* يقول محمد.ح.ح موظف ابتلاني الله بمرض الحسد ويخشاني الناس. ويبعدون عني في كل مكان أتواجد فيه وهذا اعتراف بيني وبين ربي والناس بذلك فكيف أتجنب هذا الخلق البغيض؟ وكيف أرضي بقضاء الله وقدره؟ ** إن المسلم دائماً يؤمن بقضاء الله وقدره وأنه لا يقع شيء في الوجود إلا بعلمه وتقديره. وأنه تعالي عدل في قضائه وقدره. حكيم في تصرفاته وتدابيره وأن حكمته تابعة لمشيئته. ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.. "إنا كل شيء خلقناه بقدر". "ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك علي الله يسير" وفي الحديث أن رسول الله قال لعبد الله بن عباس "يا غلام إني أعلمك كلمات. احفظ الله يحفظك. احفظ الله تجده تجاهك. وإذا سألت فاسأل الله. وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت علي علي أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك. وأن اجتمعوا علي أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك". إن الإيمان الصادق يظهر علي سلوك الفرد المسلم فلا يحسد الغير. لأن الحسد رذيلة مناقضة للإيمان لأن فيه عدم الرضا بقضاء الله. بل وفيه عدم الرضا بأقدار الله في كونه. والله تعالي قد وزع الأرزاق علي الناس بالعدل كل بما يستحق. والمؤمن يكون دائماً شاكراً لأنعم الله لا يذل ولا يهون ولا يؤثر الفانية علي الباقية "إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلي ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم" وعلي كل مسلم إلا يلتفت إلي أموال الغير. ولا إلي مناصبهم ولا إلي ماعندهم من صحة. ولا إلي ما أنعم الله به عليهم من أولاد. فإن الذي ينظر إلي ما عند الناس يفتح الباب أمام نفسه وحسده وغيرته. وليس هذا علي مستوي الأفراد فقط. بل علي مستوي الأمم. فهذه دولة فيها بترول مثلاً. وهذه ليس بها بترول. وهذه دولة أرضها خصبة وأخري لا تستقبل الزراعة وهكذا. وإن أخر ما يمكن أن يقع فيه الإنسان هو أن يتقاعس عن الكد والأخذ بالأسباب. ثم يتفرغ لحسد الآخرين. والنم علي أرزاقهم. وإطلاق لسانه في التشهير بالناس. وفي الحديث إشارات واضحة لخطورة الحسد علي النعمة يقول صلي الله عليه وسلم "لا تحاسدوا ولا تقاطعوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً كما أمركم الله". ويقول ابن يرين ما حسدت أحداً علي شيء من أمر الدنيا لأنه إن كان من أهل الجنة فكيف أحسده علي أمر الدنيا وهي حقيرة في الجنة. وإن كان من أهل النار فكيف أحسده علي أمر الدنيا وهو يصير إلي النار. إن الحسد سمة الكفار. وفي القرآن إشارة إلي فعل الكفار مع المؤمنين: "إن تمسسكم حسنة تسؤهم. وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها" فهل يترك المؤمن نفسه لهذا الخلق البغيض؟!