أشاد أكاديميون بالعلاقات المصرية الليبية مؤكدين انها قديمة وأسرية لايمكن لأي تداعيات سياسية أو دبلوماسية أن تؤثر عليها سلباً. مشيرين إلي ان نجاح الثورة الليبية في إسقاط حكم القذافي كان وليد التاثر بنجاح الثورة المصرية مما يدل علي مدي الارتباط الوثيق بين البلدين.. مطالبين بضرورة التعاون المستقبلي بينهما في مختلف النواحي. جاء ذلك في الندوة التي نظمتها جامعة عين شمس تحت عنوان "ثورة الربيع الليبي وماذا يريد الليبيون من مصر؟" ذلك ضمن فعاليات الموسم الثقافي لمركز بحوث الشرق الاوسط تحت رعاية د. علاء فايز رئيس الجامعة. وشارك فيها د. عز الدين عقيل المتحدث باسم الحكومة الليبية. وكمال أحمد المزواغي عضو مؤسسة المجتمع المدني الليبي. ود. عبدالحكيم الطحاوي أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة عين شمس. وأشار د. جمال شقرة- مدير مركز بحوث الشرق الاوسط إلي التاريخ الطويل الذي يجمع بين الدولتين والظروف القاسية التي مرتا بها وما قدمته الثورتان من اثبات لجذور التواصل والعلاقات العربية الحميمة. وذكر انه وجد في زيارته لليبيا في عام 1993 من خلال لقائه ببعض الشباب الليبي نفس المطالب التي خرجت بها الثورة الليبية في عام 2011 إلا ان التعبير عن هذه المطالب جاء انذاك بطريقة متحفظة. وأكد كمال أحمد المزواغي أهمية التعاون بين الدولتين والعمل علي إيجاد حلول لنقاط الضعف بما يمكنهما من الارتقاء سوياً. واستعرض د. عز الدين عقيل الورقة البحثية إلي تناول دور المفكرين وكبار رجال الدولة المصريين في حل المشكلة الليبية. وقد انقسمت الورقة إلي 8 محاور بدأت بسرد تاريخي موجز لبداية عهد القذافي في أواخر عام 1969 وتأسيسه لمجلس قيادة الثورة وتظاهره في بداية الامر بتطبيق الشريعة الاسلامية ثم انتقل إلي عدم اعطاء دور لمجلس قيادة الثورة وجعل الشرعية الثورية له فقط فقام باحتكار ثروات الوطن له ولعائلته. وأرجع د. عز الدين عقيل دموية الثورة الليبية إلي معاناة الليبيين الشديدة من عقائد الدولة القذافية التي انتهكت كافة حقوق الانسان ومحاولته للتديين السياسي للنظام. مشيراً إلي ان القذافي بدأ في أوائل السبعينيات في الخروج من الثوب الاسلامي الذي كان يرتديه وتجلي ذلك بالتطاول علي رجال الدين ومن أبرز هذه المواقف تصفيته للإمام الصدر. وذلك بالاضافة لإصراره علي عدم دخول التقنيات الحديثة والتكنولوجيا للشعب الليبي وقيامه بتدمير القدرات البشرية بزج الشباب في الجيش لأكثر من 20 سنة وأخيراً مشروع ليبيا الغرب وعلاقاته الخفية بالكثير من الدول الغربية. وأوضح د. عقيل انه لولا قيام الثورة المصرية وسقوط مبارك لما قامت الثورة ولا سقط القذافي. مبدياً استغرابه من بعض المحاولات لاخماد الثورة الليبية مثل استمرار البث الفضائي المصري للقنوات التي كانت تحرض علي قتل الثوار الليبيين وبعض الكتابات والآراء المتضاربة حول الثورة الليبية والتي وصفتها بأنها ثورة غير ناضجة. وعن هذه الكتابات أوضح د. عبدالحكيم الطحاوي انها لاتمثل مدعاة للقلق فالعلاقات المصرية الليبية لم ولن تنفصل عبر العصور مهما اختلفت الحكومات. وطالب بضرورة كتابة التاريخ الليبي بما يليق بالثورة الليبية مع الاخذ في الاعتبار التصورات المستقبلية للتعاون المصري الليبي علي مختلف الاصعدة. وفي ختام الندوة دعا د. جمال شقرة إلي ضرورة توضيح علاقة القذافي باسرائيل وتزييفه للتاريخ وتدميره للواقع. مؤكداً علي استعداد المركز ومصر كلها لمد اليد للشعب الليبي للعمل علي إعادة الاعمار والاستقرار.