واجه د.محمد سليم العوا ضيوف برنامج القاهرة اليوم علي الهواء من الإخوة المسيحيين.. والذي يقدمه عمرو أديب والذين كالوا الاتهامات ضد الإسلام والمسلمين.. ومحاولة جعل مصر دولة علمانية.. والادعاء أن ولاية الفقيه مبدأ إسلامي.. والحضانة في الإسلام.. وأن الإسلام يكره الناس علي الدخول فيه. د.محمد سليم العوا رد علي كل ذلك.. قال.. هذا وطن يعيش فيه المسلمون والأقباط منذ 1428 سنة تقريبا.. ولم يحدث أن قال أحد عن الآخر أنه أصبح "ملطشة" أو قديم درجة ثانية.. أو ديانة دنيا.. هذه الألفاظ لا تستعمل في الحوار الإسلامي المسيحي المصري هذه الألفاظ تليق بأحوال الفتن.. وللمحن.. ولإثارة النعرات الطائفية وبتحويل العقائد المحترمة إلي أسباب للصراع والشقاق.. وهو ما نرفضه جميعا.. ونأباه كلنا.. وجميع ضيوفك المحترمين لا يقصدون الفتنة طبعا.. ولا يحبون أن يكونوا من محرضيها أو من محركيها.. ولا يحبون أن يكونوا وقودا لها.. كما لا نحب نحن أن نكون من محركيها.. ولا من المحرضين عليها.. ولا أن نكون وقودا لها.. والأمر الثاني المتعلق بهذه الدولة التي تسمي مصر.. هذه الدولة دولة إسلامية غالبية سكانها مسلمون وقانونها.. مأخوذ في معظمه إما من الشريعة مباشرة وإما أنه لا يخالف أحكامها فيما عدا أربعة أو خمسة أحكام في الجنائي.. وحكماً واحداً في المدني.. وعليهم خلاف فقهي وخلاف قضائي.. لن نتعرض له.. لكن هذه الدولة لن تتحول تحت أي سبب من الأسباب.. ومعها كانت أنواع الضغوط والقهر التي يظن الناس أنهم يعرضون لها الحكام في مصر أو الشعب في مصر.. حتي تتحول إلي دولة علمانية أو دولة لا دينية أو دولة مسيحية.. هذه الدولة ستبقي إسلامية يراعي فيها حق المسيحي علي العين والرأس.. لأنه شريك في الوطن لكن لن يراعي حق المسيحي الذي يثير الفتن أو يستفز المسلمين. أضاف.. أما موضوع ولاية الفقيه التي تحدث بها القس عبدالمسيح بسيط.. فهذه الفتوي يعمل بها لو رئيس الجمهورية شيخ الأزهر.. ورئيس الجمهورية ليس شيخ الأزهر.. وشيخ الأزهر لا يحكم البلاد.. والقانون هو الملزم.. وحكم القاضي هو الملزم.. وشيخ الأزهر يقول رأي الدين.. وكذلك المفتي.. ولا غيره ممن أتيتم بفتواه.. فهو رأي فقهي غير ملزم لأحد بما في ذلك الحكومة والمحكمة.. والمحكمة التي أقرت أن يكتب للمسيحي الذي اسلم ثم عاد إلي المسيحية أنه مسيحي في بطاقته.. كان أمامها فتوي د.علي جمعة التي تقول إن هذا لا يصح. الدولة الدينية يضيف.. وأحد الضيوف قال: إن مصر علي شفا أن تكون دولة دينية.. فماذا تعني دولة دينية؟ وهل مصر دولة كافرة.. إن مصر دوله لها دين.. والمسيحي له دين مسيحي محترم ومقدس وكنائسه مرفوعة الصلبان في كل أرجاء الوطن المصري.. والفقيه المصري الكبير الليث بن سعد حينما سئل عن بناء الكنائس في مصر قال لسائله يابني وهل بنيت الكنائس في مصر إلا بعد الإسلام.. لماذا؟ لأن الرومان كانوا يحرمونهم من بناء الكنائس بل جعلوها "مزابل" ونحن نظفناها وسمحنا لهم أن يعودوا ويعيشوا فيها ويحكمون وما زالوا يحكموا فيها.. والكنيسة هي التي تقرر من يتزوج ومن يطلق ومن له ميراث.. ومن يدخل الكنيسة ومن لا يدخل.. والقس عبدالسيد مات ولم يصل عليه لأنه حرم من دخول الكنيسة فلا أحد يعايرنا بولاية الفقيه.. فهو اجتهاد فقهي شيعي محترم ولكننا لا نعمل به معشر أهل السنة. وقال ..