كشفت ثورة يناير عن الثروة الحقيقية التي تمتلكها مصر وتتمثل في قوة الشباب وقدرته علي تحقيق نهضة مصر واستعادة دورها الإقليمي والدولي.. لكن إسرائيل لم تشأ أن تري هذا وهي ساكنة.. فأسرعت لتطويع الوسائل التكنولوجية لتنفيذ مخططاتها الخبيثة وغزوها الثقافي للسيطرة علي عقول الشباب. وإذا كان الثوار قد استثمروا تلك الوسائل لانجاح ثورتهم إلا أن مكمن الخطر الذي تحذر منه "عقيدتي" ان تتحول هذه الوسائل ذاتها الي معاول هدم وتخريب وسيطرة علي عقول شبابنا. قد أجمع العلماء والعامة من الجماهير علي ضرورة فرض رقابة حكومية وأسرية علي هذه الوسائل ومواقعها الالكترونية نظراً لما تمثله من خطورة علي الأمن القومي والتاريخي.. وفيما يلي حصيلة الآراء: يقول محمد ابراهيم - مهندس زراعي-: للأسف الشديد الأسرة لا تقوم بدورها الحقيقي تجاه أبنائها فهي تتركهم يجلسون وحدهم دون رقيب لساعات طويلة أمام الكمبيوتر.. فنحن في أمس الحاجة لتفعيل دور الأسرة في مراقبة أبنائها وليس بالضرورة ان تكون الرقابة مباشرة إنما يكفي ان يعرف الابن ان هناك من يتابعه ويرصد حركاته. دوامة الحياة يشير الدكتور وحيد عبد المجيد- بالكلية المصرية للطيران- إلي أن الأب والأم في دوامة الحياة ولا يمكن بأي حال من الأحوال ان يفعلوا كل شئ.. ففلترة المواقع ومراقبتها دور الدولة هذا جانب كما انه يجب علي الاعلام ان يوعي شبابنا بعدوه وأفعاله الدموية في حق الشعوب العربية. الوجه القبيح وتساءلت سعاد رشوان- مدير عام بالرقابة المالية: ماذا ننتظر من شبابنا الذي لا يعرف أي شئ عن حرب 1973م ولا حرب 1967م وماذا فعلت إسرائيل بالأسري المصريين؟! فنحن في حاجة الي تعريف شبابنا بتاريخ بلادهم وكشف وجه اسرائيل القبيح أمامهم. دولة منبوذة! ووافقتها الرأي نجوي الشيخ- مدير ادارة بالرقابة المالية قائلة: ابناؤنا في خطر كبير ولا أحد يدري ولا أحد يتحرك وكأنهم ليسوا أبناءنا فتركناهم لإسرائيل تفعل بهم ما يروق لها فراحت تبث في عقولهم انها دولة مغلوبة علي أمرها ومنبوذة من العرب وصدق شبابنا هذه الأكاذيب وراح يرددها في الجامعات وبين الأصدقاء وهذا ما نجحت فيه إسرائيل وفشلنا نحن في حماية أبنائنا وتحصينهم. وطالب أحمد سيد- موظف- بضرورة انشاء هيئة يكون هدفها الأول توعية الشباب بما يبث عبر شبكة الانترنت. الفخ الإسرائيلي وكشف الدكتور جمال النجار -رئيس قسم الصحافة والاعلام بجامعة الأزهر- عن انه منذ أعلن التطبيع بين مصر وإسرائيل وقامت الثانية بتخصيص دوائر حزبية وادارات ومؤسسات تدعم هذا التطبيع بوسائل شتي وأساليب عديدة واستخدمت في ذلك أيضاً شبكة الانترنت ليس للتأثير فقط علي الشباب انما للتأثير أيضاً علي الدوائر الدبلوماسية وكافة وسائل الاعلام العربية والمصرية ولا أحد ينكر ان هناك تعصبا شديدا من قبل الشباب الإسرائيلي لدولتهم وان تعلن الدولة عن أي توجه من التوجات نجد جيوشاً من الشباب تتفاعل من خلال شبكة الانترنت لتدعيم هذه القضية وهذا هو بالضبط ما يحدث مع شبابنا الذي راح يسقط في الفخ الإسرائيلي دون ان يدري غبر غرف الشات والتواصل مع المواقع المختلفة وليس الانترنت هو الفخ الإسرائيلي الوحيد فهناك أفخاخ أخري علي سبيل المثال ارسال فتيات إسرائيليات جميلات الي شرم الشيخ للتزوج بالشباب المصري واقناعهم بالسفر الي إسرائيل حيث فرص العمل والحياة الآدمية الكريمة!! أضاف: هذا العمل الإسرائيلي ليس بمحض الصدفة انما هو عمل مخطط له جيداً ووراءها مؤسسات تنفذ خططاً مرسومة عكف علي وضعها علماء نفس وسياسة إسرائيليون هدفهم الأول غزو أبنائنا فكرياً وثقافياً مستغلين في ذلك ظروف الشباب من انعدام الوعي والبطالة وغفلة الآباء والأمهات وعدم اهتمام الحكومة به. لذا فالأمر في منتهي الخطورة ويحتاج الي تحرك سريع علي كافة المستويات ابتداء من وزارة الخارجية ثم وزارة الإعلام ومراقبة هذه المواقع وعمل فلترة لها وانشاء مواقع توعي الشباب وتبصره بما هو مخطط له وانه مستهدف من العدو. وأكد د. النجار ان التأثير علي العقول والعزف علي أوتار التطبيع والعلاقات الانسانية أخطر من الضرب بالرصاص كما ان الغزو الثقافي أشد خطورة من الغزو الاستيطاني. لذلك لابد من الانتباه جيداً لذلك ليس بالكلام المرسل انما بالأفعال الجادة من قبل كافة مؤسسات التنشئة الاجتماعية