صدحا بالحق. وغيرة علي صحيح الدين الحق. وتبياناًَ لأخطار ومضار التعصب المنسوب إلي الدين. وممارسات العنف الفكري حالياً. والعنف المسلح المرتقب حاضراً ومستقبلاً. تأتي هذه التذكرة المخلصة لأذن واعية لمن يهمه الأمر تشخيصاً لداء ووصفاً لدواء. والله وحده المستعان. * نصوص الشرع المطهر القاضية بتحريم وتجريم تفرق المجتمع إلي طوائف وعصبيات منسوبة إلي الدين منها قول الله عز وجل : "إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء إنما أمرهم إلي الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون الآية 159 من سورة الأنعام وقول سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم : "ليس منا من دعا إلي عصبية". * احتكار تيار أو فرقة الحق والصواب. وتخطئة من سواها. استدلال فاسد واستشهاد سقيم لنصوص شرعية. لتبرير مذهبية والسعي الحثيث لصبغ المجتمع بها كالشيعة. الإمامية الاثنا عشرية. والسلفية بفرقها الدعوية والحركية والجهادية. وممارسة عمل سياسي قلباً وقالباً تحت غطاء ديني كالإخوان المسلمين. وفرق الانقلاب علي صحيح الدين الحق مثل البهائيين ومنكري السنة النبوية وعبدة الشيطان وغيرهم... كل هؤلاء ومن يماثلهم ويناظرهم ويشابههم يعتدون علي الدلالات السليمة الصحيحة للنصوص الشرعية والمباديء والمقاصد العامة للشريعة الإسلامية. لإعلاء أدبيات أجندات. وهذا كله ولَد عنفاً فكرياً سبب حيرة وبلبلة لدي عوام وبسطاء الناس. وصارت مساجد ومعاهد ووسائل اتصالات تشهد مجادلات ومهاترات ومصادمات وما يندي له الجبين. وتحول العنف الفكري إلي العنف المسلح ويظهر هذا جلياً في التنظيم السري للإخوان وتدريبات الناشئة علي فنون الدفاع والهجوم لأمور جهادية مستقبلية "الكاراتيه وغيره نماذج" والسلفية الجهادية "القاعدة وطالبان والسلفية الجهادية بالجزائر نماذج" والجماعات الجهادية "الإسلامية وغيرها أمثلة. وتأتي ممارسات هؤلاء بما يمتلكون من وسائل اتصالات مثل قنوات فضائية للشيعة والسلفية والإخوان. والدعم المالي الهائل من مراكز في الخليج العربي باليد مباشرة بواسطة التزاور التبادلي لمصالح إقليمية وما لا يعلمه إلا الله عز وجل من إجهاض عمل مؤسسات تعليمية ودعوية تخصصية ذات خبرة ودربة في حسن فهم علوم الإسلام كالأزهر الشريف والأوقاف لإقصاء علماء ودعاة راسخين وإحلال رموز هذه الجماعات الذين صارت لهم قداسة في نظر مقلديهم "مرشد الإخوان. وأشياخ موطن النشأة السلفية بالسعودية. وأشياخ فضائيات للسلفية والشيعة" جاوزت المقبول والمعقول. وصارت آراء هؤلاء ومعظمها خاطيء لافتقاره إلي الآلية العلمية المعتمدة وعدم تخصصهم العلمي "معظمهم بعيد كل البعد عن مباديء وأولويات العلوم الشرعية" صارت الآراء لها قوة النص الإلهي!!! إذا علم هذا: فإن الدعوة الإسلامية تشهد أزمة تعود سلباً علي وجوب الإبلاغ لعموم الخلق قال الله عز وجل : "ومن أحسن قولاً ممن دعا إلي الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين" 33 سورة فُصلت . وقول سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم : "بلغوا عني ولو آية" ومن ظواهر أزمة الدعوة الإسلامية: أولاً: الصراع المحتدم بين مؤسسات دعوية معتمدة الأوقاف والأزهر من جهة ومؤسسات دعوية أهلية لها أدبيات وأجندات وأهداف مذهبية "السلفية" وطائفية "الشيعة" وسياسية "الإخوان". وتسعي كلها لصبغ المجتمع بمبادئها وإقصاء الآخر وإضعافه بشتي السبل والوسائل المشروعة وغير المشروعة. ثانياً: الأداء المهني شبه الصوري الفاقد لروح الرسالة الدعوة الحقة من مؤسسات دعوية رسمية كالأوقاف. غالباً والتذرع بأسباب واهية علي خلاف الحقيقة. واستقطاب تيارات مذهبية وسياسية لبعض دعاة مما يعود سلباً علي سلامة العمل الدعوي. ثالثاً: فقدان أهلية الدعوة وعشوائية الأداء. وعدم وجود آلية منضبطة للوسائل ولا للمقاصد. بالإضافة إلي شبه الأمية الدينية لمتصدري الدعوة من ضحالة علمية وعدم الفقه السليم بالأدلة واستنباط الأحكام بقواعدها العلمية المعتمدة. رابعاً: شيوع المذهبية وحصر وقصر الدين في إطار مذهبي ورفض ما سوي المذهب وتقديمها علي النص الشرعي!! ويظهر هذا في اتجاه "الرأي الواحد" لشيعة وسلفية. خامساً: عدم الاستفادة من مؤسسات علمية معتمدة في رسم الخطط والوسائل والمقاصد الدعوية مثل كلية الدعوة وأقسام الدعوة بكليات أصول الدين والمجامع والمجالس العلمية ذات العلاقة وشعب التربية الإسلامية في كليات التربية. والانفصام المروع بين أجهزة وتآكلها بدلاً من تكاملها. سادساً: طغيان الوهج الإعلامي في المقدم والملتقي مما يجعل المقدم شغوفاً بظهوره الإعلامي ويعود هذا سلباً علي حسن الأداء من سطحية وعشوائية والاعتماد علي أن الحق يعرف بالرجال. لا أن الرجال يعرفون بالحق! ويرسخ في وجدان المتلقي خاصة في الإعلام المرئي قداسة للداعي إن صح التعبير دون الاعتداد بحقيقة ما يدعو إليه وصار تقديس الرموز لدي الشيعة والسلفية لا يحتاج لبراهين. سابعاً: نشر ثقافة مغلوطة تسيء إلي صحيح الدين وسمعته وإلي سلامة الأحكام الشرعية. * ويبقي بعد تشخيص قدر الطاقة لداء تلمس دواء "إنشاء مجلس أعلي للدعوة الإسلامية" يضم صفوة من علماء وخبراء أكاديميين وتربويين لوضع آلية منضبطة ملزمة للدعوة الإسلامية دون خضوع أو خنوع لابتزاز أو تدخلات. * بالإضافة إلي إنشاء قنوات دعوية "منبر الإسلام" لعرض صحيح الدعوة من علماء راسخين متجردين لا إنتماءات مذهبية أو حزبية سياسية أو دينية. بعيداً عن الشللية والوساطة والمحسوبية والترضية وما لا يحسن ذكره وحسن انتقاء قيادات دعوية بمعيار "الكفاءة" لا "الثقة". * تجريم إشاعة ونشر وبث مواد دعوية تجافي صحيح الدين. وملاحقات قضائية لدخلاء وغير مؤهلين يفسدون العمل الدعوي إفساداً يعود مضاره علي ذات الدين الحق. بلاغ فهل من مدكر؟