* لقد تحررت مصر من حكامها الطاغوت وتحررت إرادتها وعزيمتها .. ولكنها لم تتحرر بعد من الضعف الذي يضرب كل مؤسساتها ويصيبها بالوهن والعجز . * إن مصر القوية هي التي ستحرر القدس .. وكل من يريد إضعاف مصر فهو لا يريد تحريرها .. وقد كانت كلمتي في المؤتمر تدور حول هذا المعني . * وقد أعجبني حضور بعض القساوسة للمؤتمر وجلوسهم في محراب الأزهر مع د. الزهار وخليل الحية من قادة حماس . * وقد كان استقبال المسلمين لهم في الجامع الأزهر جيداً ومرحباً .. ولعل هذه تكون بداية تلاقي المسلمين والمسيحيين مرة أخري حول القضايا القومية والعربية الجامعة .. كما حدث من قبل أيام الرئيس عبد الناصر الذي استطاع توحيد مصر حول القضية الفلسطينية. * وهذه أول مرة يحضر فيها بعض القسس عن الكنيسة الأرثوذكسية إلي الجامع الأزهر منذ أيام ثورة .1919 * ولعل هذه المبادرة الكنسية الطيبة تعقبها القساوسة مبادرات أخري تجمع بين المسلمين والمسيحيين حول القضايا الوطنية والعربية المشتركة وتعالج الاستقطابات الحادة التي حدثت بينهما بعد نجاح ثورة 25 يناير بعدة أشهر .. والتي يعاني منها المجتمع المصري حتي الآن . * وقد أعجبني أن المؤتمر لم يغفل عن قضية سوريا .. وكانت هناك هتافات كثيرة تندد ببشار وبحزب الله وإيران ودعمها لبشار . * ولعل هذا يعطي رسالة سياسية مفادها :"أن حماس ستيمم وجهها في الفترة القادمة شطر مصر .. وتصرف وجهها عن إيران وحزب الله". * وهذا لا ينفي أن إيران وحزب الله كانا من أهم الداعمين لحماس في كل سنوات القطيعة مع مصر. * وأظن أن هذه الرسالة سيقرأها كل من يعنيهم الأمر وكل المهتمين بشأن حماس .. وسيدركون أن حماس لن تكون في المستقبل في حضن إيران أو حزب الله ولكنها ستكون في الأحضان المصرية الدافئة التي كانت تتوق إليها حيث تعود إلي أصل مشاربها ومعينها الأول .. فحماس في الأصل نبت أو فرع إخواني سني .. وهذا النبت لا يستريح إلا في حضن شجرته الأصلية . * وقد قبلت رأس د. الزهار قائلاً له: * " لقد قدمت أسرتك نموذجاً فريداً للبذل والعطاء .. وها أنت اليوم تجني جزءاً من ثمرة كفاحك في هذا الحب الكبير للشعب المصري اتجاهكم". * وقد وجدت الرجل زاهداً في الظهور والحديث .. ولما رآني جلست من التعب جلس هو وخليل الحية والزهري .. ثم جاء القس فلان وفلان فجلسوا معهم في تجويف الكعبة. * تحية لكل من بذر بذرة .. أو نطق بكلمة .. أو قدم مالاً .. أو ضحي بنفسه .. أو استشهد أو جرح من أجل تحرير الأقصي . * فبعد سنوات طالت أم قصرت ستصب هذه الجهود في بوتقة واحدة لتستحضر لحظة الحسم التي سيتحرر فيها الأقصي بإذن الله بجنود لا يعلمهم إلا الله. * ونحن نتمني أن نكون شهوداً لهذه اللحظة الحاسمة في تاريخ الأمة العربية والإسلامية.. فإن لم نعش لحظتها فيكفينا أننا ساهمنا يوماً في بذور التحرير.. فعليك بذر الحب لا قطف الجن والله للساعين خير معين صبراً أخي في محنة وعقيدة لابد بعد الصبر من تمكين