" أتمني أن يكون هناك برامج توعية للأطفال والكبار تتحدث عن صحيح ووسطية الاسلام وسماحته فالمسلم هو من سلم الناس من لسانه ويده " هكذا تحدث الأنبا موسي، أسقف الشباب بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية خلال مؤتمر "صيانة العيش المشترك في العالم العربي"، الذى ينظمه الفريق العربي للحوار الاسلامى- المسيحى ". وأعتبر الأنبا موسي: "أن نشر وسطية الاسلام هى الاساس الأول من أساسيات العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين"، مضيفا: "أن الأساس الثاني فى العيش المشترك بين الجانبين هو الايمان بالتنوع والوحدة متمنيا أن يكون للأزهر مرجعية واحدة وكذلك الكنيسة".
أما عن الأساس الثالث فحدده أسقف الشباب ذلك قائلاً: " انه سيكون بإنتقال الحوار الإسلامي المسيحي من النخبة الى الشعب، حتى يروا قصص المحبة بين كافة أطياف المجتمع من خلال وسائل كثيرة مثل برامج تلفزيونية أو كتيبات صغيرة".
وفيما يتعلق بالأساس الرابع للعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، أكد موسي على: " أهمية الايمان بدور الاغلبية الحاضنة للأقلية، مشيرًا الى زيادة معدلات الهجر في مصر، التي ارتفعت ثلاث أضعاف عن كل عام، فالجميع يبحث عن عيش أفضل داعيا الاغلبية ان تحتضن وتطمئن الأقلية".
وفى السياق ذاته قال الدكتور "محمود عزب"، ممثل الإمام الأكبر شيخ الأزهر، في المؤتمر الذي يستمر حتى الغد، قائلاً: "ان الازهر انطلق مع الثورة أزهرًا جديدًا، فهو فى هذا العهد الجديد بعقلية جديدة فالأزهر يؤمن بالحوار، وقد يكون الدين جزء من الحوار، والعقيدة ليست جزء من الحوار، فنتحاور حول القيم العليا المشتركة سواء في أدياننا السماوية أو غير السماوية، وقال "عزب" أن الازهر نجح في جمع كل المتناقضين نجاحا رائعا، واتفقوا على حب ومرجعية الازهر كمرجعية حضارية ".
وأضاف "محمود عزب": "فكان شريكا في صناعة نهضة مصر، وفى ثورة 1919 عندما جاء القس سرجيوس الى الازهر ورفع شعار "الدين لله والوطن للجميع" وفى حرب 1956 لم يجد الزعيم عبد الناصر الا منبر الازهر وكان من وراءه مسلمى وأقباط مصر". ومن جانبه قال القس الدكتور رياض جرجور، الأمين العام للفريق العربي للحوار الاسلامى: "أن ما يؤسس هذا العيش المشترك هو ممارسة الحوار الاسلامى-المسيحى على صعيد الحياة المشتركة باستمرار وصدق، وان يكون هذا الحوار لا على ظروف تكتيكة عابرة تتغير بمتغيرات الظروف بل على متطلبات إيمانية راسخة، وما يؤسس لانتمائنا الواحد في المواطنة وولاءنا لها كي يصبح جميع الناس متساوين في الحقوق والواجبات والكرامة".
وأضاف الدكتور "خالد زيادة"، سفير لبنان في مصر، قائلاً: " ينبغي إعادة النظر في مفهوم العلاقات المسيحية-الاسلامية في مسألة العيش المشترك، لاسيما بعد المخاوف التي أثارتها الثورات، والانتفاضات في مصر وسوريا، فنرى كتلا ثابتة تحتاج الى التواصل والمجتمعات التي تصيبها الثورات تفترض صورة متحركة ، فنحن بحاجة الى كتلة تاريخية وليست جامدة وينبغي أن نصل الى لحظة يكون شعارنا فيها شعارها الوطنية وليس الحوار بين المسيحي والمسلم".