فالخطاب: يا أيها الذين آمنوا إشارة إلي القومية الإسلامية إلي جانب أقوام اليهود والنصاري والصابئين والمجوس والمشركين. قوامها الإيمان بالله ورسوله والتسليم لهما مع تقوي الله كما. والاعتصام بحبل الله هو الوحدة "اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون" "قال: المنشودة بين المسلمين ووقوفهم أمام الأعداء والاجتناب عن التفرقة والمعاملة مع المسائل التي اختلفوا فيها برفق وبالتركيز علي المشتركات وهي حبل الله والحذر عن جعلها فرقاً ومذاهب. وفيها إعلان بأن التأليف بين القلوب والأخوة بين المسلمين نعمة من الله تبارك وتعالي وللحديث بقية. أسس التقريب : الأمر الأول: من الأمور التي لايشك فيها مسلم هي :أن الأمة الإسلامية بجميع مذاهبها وأقوامها وشعوبها أمة واحدة وأن الوحدة هي جوهر أركان الإسلام وما أجمل ماقيل :"بني الإسلام علي كلمتين:كلمة التوحيد. وتوحيد الكلمة". وأن المسلمين ما وصلوا ولن يصلوا إلي تحقيق أهداف الإسلام السامية إلا بالوحدة .وأن عز المسلمين ومجدهم رهين بوحدتهم .وليس بعد اختلافهم وتنازعهم إلا ضعف الشوكة وحلول الوهن بهم. الأمر الثاني: أن الأصول الأساسية للإسلام لاخلاف فيها والحمد لله بين المسلمين فكلهم يعتقدون بتوحيد الرب تعالي وبنبوة سيدنا محمد والأنبياء قبله صلوات الله عليهم أجمعين وبالمعاد. والجنة والنار. وبالصلاة والصوم. والحج والجهاد. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وأن كتابهم واحد وقبلتهم واحدة إلِي غير ذلك من أركان العقيدة والعمل وأن هذه الأصول المتفق عليها والمشتركة بين المذاهب الإسلامية هي بالذات ملاك الأخوة الإسلامية ومعيار وحدة الأمة دون غيرها من المسائل المختلف فيها والآراء الخاصة بكل مذهب التي تدخل في معايير المذاهب نفسها دون أصل الإسلام. ونواصل في الأعداد القادمة بإذن الله تعالي