هناك وحي غريب لايدل علي الصلاح والتقوي تراه في قوله تعالي : "يوحي بعضهم إلي بعض زخرف القول غرورا" هو وحي التدبير السيئ وحي إبليس لمشركي مكة بأن يجمعوا رجلا من كل قبيلة ليقتلوا النبي ليضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين القبائل ووحي التدبير هو وسواس بين فاسد وفاسد بين فاسق وفاسق بين إبليس والبشر. لكن هناك أيضا وحيا من بشر إلي بشر يقول سبحانه وتعالي عن سيدنا زكريا :"فخرج علي قومه من المحراب فأوحي إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا" لقد كان سيدنا زكريا وهو في المحراب في موضع الموحي إليه من الله كان في موضع المتلقي لكنه ما أن خرج إلي قومه حتي أصبح في موضع الملقي والموحي. إذن لو جاز أن يكون هناك وحي مباشرة من الله إلي النحل والأرض وأم سيدنا موسي أفلا يجوز بين الله والنبي صلي الله عليه وسلم ؟ وحي يضاف إلي الوحي غير المباشر بواسطة الأمين جبريل إننا نعرف الوحي عن طريق سيدنا جبريل أما كيف كان الوحي مباشرا فقد ذكر في قصة المعراج : "ثم دنا فتدلي فكان قاب قوسين أو أدني فأوحي إلي عبده ما أوحي" لذلك قلنا : إن الوحي سر بين ملقي ومتلقي يقول سبحانه وتعالي :"وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا" ويمكن القول إن الوحي هو سر بين المتناجين والنجوي قد تكون وسواسا من الشيطان لكن ليس كل نجوي من الشيطان يقول سبحانه وتعالي :"ياأيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوي واتقوا الله" وخلاصة القول : إن ما انقطع من وحي هو فقط وحي الرسالة أما وحي الإلهام والمنام فهما مستمران إلي يوم تقوم الساعة ولا حول ولاقوة إلا بالله.