رسول اللَّه " رحمة للعالمين.. بالمؤمنين رؤوف رحيم.. ليس في قلب حضرته إلا المودة والرحمة والهدي والحب فهو رحيم بكل المخلوقات . ويحب كل الخلق.. وحريص علي هداية كل الخلق فلو هدي رسول اللَّه كل من يحبهم لآمن الخلق أجمعين. ولكن حكمة اللَّه اقتضت أن يكون فريق في الجنة وفريق في السعير وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجِنة والناس أجمعين. ما العمل إذًا في خلق اللَّه الذين يحبهم رسول اللَّه و يتمني لهم الهداية ولم تكتب لهم في سابق علم اللَّه!! اللَّه سبحانه وتعالي جعل في قلوب عباده المؤمنين محبة رسول اللَّه " .. وهذه المحبة من الصغير إلي الكبير هي قطار الإيمان ومفاتيح الأنوار إلي قلوب المؤمنين من نور قلب رسول اللَّه. فمن أحب رسول اللَّه هداه اللَّه بهدي نبيه محمد.. أو قل من أراد اللَّه هدايته وضع في قلبه حب نبيه محمد ومن لم يرد اللَّه له هدي ختم اللَّه علي قلبه والعياذ باللَّه.. فأنت يا محمد لن تهدي من تحب فلا تحزن لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين .. ولا تحزن عليهم.. و لكنك يا محمد تهدي من يحبك أنت .. فمن أحبك تهديه أما من تحب أنت فأمره متروك للَّه. ولذلك وعندما يذكر شُراح السيرة كيف أنه صلي اللَّه عليه وسلم عندما شرح اللَّه صدره يقولون أن الملائكة قد أخرجت من قلبه " حظ الشيطان !!! ولست أدري كيف فات المفسرين والشُراح أن النبي نُبِّئ منذ أن كان روحًا بلا جسد .. وعندما يولد يكون معصومًا قبل البعثة وبعدها .. فكيف يكون للشيطان حظ في قلب سيد الأنبياء والمرسلين !!!. أقول وباللَّه التوفيق .. كان ما أخرجه الملكان من قلب رسول اللَّه إنَمَّا هو حظ الشيطان من رحمة رسول اللَّه " فرسول اللَّه لا يعرف إلا الرحمة كما قال اللَّه تعالي .. سواء كان هذا المخلوق إنسًا أو جنًا أو ملكًا أو حتي إبليس . فلو تُرك نصيب إبليس من رحمة رسول اللَّه " لاختلف نظام الكون كله.. واللَّه تعالي دَبَّر الكون بحكمته وعلمه. هل أدركت الآن لم يؤكد رسول اللَّه علي المؤمنين حبهم له ويقول ¢ لن يؤمن أحدكم حتي أكون أحب إليه من نفسه وولده ووالده ...¢ !!. رواه البخاري عن أنس رضي الله عنه. صدق رسول اللَّه وصدق اللَّه تعالي أنك يا محمد ياحبيبي ومصطفاي لن تهدي كل من تحب.. ولكن تهدي كل محب لك. واللَّه أعلم بمراده . وللحديث بقية العدد القادم