يتنبأ النبي أشعيا عن الذين يقفون امام حائط المبكي كالذين وقفوا عميا عن الحق أمام عجل السامري. 10- نتلمس الحائط كعمي وكالذي بلا أعين نتجسس قد عثرنا في الظهر كما في العتمة في الضباب كموتي. "أي لم نتوجه إلي ربنا الأعلي لتسبيحه وتقديسه ولكن توجهنا إلي حائط نبكي أمامه ونريد اغتصابه وهذا مخالف في الشريعة اليهودية". 12- لان معاصينا كثرت أمامك وخطايانا تشهد علينا لأن معاصينا معنا وآثامنا نعرفها. 13- تعدينا وكذبنا علي الرب وحدنا من وراء تكلمنا بالظلم والمعصية حبلنا ولهجنا من القلب بكلام الكذب. 14- وقد ارتد الحق إلي الوراء والعدل يقف بعيدا لان الصدق سقط في الشارع والاستقامة لا تستطيع الدخول. "ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم". وهكذا تتبرأ الشريعة اليهودية من أفعال حكام اسرائيل العدوانية وتتبرأ أيضا من الظلم والعدوان والاغتصاب الذي وقع علي الفلسطينيين لانها شريعة سلام تدعو إلي الحب والسلام. ولو بعث الله إلينا سيدنا هارون عليه السلام ليشاهد مبني الجدار العازل رمز التفرقة العنصرية ورمز الجشع والطمع الذي أقامه شارون علي الاراضي الفلسطينية لصعق سيدنا هارون ولخر واقعا مغشيا عليه كما خر موسي صعقا من قبل ولهدمه بيديه الشريفتين ليعود الحق لأصحابه لانه هو أول من شرع في العالم شريعة الحب والاخاء بين الناس بغض النظر عن إيمانهم أو كفرهم فهو لم يفرق بين اليهود الذين ثبتوا علي إيمانهم بعد خروجهم من مصر وبين الذين كفروا وعبدوا عجل السامري وارتدوا عن اليهودية ويحكي لنا القرآن الكريم عن أخلاقيات سيدنا هارون مع القوم الذين ارتدوا عن اليهودية وعبدوا عجل السامري في قوله تعالي: "قال يا ابن ام لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي " طه الآية .94 فسيدنا هارون هو إمام الوحدة الوطنية التي تكفر بها اسرائيل اليوم وتتبني فكرا عنصريا لايوجد في الشريعة اليهودية التي تنهي عن الظلم والعدوان والفكر اليهودي كما بينته لنا الآيات الشريفة هو فكر يجمع ولايفرق وهو ضد العنصرية بجميع أشكالها وألوانها. أما الفكر الصهيوني فهو فكر يخالف الفكر اليهودي الاصيل إذا فالصهيونية ضد الدين اليهودي القويم وجماع القول فإنه لا توجد أحقاد وثارات تاريخية بين المسلمين واليهود الأوائل. ما عدا الاحداث الجارية حاليا بين اسرائيل والعرب فالعرب يمدون أيديهم بالسلام ليقتسموا الارض ويعيشوا سويا في اخاء ورخاء وسلام وتطوي بعد ذلك صفحة العداء إلي الأبد. لانها ليست لها جذور تاريخية ولكن الفكر الاسرائيلي المبني علي الاطماع يريد الارض مع السلام مع التطبيع مع الاحتكار الاقتصادي في المنطقة مع القدس العربية وهذا يتعارض مع جميع القوانين والاعراف العالمية.