الأزهر الشريف افتتح منذ سنوات طويلة معاهد أزهرية بمختلف دول أفريقيا بغرض تعريف الأقليات الإسلامية هناك بالأسس الصحيحة للدين الإسلامي الحنيف إضافة إلي نشر اللغة العربية وتخريج أئمة يتولون في بلادهم مسئولية الدعوة والوعظ والارشاد إلا أن مهمة الأزهر الشريف تواجه بعض العقبات في هذه الدول مما يجعل النتائج منقوصة وليست علي المستوي المنشود وللتعرف علي هذه المعوقات التقت "عقيدتي" بالشيخ محمد علي حسن رئيس بعثة الأزهر والذي انهت فترة خدمته في أوغندا نهاية العام الدراسي المنقضي. * سألته كم عدد المعاهد الأزهرية المصرية بأوغندا؟ ** واحد فقط يوجد بمنطقة المساكن التي تبتعد عن العاصمة كمبالا بنحو خمسة كيلو مترات. * كم عدد الطلاب بالمعهد؟ ** مائة وخمسون طالبا وطالبة يمثلون مختلف مراحل التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي. * ما هي نسبة النجاح التي تحققها البعثة في الغرض من إنشاء المعهد؟ ** تقل عن 50% وهي نسبة ضعيفة. * ولماذا؟ ** أنه في المرحلة الابتدائية يتولي التدريس لطلاب الصفوف الأول والثاني والثالث مدرسون من أوغندا لا يتقنون جيدا اللغة العربية وليست لهم الدراية الكافية بقواعد وأصول الدين الإسلامي من فقه وشريعة وحديث وسيرة والفهم الجيد لأصول وقواعد القرآن الكريم إضافة إلي أنهم يعملون تطوعا بلا أجر من الأزهر أو من حكومة أوغندا وهم في الأساس عاطلون عن العمل لا يعملون بأي مصالح حكومية أو شركات خاصة في بلدهم وكان أفراد البعثة المصرية بالمعهد وعددهم عشرة يتولون تزويدهم ببعض الأموال القليلة من رواتبهم لمساعدتهم شهريا. حل المشكلة * ماذا تقترح لحل هذه المشكلة؟ ** اقترح تزويد الصفوف الثلاث الأولي بالمعهد الابتدائي بمدرس لغة عربية أو تخصيص رواتب شهرية للأوغنديين الذين يقومون بهذا العمل علي أن يتم اختيارهم بعد اجتياز اختبارات خاصة. * ما تأثير ذلك علي العملية التعليمية؟ ** سييء للغاية حيث يتولي أفراد البعثة عملية التدريس للطلاب والطالبات بدءا من الصف الرابع الابتدائي حتي نهاية المرحلة الثانوية ويجد أفراد البعثة صعوبة كبيرة في توصيل المعلومة للطلاب لعدم إلمامهم باللغة العربية بمستوي يساعدهم علي الفهم. * وهل لديك اقتراح آخر؟ ** اقترح لمن يريد الانضمام للبعثات المصرية لدول أفريقيا ان يجيد لغة هذا البلد نطقا وكتابة سواء اللغة الانجليزية أو الفرنسية أي حسب لغة كل بلد وأن يجري الأزهر اختبارات جادة للراغبين في الالتحاق في هذه البعثات في هذه اللغات. المعوقات * هل هناك معوقات أخري؟ ** عدم توفير الكتب حيث كنا نعمل بكتب قديمة ومعظم الطلاب والطالبات لم يكن لديهم الكتب المقررة وبعضهم كانت لديه كتب قديمة ممزقة وبالسؤال عن سبب عدم توفير هذه الكتب تبين لنا أن شركات الطيران تشترط الحصول علي 17 دولارا عن كل كيلو واحد من زنة هذه الكتب أي أن تكاليف الشحن غالية للغاية. * وكيف يمكن لهذه البعثات أن تحقق نتائج أفضل؟ * أري ضرورة وضع مقررات مبسطة في مختلف فروع الدراسات الإسلامية لمسلمي هذه الدول حتي يمكن للطلاب الفهم الصحيح للقواعد الدين الإسلامي.. كما أري ضرورة افتتاح شعبة للعلمي بالمرحلة الثانوية حيث إن الدراسة بالمعهد تتوقف علي القسم الأدبي فقط كما يجب تزويد المعهد بأجهزة الكمبيوتر لمواكبة الطلاب التقدم العلمي. * هل لديك اقتراحات أخري؟ ** اقترح أن يقوم الأزهر الشريف بالتعاون مع دول الخليج مثل المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات وغيرها برعاية اجتماعية لطلاب وطالبات هذه المعاهد بمختلف دول أفريقيا خاصة الفقيرة منها مثل توفير وجبات غذائية وكساء ومكافآت مالية بسيطة تجعل المسلمين في هذه الدول يصرون علي الحاق أبنائهم بهذه المعاهد الأزهرية المصرية.