أوصي الباحث الشيخ عادل المراغي - إمام وخطيب مسجد النور بالعباسية الحكومات الإسلامية إلي إقامة مراكز بحثية إسلامية في الدول الغربية للرد علي شبهات المستشرقين لأن الفكر لا يجابه إلا بالفكر وتشجيع الباحثين المسلمين علي دراسة الاستشراق من خلال تعلم لغة الآخر. جاء ذلك في رسالته العلمية لنيل درجة الدكتوراة والتي حصل عليها بمرتبة الشرف الأولي في قسم الأديان والمذاهب بكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر بالقاهرة عن رسالته حول "جامعة ليدن ودورها في الحركة الاستشراقية". أشار الباحث في رسالته الي ان أشهر المستشرقين الأوروبين وأبرزهم وأكثرهم إنتاجاً وأغزرهم بحثاً هم من خريجي جامعة "ليدن" أمثال "سنوك هرخويه" الذي تظاهر بالإسلام وذهب إلي مكة وسمي نفسه بالشيخ عبدالغفار وكان له بالغ الأثر في احتلال هولندا لاندونيسيا كذلك "فنسنك" صاحب المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي والذي يعد من أشهر المستشرقين الأوروبيين. وأوضح ان بعض المستشرقين الهولنديين المعاصرين الذين تخرجوا في جامعة "ليدن" أثرا بارزا في تشويه صورة الإسلام في هولندا نظراً لتأثرهم بأساطين الاستشراق الهولندي في جامعة "ليدن" فجاءت هذه الدراسة لترد علي أبرز شبهات هؤلاء المستشرقين. قسم الباحث دراسته إلي ستة فصول: تناول في الفصل الأول تاريخ جامعة "ليدن" وعلاقاتها بالجامعات الأخري وفي الفصل الثاني تحدث عن الوسائل الاستشراقية بجامعة "ليدن" وأثرها علي الحركة الاستشراقية وفي الثالث تحدث عن إعلام الاستشراق في جامعة "ليدن" ودورهم في الحركة الاستشراقية وفي الفصل الرابع ناقش دور جامعة "ليدن" في خدمة التراث العربي والإسلامي أما في الفصل الخامس فكان من تطور الحركة الاستشراقية في جامعة "ليدن".. وفي الفصل الأخير تحدث من تطور الدراسة الاستشراقية في "ليدن" منذ نشأتها وحتي اليوم وعرض لنماذج من شبهات مستشرقي جامعة "ليدن" والرد عليها. وخلص الباحث لعدة توصيات أهمها: ان جامعة "ليدن" من أقدم الجامعات الأوروبية وأعظمها تأثيراً في نهضة الحركة الاسترالية وان مستشرقي "ليدن" أثروا في سائر المستشرقين الأوروبيين وهم أغزر المستشرقين إنتاجاً وأعظمهم أثراً.. كما نبه إلي ارتباط جامعة ليدن بالهدف التنفيذي الاستعماري منذ انشائها ويظهر ذلك من خلال أحد مستشرقيها الذي عمل مستشاراً لوزارة المستعمرات الهولندية في أندونيسيا وحذر الباحثين المسلمين من الاغترار بأفكار من سموا أنفسهم مفكرين أمثال نصر أبوزيد وغيره من أقطاب العلمانية والليبرالية في العالم الإسلامي. ودعا الحكومة الهولندية إلي تسهيل مهمة الباحثين العرب والمسلمين المنبعثين إلي "هولندا" حيث مازالت العراقيل تقف في طريق الباحثين الأزهريين. ودعوة الجامعات العربية إلي التنسيق مع جامعة "ليدن" للاستعادة من جوانب البحث العلمي. أشرف علي الرسالة الدكتور عادل درويش - أستاذ الأديان والمذاهب بكلية الدعوة بالقاهرة والدكتور عبدالكريم حسن بلال - أستاذ الأديان والمذاهب بكلية الدعوة الإسلامية مشرفاً مشاركاً وأ.د. عبدالله بركات - أستاذ الأديان والمذاهب بكلية الإسلامية عضواً والدكتور محمد أبوليلة - أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر عضواً منافساً.