الجنة هي مطمح وأمل المؤمن ومبتغاه يسعي إلي رضا ربه ليفوز بدخولها, وقد وصف الله سبحانه وتعالي أهلها قبل دخولها وبعد الفوز بها. وعن الصفات التي تؤهلهم لدخولها يقول الدكتور لطفي عفيفي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر إن الله تعالي ذكر أوصافهم في سور عديدة من القرآن الكريم ففي سورة الفرقان هم الذين يمشون علي الأرض هونا وهو مدح للمشي باللين والرفق ليس فيه ضرب بالأقدام المخالف لمشي المتجبرين المعجبين بأنفسهم وقوتهم وهو دليل علي التواصع لله تعالي والتخلق بآداب النفس العالية, فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه رأي غلاما يتبختر في مشيته فقال له: إن البخترة مشية تكره إلا في سبيل الله. ومن صفاتهم في الدنيا أيضا إلقاء السلام فان أصل استعمال هذا اللفظ في التحية أنه يوحي بالتأمين وهو أول ما يلقي به المرء من يريد اكرامه, وهم الذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ويكونون كثيري التهجد بالليل, وهم الذين يسعون في مرضاة ربهم لينجوا من العذاب بمداومة الدعاء لربهم أن يصرف عنهم العذاب يوم القيامة, وهم الذين إذا انفقوا يكون انفاقهم وسطا دون اسراف أو تقتير ويضعون النفقات في مواضعها الصالحة كما أمرهم الله,. وهم الذين لا يدعون مع الله إلها آخر أي تنزهم عن الشرك بالله وقتل النفس بغير حق والبعد عن الزنا. وقد سأل عبدالله بن مسعود رسول الله صلي الله عليه وسلم أي الذنب اكبر يا رسول الله؟ قال:( ان تدعوا مع الله إلها ندا وهو خالقك) قلت ثم أي؟ قال:( ان تقتل ولدك خيفة أن يطعم معك) قلت ثم أي؟ قال:( ان تزاني حليلة جارك). ومن صفاتهم أيضا انهم لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما أي أنهم إذا مروا بأصحاب اللغو والغيبة لم يأنسوا بهم ولم يقفوا معهم ليشاركوهم لغوهم ومروا في حالة كرامة مترفعين عن ارتكاب هذه المعاصي. أما عن صفة الجنة أو صفة من يدخلونها ويقول الدكتور لطفي عفيفي: إنهم يكونون في نعيم دائم لايزول, سالمين من الافات والموت, منزوع ما في قلوبهم من غل, يقول لهم الملائكة ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون أي تكرمون وتسرون وتنعمون يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين, يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس, متكئين علي الارائك ويدخل أهل الجنة الجنة علي طول آدم عليه السلام وجمال وحسن سيدنا يوسف عليه السلام وسن سيدنا عيسي ثلاث وثلاثين سنة ولا يفني شبابهم, يقول الرسول صلي الله عليه وسلم:( إذا أدخل أهل الجنة الجنة ينادي مناد إن لكم أن تحيوا ولا تموتوا أبدا), وغير ذلك مما اخفاه الله لأهل الجنة يقول تعالي: فلا تدري نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون.