قال الله تعالي: "فتوكل علي الله إنك علي الحق المبين". هذه الكلمات توجيه من الله لنبيه محمد صلي الله عليه وسلم ليمضي في طريق الدعوة صادعاً بأمر ربه مبلغاً لرسالته واثقاً من نصره. لأنه يدعو بالحق إلي الحق بأمر الله . ومن كان هذا شأنه فالنصر رائده والتوفيق حليفه. والمعركة بين الحق والباطل مستمرة ما كان هناك إله يدعو إلي الحق وما كان هناك شيطان أقسم بعزة الله ليغوين الناس أجمعين حتي لا يجد أكثرهم شاكرين غير ان النصر في النهاية للحق وان كل أعوانه والهزيمة للباطل وان كثر أتباعه قال تعالي: "بل نقذف بالحق علي الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق". والحق حقيقة مقررة في الملأ الأعلي. أرسل الله بها المصطفين من عباده واتبعها قوم عاشوا في الأرض أعوان صدق للأنبياء والمرسلين وكواكب هدي ينيرون الطريق للسالكين ونماذج خير للدعاة والمصلحين. غير ان الحق لا ينتصر وحده. بل لابد له من أمة تستمسك به وجماعة تدافع عنه "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض". فأمة الحق هي التي تؤمن بالله وحده لانه هو الحق هي التي تؤمن بالله وحده لانه هو الحق. قال تعالي "فذلكم الله ربكم فماذا بعد الحق الا الضلال". وأمة الحق هي التي تصمد أمام جبروت الباطل لا يثني عزمها تهديد ولا يرهبها وعيد ولا يضرها من خالفها حتي يأتي امر الله كما في الحديث الشريف أمة الحق ترضي به حكماً وتقبله توجيهاً وتجهر به في كل مقام لا تخشي فيه لومة لائم. كما عاهد عليه الرسول أصحابه واتبعه الخلفاء من بعده. أمة الحق كثيرة وان قل عددها فإن الكرام قليل. غنية وان رق حالها فإن الغني غني النفس والشرف والضمير. سيدة وان هان علي بعض الناس أمرها. فأكرم الناس عند الله أتقاهم. فلنكن في يقظة دائمة وحذر مستمر. وخير ما يساعد امة الحق في هذا المجال التزام التوجيه الحكيم الذي وجه الله به نبيه الكريم حيث يقول "ثم جعلناك علي شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون. انهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً وان الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين. هذا بصائر للناس وهدي ورحمة لقوم يوقنون". فلنعش علي الحق معتقدين له متمسكين به داعين له جاهرين به حافظين له معتزين به "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق".. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.