كلام من القلب

استقلالية الأزهر

كل التجارب السابقة والظروف التي مرت بها مصر في العهد الفاسد تجعلنا نقف قلباً وقالباً مع مطالب علماء الدين الذين ينتسبون إلي المؤسسات الدينية "الأزهر والأوقاف والإفتاء" والذين يطالبون باستقلال الأزهر الشريف وانتخاب شيخ الأزهر وعودة هيئة كبار العلماء للاجتهاد والافتاء وضم الأوقاف والافتاء إلي الأزهر الشريف تحت إشراف مؤسسة واحدة رائدة وهي الأزهر الشريف.
فإذا أردنا أن نحارب التيارات الدينية المتشددة ومواجهة الأفكار المغلوطة عن الدين الإسلامي الحنيف والتي أشاعت في مجتمعاتنا الإسلامية فكر التكفير والتبديع والذي نتج عنه اعتلاء المنابر أئمة لم يأخذوا حظهم من الدراسة المتخصصة في العلوم الشرعية فيجب علي القائمين علي أمور البلاد وأقصد هنا المجلس الأعلي للقوات المسلحة تنفيذ هذه المطالب العادلة وعلي وجه السرعة.
إن وظيفة شيخ الأزهر ليست وظيفة حكومية في الأصل وليس من المنطق أن تكون بالتعيين ومن الممكن أن يكون شيخ الأزهر غير مصري لأن الأزهر الشريف يمثل الإسلام والمسلمين علي وجه الأرض كما حدث من قبل عندما تولي الشيخ الخضر حسين مشيخة الأزهر الشريف وكان من دولة تونس.
والتاريخ يذكر لنا حادثة قيام الملك فاروق بعزل الشيخ الظواهري من منصبه وكان شيخاً للأزهر فأعاده علماء الأزهر مرة أخري إلي منصبه بعد قيامهم بعدة مظاهرات تطالب بعودته مما يعد انتخاباً واختياراً لهذا الشيخ العلامة.
إن استقلال الأزهر أمر هام ومطلب قومي حتي يستطيع أن يؤدي دوره الدعوي والعلمي علي خير وجه وحتي لا يكون هناك سلطان عليه كما كان يحدث من قبل. وبالرغم من أن ثورة 25 يناير العظيمة غيرت وجه السياسة في مصر وقضت علي الفساد والفاسدين ولم يعد للأمن وخاصة أمن الدولة دور أو تدخل في شئون الأزهر كما كان يحدث وخاصة في تعيين المعيدين والأئمة.
إلا أن استقلال الأزهر سوف يجعله أكثر انفتاحاً وتطوراً عندما يستقل الأزهر الشريف عن الحكومة مالياً وإدارياً ليكون مؤسسة دولة لا مؤسسة حكومة خاصة إذا تم إعادة النظر في المناهج والمقررات التي تدرس في جامعاته ومعاهده والتي تم تقليص عدد كبير وهام منها في العهد الماضي ومنها حفظ القرآن الكريم كاملاً.. والله سبحانه وتعالي الموفق خير حافظ لأزهرنا الشريف منارة العلم والعلماء في مصر والعالم الإسلامي.