يحذرنا الإسلام أن نكثر من الكلام بغير فائدة فقال تعالي: "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمربصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس" فلنحذر الكلام. ولنلزم الصمت والتفكير إلا من حق نوضحه أو خلل نصلحه أو كلمة نفسرها. أو مكرمة ننشرها. حيث يستدل علي عقل الإنسان بقوله. وعلي أصله بفعله. وحسبنا قول الرسول الكريم "صلي الله عليه وسلم" لأبي ذر: "عليك بطول الصمت فإنه مطردة للشيطان. وعون لك علي أمر دينك" وقوله "صلي الله عليه وسلم" لعقبة بن عامر - رضي الله عنه عندما قال له يارسول الله ما النجاة؟ قال: "أمسك عليك لسانك. وليسعك بيتك وابك علي خطيئتك" رواه الترمذي. وقد دعا الرسول الأعظم "صلي الله عليه وسلم" لمن تكلم فنغم أو سكت فسلم فقال: "رحم الله عبدا تكلم فنغم أو سكت فسلم" ومن حكم سيدنا علي - رضي الله عنه - في هذا الأمر: "من كثر كلامه كثر خطؤه. ومن كثر خطؤه قل حياؤه. ومن قل حياؤه قل ورعه. ومن قل ورعه مات قلبه. ومن مات قلبه دخل النار". إن التفكر والاعتبار من أيسر العبادات علي المؤمن فقد قال "صلي الله عليه وسلم" لأبي الدرداء "عليك بالصمت وحسن الخلق فإنك لن تعمل مثلهما" رواه الطبراني بسند جيد. ففكر في ملكوت الله تعالي ؤأسرار عظمته في صمت فقد دعا الإسلام إلي ذلك في قول الرسول "صلي الله عليه وسلم" "تفكروا في خلق الله ولا تتفكروا في ذات الله". فأيها الراحل عن هذه الدنيا. فيأيها الغادي عليك أن تقف ساعة تفكر من أنت؟ ومن خلقك؟ وإلي أين سيكون المصير؟ أراحل أنت أم مقيم؟ وإذا كنت مرتحلا فإلي الجنة أم إلي النار؟ تأمل في ذلك كله وفي الكون وأسراره العلوية والسفلية. ولا تنسي قوله تعالي: "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" من الآية ولا تغفل عن آيات الله في الكون فهي دعوة للتدبر والتأمل في كل شيء حولك حتي توجد خالقك وتعبده كما أراد منك. وأختم كلامي بدعوة القرآن الكريم إلي الناس من خلال قوله تعالي: "أفلا ينظرون إلي الإبل كيف خلقت وإلي السماء كيف رفعت وإلي الجبال كيف نصبت وإلي الأرض كيف سطحت" الغاشية آية "17 - 20" ومن هنا كان التفكر من أفضل العبادات وأيسرها في الإسلام. سألت الله أن يرد الناس إلي الحق والعدل وأن يرزقنا التفكروالتدبر الصحيح الذي يهدينا إلي صراطه المستقيم. د/ مجدي عبدالباسط قراميط دمياط