيمية الإنسانية والدينية المشتركة. لتحصين حوار العيش معا وإدارة الشأن العام وصون مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية والحريات العامة والفردية والعدالة الاجتماعية ورفض استغلال الدين وإقحامه لتحقيق مآرب سياسية وإنما تأسيس العيش المشترك علي التراث الروحي والأخلاقي المشترك بين المسيحية والإسلام. طالب المشاركون بإعلاء قيم المواطنة واعتبارها الأصل في توازن الحقوق والواجبات. واعتبار التعددية العرقية والدينية والثقافية من مكونات المجتمع العربي الإسلامي حق يجب المحافظة عليه بكل مفرداته. وكذا اعتبار قيم الحق والعدالة والحرية والكرامة والمساواة أصل في المواطنة التي هي حق وليست منحة. وأكدوا أن العيش المشترك لا يتحقق بدون الاندماج والتضامن والالتزام بقيم الخير والإحسان والتي هي قيم ومبادئ منظمة للعيش المشترك ويلزم الجميع احترامها والتقيد بها. مطالبين المؤسسات الدينية والدعوية القائمة فعلا بالاطلاع بدورها وكذا الأحزاب والمنظمات والهيئات وخاصة التعليمية بالتركيز علي التعليم الأساسي ونشر الاعتدال والوسطية وتعظيم مواطن الاتفاق مع الحفاظ علي خصوصية كل دين. وتنظيم فعليات لدعم العيش المشترك وخطاب إعلامي متزن لنقل التجارب الخاصة بالدول الأخري لتعزيز القيم المشتركة عالميا. مرحلة مفصلية تميزت الجلسة الافتتاحية بكثافة المضامين التأسيسية لما يعايشه المسيحيون والمسلمون معا في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ العالم العربي وتحدث فيها بعد كلمة ترحيب من د. رياض جرجور- أمين عام الفريق- القاضي عباس الحلبي رئيس الفريق. د. محمد صفار مدير المركز. سمير مرقص نائب محافظ القاهرة. د. محمود عزب- ممثلا عن شيخ الأزهر. والأنبا موسي- ممثلا عن قائم مقام الكرسي البطريركي للكنيسة الأرثوذكسية. الأب بولس روحانا- أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط . السيد علي الهاشمي مستشار الشئون الدينية والقضائية بديوان رئاسة الإمارات. د. خالد زيادة سفير لبنان بالقاهرة. وعقدت في اليوم الثاني 5 جلسات خُصصت الأولي والثانية لمسألة تقييم دور المؤسسات العاملة في الحوار.. أدارت الأولي د.باكينام الشرقاوي- من مركز الدراسات الحضارية- وعرض فيها كل من د. مروة نظير لعمل جامعة الدول العربية. ومحمد العربي لعمل مكتبة الاسكندرية في إطار الحوار. والثانية أدارها د. محمد عبد العزيز وعرض فيها كل من علياء وجدي لعمل مركز الدراسات الحضارية وحوار الثقافات. وسهير عزيز لعمل الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية. ود. أنطوان مسرّة تقييما لدور مؤسسات الحوار في لبنان لتصويب المفاهيم والتخفيف من مواطن الصدام. الواقع والمستقبل وكانت الجلسة الثالثة بعنوان العلاقات الإسلامية المسيحية في العالم العربي في ضوء الثورات العربية وأدارها كميل منسي وتحدث فيها كل من د. وجيه قانصو عن العلاقات الإسلامية المسيحية.. الواقع والمستقبل. والأب جمال خضر دعبيس عن واقع الحوار وانعكاسات وثيقة وقفة حق¢كايروس¢ والتي أصدرها المسيحيون الفلسطينيون علي تفكيك البنية اللاهوتية الأيديولوجية الصهيونية حول فلسطينالمحتلة. ود. حسن وجيه عن دبلوماسية المسار الثاني كتفعيل بديل للجان الحوار. وثيقة الأزهر وفي الجلسة الرابعة التي أدارها المفكر د. محمد السمّاك وكانت بعنوان: نماذج ساهمت في تقديم رؤية لصيانة العيش المشترك. عرض د. محمود عزب لوثيقة الأزهر الأخيرة حول حرية المعتقد والتعبير والبحث العلمي مسيرا الي ان الأزهر الشريف يعد وثيقة حول المرأة ستصدر قريبا. وقدّم كميل منسي لوثيقتي الحوار والعيش الواحد. وميثاق عربي إسلامي- مسيحي للاحترام المتبادل.. واللتين أصدرهما الفريق العربي. وخُصصت الجلسة الخامسة لبيان¢ العلاقة بين السياسي والديني علي صوء الثورات في العالم العربي وأدراها زياد الصايغ وتحدث فيها د. أنطوان حداد عن الدولة المدنية.. مفاهيم ونماذج. ود. منار الشوربجي عن تطور العلاقة بين السياسي والديني في ضوء الثورات العربية . ود. مهدي عبد الهادي في ورقة قدمها نيابة عنه القاضي عباس الحلبي حول قضية القدس بين السياسي والديني في ضوء الثورات العربية. مجموعات عمل ولمزيد من التفعيل والفاعلية للقاء قُسّم المشاركون لأربع مجموعات عمل لاستخلاص نتائج الجلسات ووضع التوصيات وتمثلت المجموعات في" حقوق. قيم. مؤسسات. مشروع بحثي.. للعيش المشترك" ثم عقدت جلستان ختاميتان الأولي أدارها د. يوسف الحسن بعنوان صيانة العيش المشترك وتفكيك خطاب الكراهية وتحدث فيها كل من الدكتور محمد صهيب الشامي والمطران مارغريغوريوس يوحنا إبراهيم. والثانية أدارتها د. امل حمادة بعنوان نبذ العنف والاحترام المتبادل وتحدث فيها د. هشام جعفر ود. كامل أبو جابر ود. جعفر الشايب.