* يقول حسن جمعة علام القاهرة: في الحراك المجتمعي الحاضر ومع كثرة الاتهامات بالعمالة والتخوين رجاء توجيه تذكرة لأدب الكلام؟ ** يجيب فضيلة الدكتور أحمد محمود كريمة الأستاذ بجامعة الأزهر بقوله: قال الله عزوجل "والذين هم عن اللغو معرضون" لغو الكلام معناه: كل كلام ساقط لا خير فيه. ومؤدي هذا أن المؤمنين الصادقين من الجد ما يشغلهم عن الهزل. والتعبير بقوله "معرضون" دل علي الثبات والدوام أي أنهم متباعدون مباشرة وتسبباً وميلاِ وحضوراً. لقد عني الإسلام عناية كبري بموضوع وأمر الكلام. لأن الكلام الصادر عن إنسان ما يشير إلي حقيقة عقله وطبيعة خلقه. لذلك جاء الإعراض عن الكلام السييء من صفات المؤمنين العاملين الحقيقيين. قال جل شأنه وتقدس اسمه في وصف عباد الرحمن "وإذا مروا باللغو مروا كراماً" وقال سبحانه: "وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه". ولقد حبب المولي الكريم جل شأنه أنواع النجوي التي يرضاها وهي التناجي في فعل الخير والمعروف والإصلاح بين الناس "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس". وحض الشرع الحكيم علي الكلام الطيب "وقولوا للناس حسنا" وقوله "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً" . روي مالك في الموطأ كتاب الكلام باب ما يؤمر من الكلام بسنده أن سيدنا عيسي المسيح عليه السلام مر بخنزير علي الطريق. فقال له: أنفذ بسلام. فقيل له: تقول هذا لخنزير؟ فقال: إني أخاف أن أعود لساني النطق بالسوء" وروي البخاري بسنده عن عطاء بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "من وقاه الله تعالي شر اثنين ولج الجنة. ما بين لحييه وما بين رجليه". وأخرج أصحاب السنن بسندهم أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لمعاذ رضي الله عنه "أمسك عليك لسانك قال: أو أنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: هل يكب الناس في النار علي أنوفهم إلا حصائد ألسنتهم". هذا جزء من كل. وقليل من كثير. في أدب الكلام من القائل والمستمع علي السواء رزقنا الله عزوجل طيب الكلام أداء واستماعا.