أما الأخت التي قالت عن فتوي الحضانة.. حضانة الأم المسيحية لطفلها من أب مسلم.. أن هذه الفتوي جزء منها كان سنة ..1928 وجزء سنة ..1933 الفقه الإسلامي سيدتي عمره 1400 سنة.. وبني علي فهم القرآن الكريم والسنة.. والسنة عمرها 1428 سنة.. ولا بأس ولا ترثيب علي المفتي أن ينقل فتوي قديمة ما دامت صالحة لهذا الزمن الذي نعيش فيه.. ومشكلة الحضانة التي تقولين أنها مشكلة عمر.. فهذه مشكلة اجتهادية فالحضانة كانت حتي 9 سنوات ثم 12 سنة.. ثم 15 سنة.. لكن هذا لا يعني أنها فوضي.. ولكن يجب أن تقنن من الفقه الإسلامي أو مما يحقق مصالح الناس. يضيف: الأخ فاروق صبري يقول إنه أكره علي الإسلام وانا لا أعرف أحدا في تاريخ الإسلام أكره علي الإسلام والقرآن يقول "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي".. وإذا كان أبوه مسلماً فالطبيعي أن يتبع دين أبيه.. أم يتبع دين من؟ وهل تستطيع أن تجعل الطفل يختار أن يلعب بلي.. أو يلعب كرة؟ فالطفل لا خيار له.. ولابد له من توجيه ورقابة. يقول.. أما الكلام الذي غضب منه القس.. من أن المسيحية ديانة دنيا.. أو من الطبقة الثانية.. فهو لم يفهم اللغة العربية التي كتبت بها الفتوي.. وهي لغة عربية راقية جدا.. والاستاذ نبيل جبرائيل كان يخطئ في قراءتها.. فالفتوي تقول.. إذا خشي علي دينه.. والدين قيمة.. والسلوك قيمة والخلق قيمة.. إذا خشي علي الطفل من أي واحدة من هذه القيم.. وحتي لو كانت الأم مسلمة.. وفيها نقص من أحد هؤلاء الثلاثة تنزع منها الحضانة.. ففكرة أن هذه تسري علي المسيحية فقط.. كلام خاطئ.. ولو قرأتم الفتوي قراءة صحيحة.. ما قلتم هذا الكلام. وفي الوقت نفسه استمر البعض في الفترة الأخيرة الهجوم علي الإسلام بحجة أنه دين عنيف وإرهاب.. ولم ينتشر الا بحد السيف.. وعليه فإنه دين لا يقبل الآخر.. ولا يسمح بالتعايش معه.. ويرفض ما هو دونه.. وأن المسلمين اتبعوا دينهم فأصبح الارهاب عقيدتهم.. والقتل مرتعهم ومص دماء غير المسلمين يشبعهم. د.محمد فؤاد شاكر أستاذ الحديث الشريف بجامعة عين شمس رد علي كل هذه التساؤلات مؤكدا أن الله تعالي ختم الديانات السماوية بمجئ الدين الخاتم الذي جمع في تعاليمه بين جميع الديانات التي سبقته.. ولم يرسل نبينا صلي الله عليه وسلم لآله وقومه.. كما ارسل غيره من الرسل السابقين.. فكان صلي الله عليه وسلم مرسلا إلي الناس كافة.. ولم يقصر سبحانه وتعالي رحمته علي المسلمين فقط.. ولا للعرب فقط.. وإنما قال سبحانه وتعالي "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".. وبمجئ الإسلام.. واختتام الرسالات.. أصبح الايمان بالإسلام أمرا حتميا ضروريا.. لكن الإسلام بتعاليمه السامية ربط بين هذا الدين.. وبين ما سبقه من أديان. أضاف.. واعتبر سبحانه وتعالي أن كمال الايمان عند المسلم أن يؤمن بالرسل السابقين. وقال.. والذي ينظر إلي شهادة المنصفين من الدارسين غير المسلمين في دول العالم يري أن الإسلام نال اعتراف معظم هؤلاء المستشرقين.. فأقروا بصدق هذه الرسالة وبصدق نبيها. يضيف.. فيا كل الدنيا.. ويا دعاة التفريق بين معتقدات الناس.. هذا هو إسلامنا في تعاليمه العظيمة أن نحسن التعامل مع غير المسلمين.. فلا يضيق عليهم في عباداتهم.. ولا ينتقصهم شيئا.. ولا يهدم أماكن عبادتهم.. ولا يسطو علي أموالهم ولا مخصصاتهم.. ولا يظلم واحدا منهم أبدا.. إن هذه البضاعة من أجود البضاعات.. ولكننا لا نحسن تسويقها.. فأصبحت صورة المسلم في غير بلاد المسلمين أنه الرجل الارهابي الذي يعتدي علي الناس.. ويسطو علي حقوق العباد.. ويدبر المؤامرات.. وهذا كله غير صحيح.. فالمسلم الحقيقي من سلم الناس من لسانه ويده.. فلا يقول إلا القول الحسن.. ولا يعمل إلا العمل الحسن.