هي خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية "68ق. ه. 3ق.ه" زوج النبي محمد بن عبدالله صلي الله عليه وسلم وقد اختلف المؤرخون في عمرها بالضبط ولكن الإجماع أنها عاشت ما بين خمسين عاماً وستين عاماً يروي أنها تزوجت مرتين قبل زواجها بالرسول صلي الله عليه وسلم من سيدين من سادات قريش هما: عتيق بن عائذ المخزومي وكذلك أبوهالة بن زرارة التميمي. وقد كانت خديجة تاجرة ذات مال وكانت تستأجر الرجال وتدفع المال مضاربة وبلغها أن محمداً بن عبدالله يدعي بالصادق الأمين وأنه كريم الأخلاق وبعثت إليه وطلبت منه أن يخرج في تجارة لها إلي الشام مع غلام يدعي "ميسرة" وقد وافق. وقد ذهب مع قافلة تجارية لها إلي الشام ربحت أضعاف ما كانت تربح من قبل وأخبر الغلام "ميسرة" خديجة عن أخلاق محمد وصدقه وأمانته فأعجبها وحكت لصديقتها "نفيسة بن منية" فطمأ.نتها "نفيسة". واعتزمت أن تخبر محمد برغبة خديجة من الزواج منه "لم تقلها مباشرة ولكن فهم ذلك من حديثها الطيب عن خديجة". لم تمض إلا فترة قصيرة حتي سارع لطلب الزواج منها وفي صحبته عماه "أبوطالب وحمزة" ورغم اتفاق المؤرخين أن عمر الرسول كان 25 عاماً إلا أنهم اختلفوا في عمر السيدة خديجة فمنهم من قال 40 عاماً وروي الخوارزمي والحاكم أن عمرها يوم الزواج ثمان وعشرين سنة وقال ابن عباس إنه تزوجها وهي ابنة ثمان وعشرين سنة ونقل ابن كثير والبيهقي عن الحاكم أنه كان عمر محمد صلي الله عليه وسلم حين تزوج خديجة خمساً وعشرين سنة وكان عمرها إذ ذاك خمساً وثلاثين وقيل خمساً وعشرين سنة ولم يتزوج عليها 15 عاماً حتي بلغ الأربعين من العمر. يشهد للسيدة خديجة وقوفها بجانب الرسول وتثبيتها له فعندما اعتاد علي الخلوة في غار "حراء" لتيأمل ويتدبر في الكون وفي ليلة القدر عندما نزل الوحي علي محمد وانطلق إلي منزله خائفاً يرتجف حتي بلغ حجرتها فقال: "زملوني" والله لا يخزيك الله أبداً.. إنك لتصل الرحم. وتصدق الحديث. وتحمل الكل. وتقري الضيف. وتعين علي نوائب الحق". وكانت أول من آمن برسالته وصدقه وأول من أسلم من المسلمين جميعاً وأول من أسلم من النساء. كانت للسيدة خديجة منزلة خاصة في قلبه حتي بعد وفاتها وزواج محمد من غيرها من النساء لم تستطع أي واحدة منهن أن تزحزح "خديجة" عن مكانتها في قلب الرسول حتي أنه بعد أعوام من وفاتها وبعد انتصار المسملين في معركة "بدر" وأثناء تلقي فدية الأسري من قريش لمح محمد قلادة لخديجة بعثت بها ابنتها "زينب" في فداء لزوجها الأسير "أبي العاص بن الربيع" حتي رق قلبه لذكري لزوجته الأولي فطلب من اتباعه أن يردوا علي زينب قلادتها ويفكوا أسيرها إن شاؤا.