حدد الدكتور عادل المراغي امام مسجد النور بالعباسية كيفية اختيار رئيس الجمهورية والمعايير التي يتم علي أساسها هذا الاختيار فقال إن مسألة اختيار رئيس الجمهورية وموقف الاسلام من اختيار القادة والزعماء مسألة غاية في الأهمية. خاصة في هذه الفترة التي تمر فيها مصر بمفترق طرق وتستقبل عهدا جديدا من الحرية والكرامة. ولاينبغي أن يكون الاختيار مبنيا علي العاطفة او الاعجاب الشخصي وإنما ينبغي أن يبني علي المسئولية الضخمة الملقاة علي عاتق أفراد الشعب في اختيار قادته. والناخب مسئول أمام الله عمن اختاره وإذا كان الرئيس قد اختير بإرادة الشعب فإن للشعب أن يعزله وأن يحاكمة إذا أخطأ فهو لايعدو أن يكون أجيرا عند شعبه. وهذا ما فطن إليه أبو مسلم الخولاني حينما حيا معاوية بقوله "السلام عليك أيها الأجير" فغضب أصحاب معاوية فقال لهم "إن أبا مسلم أعلم بما يقول". وقد ذكر القرآن الكريم ثلاثة نماذج لاختيار القادة والرؤساء: النموذج الأول: في سورة البقرة في قصة طالوت قال تعالي علي لسان نبيهم :"إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم" والمراد ببسطة العلم كما يقول القرطبي هو العلم بفنون الحرب وبأمور السياسة أما بسطة الجسم المراد بها الشجاعة وليس طول القامة. النموذج الثاني: فقد ذكر الله علي لسان يوسف عليه السلام حينما طلب الولاية من عزيز مصر وقدم مؤهلاته القيادية "قال اجعلني علي خزائن الارض إني حفيظ عليم". ومعني حفيظ :أي لتقدير الأقوات حيث كان عنده دراية بعلم الاقتصاد والسياسة وتأمل كيف أن يوسف عليه السلام لم يقدم مؤهلاته الدينية وهو النبي ابن النبي ابن النبي ابن النبي. النموذج الثالث: ففي قصة موسي عليه السلام مع الرجل الصالح صاحب مدين "قالت إحداهما يأبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين" وهذه الصفات هي المؤهلة للقادة والزعماء في الاسلام. وحتي تؤدي هذه الامانة ونعفي أنفسنا من المسئولية فلابد أن يكون الاختيار علي أسس وقواعد ومعايير صارمة ومن أبرزها: 1- أن يكون المرشح زاهدا في الرئاسة غير حريص علي توليها وهذا المعيار مهم للغاية فقد قال النبي صلي الله عليه وسلم "يا أبا عبدالرحمن بن سمرة لاتسأل الإمارة فإنك إن أوتيتها عن مسألة وكلت إليها وإن أوتيتها من غير مسألة أعنت عليها" رواه البخاري ومسلم. 2- أن يكون المرشح صاحب برنامج انتخابي واضح شاملا لكل نواحي الحياة الدينية والسياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية والصحة 3- يجب أن يكون المرشح صاحب رؤية لمكانة مصر وواقعها الاقليمي والدولي فهي قلب العالم الاسلامي وهي قاطرة العالم العربي. 4- أن يكون المرشح صاحب الكاريزما في الإدارة وهي القوة الفائقة علي حل المشكلات التي تعصف بأمن مصر ومن ابرزها الفتنة الطائفية والجمع بين التيارات المتصارعة ولديه القدرة علي حل مشكلات مصر والتي من أهمها مشكلة البطالة والفقر والعشوائيات والمرض والأمية وسوء التوزيع الجغرافي للسكان ومشكلة نهر النيل ومشكلة العلاقات مع دول الجوار خاصة دول حوض النيل هذه أهم المؤهلات والصفات التي يجب توافرها في الرئيس القادم.