* يسأل زياد علي محمود من القاهرة: بعض الأشخاص ينتهزون فرصة الاستماع إلي إحدي الشائعات فيردد كل ما يسمع من غير التحقق من الأخبار التي يستمع إليها فهل هذا يتفق مع المنهج الإسلامي؟ ** يقول د.صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: إن شريعة الإسلام شريعة اجتماعية بناءة تعمل من أجل المحافظة علي أسرار الناس وسمعتهم وكرامتهم لهذا فإنها تأمر بصيانة الأعراض والمحافظة علي الحرمات ولهذا قال جل شأنه في سورة الفرقان "والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما" فمن صفات عباد الله الصالحين أنهم لا يقولون كذبا ولا يشهدون زورا ولا يرددون ما يردده الآخرون من كذب وبهتان ولا يسيئون إلي غيرهم لأنهم لا يحبون الإفساد في الأرض وذلك عن طريق نشر الشائعات كما كان المنافقون يسيئون إلي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وإلي آل بيته الأطهار الذين عصمهم الله من كل سوء ولهذا كان سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم حريصا علي عدم الاستماع إلي الشائعات من أجل هذا قال سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم لأصحابه الكرام لا يبلغني أحد منكم عن أحد من أصحابي شيئا فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر. وعلي أبناء المجتمع أن يحاربوا الشائعات وألا يستمعوا إليها وألا ينقلوها إلي الغير حتي لا تقع في الخطأ الذي وقع فيه الذين يحبون نشر الشائعات ولهذا توعد الله أمثال هؤلاء بالعقاب الأليم في الدنيا والآخرة أما في الدنيا فيكون بجلد من قذف غيره بالزنا أما في الآخرة فيكون بالعذاب في نار جهنم ليأخذ المظلوم حقه من الظالم. قال تعالي في سورة النور: "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون". جاء في صحيح مسلم أنه في آخر الزمان يجلس الشيطان بين الجماعة فيتكلم بالكلمة فيتحدثون بها ويقولون: لا ندري من قالها ولهذا وجب علي ولي الأمر أن يقطع دابر المفسدين الذين ينشرون الشائعات ويلحقون الأذي والضرر والتفرقة بين أبناء المجتمع الواحد.