...... أما حاجب النبي صلي الله عليه وسلم فقد كان طويلاً ومقوساً من غير التقاء بالحاجب الآخر. وبين حاجبيه عرق يدره الغضب. إذا غضب النبي صلي الله عليه وسلم احمر وجهه وانتفخ هذا العرق بين حاجبيه صلي الله عليه وسلم. وكان واسع الجبين. أما عنقه صلي الله عليه وسلم فكأنه إبريق من الفضة. كما قال ذلك سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما فيما يرويه عن ربيب رسول الله هند بن أبي هالة وكان ابن السيدة خديجة زوجة رسول الله صلي الله عليه وسلم. وكان خال سيدنا الحسن . فقال له الحسن صف لي رسول الله. فقال له : "كأن عنقه إبريق من الفضة" صلي الله عليه وسلم . أما لحية النبي صلي الله عليه وسلم: فكان النبي صلي الله عليه وسلم كث اللحية. أي: وافر الشعر. وهذا أكبر دليل علي أن اللحية سنة من سنن الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم. فمن أحب النبي صلي الله عليه وسلم فليتبعه ويتصف بصفاته وأعماله وسنته. أما صدره صلي الله عليه وسلم فقد كان صدره صلي الله عليه وسلم عريضا. وكان عريض الكتفين. وله شعر في صدره. من صدره إلي سرته. كالقضيب من الشعر. صلي الله عليه وسلم. واتساع الصدر واتساع الكتفين يدل علي القوة. وسواء الصدر مع البطن يعني: أنه ليست له بطن كبيرة خارجة عن حدها. وكان صلي الله عليه ضخم الكفين. وسلم ضخم الذراعين. وضخم القدمين. مشدود العضلات. ..... أما عرق رسول الله صلي الله عليه وسلم. يقول سيدنا علي : كان العرق في وجه النبي صلي الله عليه وسلم كحبات اللؤلؤ. وكان عرقه أطيب من ريح المسك. وقد ورد في الحديث الصحيح الذي خرجه الإمام مسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "دخل علينا رسول الله في يوم شديد الحرارة. فقال عندنا رسول الله". يعني: قضي عندنا القيلولة. "فعرق النبي عرقاً شديدا. فدخلت أم سليم تصلت العرق من رسول الله في زجاجة. فاستيقظ رسول الله. فقال لها: ماذا تصنعين يا أم سليم؟ قالت: يا رسول الله! نجمع عرقك فإنه أطيب من ريح المسك". هذا الحديث مخرج في صحيح مسلم. وورد في صحيح الإمام مسلم أيضاً من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه أنه قال : "لقد مست يد رسول الله صلي الله عليه وسلم خدي فأحسست ليده برداً وريحاناً. وكأن النبي صلي الله عليه وسلم قد أخرج يده من جونة عطار". وورد في الحديث الصحيح الذي خرجه الإمام مسلم أيضاً من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "ما مسست حريراً ولا ديباجاً ألين من كف رسول الله. ولا شممت مسكاً ولا عنبراً أطيب من ريح رسول الله صلي الله عليه وسلم". وفي الحديث الصحيح أيضاً من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنه كان يقول : كان أهل المدينة يعرفون إذا مر النبي صلي الله عليه وسلم في طريق من الطرق برائحته صلي الله عليه وسلم. ...... وصف أم معبد لرسول الله صلي الله عليه وسلم ومن أدق مَنْ وصف النبي صلي الله عليه وسلم أم معبد. فقد مر عليها صلي الله عليه وسلم يوم الهجرة ومعه أبو بكر و عامر بن فهيرة مولي أبي بكر . فمروا علي خيمة أم معبد وكانوا جائعين. فأرادوا طعاماً. ولم يكن معها شيء. فاعتذرت إليهم وأن ليس إلا شاة عجفاء هزيلة ليس فيها لبن. فقال: أحضريها. فأحضرت له الشاة. وإذ بالنبي صلي الله عليه وسلم يمسح بيديه المباركة علي ظهرها وعلي ضرعها فينزل اللبن بأمر الله. وبقدرة الله المباشرة التي لا دخل فيها لعالم القوانين وإنما فيها كن فيكون. اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة يارب العالمين. فالنبي صلي الله عليه وسلم حلب وسقي أصحابه وشرب وترك اللبن الكثير لأم معبد. فانبهرت أم معبد مما رأت من النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه. فعاد زوجها فرأي اللبن! فاستنكره. وقال: من أين لك هذا اللبن؟! إن هذه الشاة لا لبن فيها. قالت: لقد مر عليّ رجل مبارك سألني طعاماً وشراباً فقلت له: ليس عندنا شيء. فقال لي: هاتِ الشاة. ومسح بيده علي ظهرها وعلي ضرعها فجري اللبن الكثير! فشرب وشرب أصحابه وبقي لنا هذا اللبن! فقال لها : صفيه لي لعله أن يكون محمداً! فقالت له سيدتنا أم معبد رضي الله عنها: "رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة. حسن الخلق. مليح الوجه. إذا صمت علاه الوقار. وإذا تكلم سما وعلاه البهاء. حسن المنطق. أبهي الناس وأحسنهم من بعيد. وأحلي الناس وأحسنهم من قريب. غصنى بين غصنين. فهو أنظر الثلاثة منظراً. له رفقاء يحفون به. إذا قال استمعوا لقوله. وإذا أمر تثابروا لأمره". اللهم صلاةً وسلاماً عليك يا سيدي يا رسول الله! صلاةً وسلاماً يليقان بمقامك يا أمير الأنبياء! ويا سيد المرسلين! أسأل الله تبارك وتعالي أن يجعلنا وإياكم من المتمسكين بسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم. ومن المحبين لشرع رسول الله صلي الله عليه وسلم. ومن المنفذين لتعاليم رسول الله صلي الله عليه وسلم. فإن حب النبي صلي الله عليه وسلم سلوك وعمل. وإن حب النبي صلي الله عليه وسلم التزام بسنته. والتزام بمنهج النبي صلي الله عليه وسلم والتزام بشرعه. فأسأل الله تبارك وتعالي أن يجعلنا وإياكم من المتمسكين بسنته صلي الله عليه وسلم.