في مصر من أجل حماية شبابنا قبل ان يفتك بهم العدو الإسرائيلي خاصة بعد ما قام به من ثورة عظيمة وانتبه العدو والعالم أجمع الي الطاقة الجبارة التي بداخل الشباب المصري ويريد استغلالها لصالحه. رؤية اجتماعية وقالت الدكتورة زينب النجار- أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر- لا أحد ينكر أهمية الانترنت في حياتنا لكن هناك مواقع مدسوسة وأخري مشبوهة تسعي لتدمير شبابنا فكرياً وثقافياً.. فقد قمت بعمل بحث ميداني حول استخدام الشباب للانترنت ووجدت ان فئة كبيرة من الشباب تسرف في استخدام الانترنت حيث يتراوح استخدامها له ما بين أربع الي سبع ساعات يومياً والذي يعد ادماناً مثل ادمان المخدرات والكحوليات.. فهذه الساعات الطويلة التي يقضيها الشباب أمام الانترنت يتصفح خلالها المواقع المختلفة ولاسيما الاباحية التي صممتها إسرائيل من أجل استقطاب شبابنا المصري والعربي باغرائه واقامة علاقات غير شرعية معه هذا جانب.. أما الجانب الآخر هو التواصل بين شبابنا والشباب الاسرائيلي عبر غرف الشات فهذا التواصل مخطط له ومدبر من قبل المؤسسات الإسرائيلية لكنه عفوي وتلقائي من قبل الشباب المصري وخلال تبادل الأحاديث يتم التطرق للموضوعات المختلفة المتعلقة بأوضاع البلاد السيئة وانعدام فرص العمل واهمال الشباب وطاقاته من قبل الحكومة.. هذا كله يحدث والأسرة لا تدري شيئاً عن أبنائها وكذلك الدولة وتكون المحصلة خلق جيل من الشباب المصري دعاة لإسرائيل وممجدين لها وناقمين علي مصر وأوضاعها وهذه هي الطامة الكبري وما تسعي اليه إسرائيل هو زعزعة المجتمع المصري وتدمير بنيانه وهدم شبابه.. لذا لابد ان نتحرك جميعاً لانقاذ شبابنا وتوعيتهم بالخطر الذي يهددهم. دعاة إسرائيل قالت الدكتورة آمنة نصير- أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر- للأسف الشديد نحن مقصرون في حق شبابنا فلم نعطهم منذ نعومة أظافرهم المناعة التربوية المطلوبة التي تحميهم من أي انحراف فالأسرة غائبة كلية عن أبنائها فلا تراهم ولا تدري ماذا يفعلون وتركتهم للانترنت ومواقعه الفتاكة التي صممها عدونا الأول من أجل النيل من شبابنا وزعزعة انتمائهم بل والأدهي من ذلك فقد استخدمتهم في الدعاية لها وتجميل صورته القبيحة وكان نتيجة ذلك ان يخرج علينا بين حين وآخر شاب مصري يتحدث عن دولة إسرائيل المغلوبة علي أمرها والمنبوذة!! ويدعو الجميع الي ضرورة التعاطف معها مع هذه الدولة!! وهذا بسبب تواصله المستمر عبر الفيس بوك وغرف الشات مع أصدقائه من الجنسيات المختلفة!! فهؤلاء الاشخاص هم في الأصل اسرائيليون لا يكشفون عن وجههم الحقيقي لاستقطاب شبابنا ووضع السم له في العسل واستخدامه لتحقيق أهدافهم الدنيئة وهي خلق جيل من الشباب المصري المتعاطف مع إسرائيل والذي لا يعرف شيئاً عن تاريخها الاجرامي والدموي في حق الشعوب العربية. سلاح ذو حدين ويري الدكتور عبد الفتاح أبو الفتوح- الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف- أن الانترنت سلاح ذو حدين وسلبياته أكثر من إيجابياته وعلي أولياء الأمور والقائمين بالدعوة الانتباه جيداً لهذا الخطر وللغزو الفكري الذي يأتي من ورائه. أضاف: تطلعات ابنائنا ورغبته في تحقيق كل أحلامه وطموحاته والحياة البائسة التي يعيشها ونظرته للغرب علي انه واحة الله في الأرض وراء انجرافه الي هذه المواقع ومخاطبة أعدائه وهو لا يعرفهم فهم لا يكشفون عن وجوههم صراحة إلا أنه بعد ان يحققوا أهدافهم ويقومون بعملية غسيل المخ لأبنائنا وبث سمومهم في وجدانهم وعقولهم هذا في ظل غياب رقابة الأسرة والدولة علي السواء وفي ظل منع علماء الدين من الحديث وتبصير الشباب لسنوات طويلة.. لكن بعد الثورة بعد ان رأت إسرائيل قوة شبابنا وما قام به راحت تخطط أكثر من الأول في هدمه وتسعي لتدميره بشتي الطرق. لذا لابد أن ندق ناقوس الخطر ونتكاتف جميعاً من أجل حماية أبنائنا هذا مع ضرورة ان يقوم الاعلام بدوره في فضح اسرائيل وما قامت به من مجازر وإبادة للشعوب العربية في 1967م وما فعلته في لبنان وما تفعله في فلسطين اليوم. اختتم د. أبو الفتوح قائلاً: العدو لن يكون صديقاً مهما كان وعلي الشباب ان يعمل عقله ولا يأخذ كل شئ علي علته ولا يصدق أي كلام يقال له وان يسأل أهل الذكر والعلم فيما يعرض عليه.