ثورة 25 يناير.. ثورة شعب علي نظام ظالم ثورة تجمع فيها جميع أطياف الشعب وتخلي عنها القيادات والعديد من الرموز. الأزهر المؤسسة الرسمية.. الأزهر القيادات تخلت تماما عن الوقوف في الميدان وانتظروا حتي نجاحها فأيدوها.. وطالبوا بالحفاظ عليها. تاريخ الثورات في مصر علي وجه الخصوص يذكر علماء الأزهر وقياداته بأحرف من نور ما من ثورة إلا قادتها رموز الأزهر وعلي الأقل كانوا في طليعتها. وقف الإمام الشيخ المعز بن عبدالسلام موقف ثوار 25 مايو حينما ضاقت خزائن الخلافة علي الانفاق علي تجهيز جيش المسلمين ضد التتار ورأي أن الدولة تملك كنوزا يجب استغلالها في تجييش الجيوش وأعلن أن المماليك هم ملك لبيت مال المسلمين وللعلم كانوا هم قيادات الدولة وخاطب الخليفة الأيوبي بعزة العالم الواثق مطالبا ببيع هذه المماليك لحساب الدولة وسأله الخليفة ومن يبيعهم.. فأجاب: أنا وبالفعل تم عقد المزاد علي المماليك القادة وبيعوا في سوق النخاسة واستفادت الدولة بهذه الأموال في تجييش الجيوش التي انتصرت علي التتار بعدها انطلق المعز بن عبدالسلام ليحفز الرجال والنساء للتبرع لبناء الجيش ومن يومها وهو يلقب ببائع الملوك. وقام الشعب المصري تحت قيادة الإمام عمر مكرم نقيب الأشراف بالثورة علي الوالي الغاشم العثماني الذي سلب ثروات البلاد والعباد وعاث في البلاد ظلما وبغيا وقاد عمر مكرم الثورة حتي الانتصار علي الوالي الغاشم والاستيلاء علي حكم البلاد وتسليمه لمحمد علي باشا. ووقف الشعب المصري مع علماء وقيادات الأزهر خلف الزعيم أحمد عرابي في ثورته علي الظلم والاحتلال كما وقفت قيادات الأزهر خلف الزعيم سعد زغلول في حركته السياسية وتوالت الثورات التي كان سندها علماء الأزهر ومفجرها قادة الأزهر. مصدر إلهام وكانت قيادات الأزهر للثورات مصدر استلهام للعديد من الأدباء والكتاب في تصنيف أدبهم.. حتي صنف الأديب ثروت أباظة رائعته "شيء من خف" والذي بشر بقيادة العالم الأزهري للوقوف ضد الظلم وانطلق الشيخ إبراهيم المرحوم يحيي شاهين يقود المسيرات حاملا فلذة كبده هاتفا زواز عتريس من فؤادة باطل.. يعني الظلم باطل.. باطل. والآن تخلي عن قيادته للثورة وتركها للشباب الثائر حتي المسيرة الوحيدة التي خرجت من الأزهر كانت بعودة "كشوف البركة" للعاملين بالقاهرة وإقالة رئيس قطاع المعاهد وللعلم عملوها علي استحياء. المقربون من الإمام الأكبر أكدوا "لعقيدتي" أن الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر كان مع الثوار منذ اليوم الأول وخرجت تصريحات الإمام الأكبر لتؤكد هذا المعني وظل داعيا لهؤلاء الشباب وتحدي هذا المصدر أن يكون قد ظهر عن الإمام الأكبر أي تصريح يهين أو يحبط من ثورة الشباب حتي أنه لما استقبل متظاهرو الأزهر علي عودة المكافآت قال لهم: امسك بيدي اليمين كفني وبالأخري استقالتي ولست متمسكا بأي منصب ولن أفعل إلا الأمر الذي فيه مصلحة البلد والأزهر ككيان. ثورة شباب وأكد السفير محمد الطهطاوي المتحدث الرسمي للإمام الأكبر أن د.أحمد الطيب كان يري أن الثورة هي ثورة الشباب وأنها لن تنجح إلا بأيدي الشباب ولو دخل عليها أي من القيادات لربما لم يحدث المراد منها ولذلك وقف مؤيدا لها داعيا لهم طيلة أيامها الأولي. وأضاف: وحينما نجحت الثورة لم يركب الإمام الأكبر الموجة لكنه وقف موقف العالم المجاهد وأعلن علي الجميع بأنه لابد من عودة الحكم للشعب رافضا الحكم العسكري وأعلن للجميع أن منصب شيخ الأزهر لابد أن يحدد بمدة معينة وبالانتخاب. ويضيف السفير محمد الطهطاوي ومن الإجحاف والظلم أن نقول إن الأزهر لم يكن في الميدان والمؤكد للجميع أن شباب الأزهر والعديد من العلماء كانوا في الميدان ومنهم الكثير أقاموا بميدان التحرير أياما وليالي وكانوا معينين لمن حولهم بالميدان. ورأيتهم بعيني وأنا أتظاهر في ميدان التحرير والذي لم أتركه إلا بعد التنحي. كنا في الميدان وينفي الشيخ عبدالعزيز النجار عضو لجنة الفتوي بالأزهر غياب الأزهر عن الميدان ويؤكد أننا أوضحنا رؤانا منذ بداية الثورة حيث أيدناها والدليل علي ذلك ما نشرته عقيدتي مع اليوم الأول للثورة بفتوي للجنة الفتوي بشرعية المسيرات السلمية ودعوة الإسلام لها هذا رغم الفتاوي الجامدة لعلماء من مصر وخارجها بتحريم وعدم شرعية التظاهر وكانت هذه الفتاوي تنزل علي شباب الثورة مثل الحجارة والملوتوف الذي استعمله البلطجية لإرهاب الثوار. ويضيف: الأزهر لايريد اعتلاء هذه الثورة كقيادة ولكنه تركها للشباب وجميع الأطياف. ولذلك كنا نحن ضمن هذه الأطياف ومكثنا في ميدان التحرير أياما وليالي دون أن نعلن أننا من الأزهر لأن طبيعة الثورة هي ثورة المصريين. شباب الإنترنت ويضيف د.صلاح السيد عبدالهادي الأستاذ بكلية الآداب جامعة سوهاج: الصورة النمطية للثورات منذ القدم أصبحت غير موازية ولا متلائمة مع تطورات وآليات العصر الذي نعيش فيه وكذلك الاستلهامات التي استلهمها الأدباء من صورة الثورة الشعبية القديمة أصبحت تختلف تماما مع الثورات الحديثة فمثلا كانت أقصي آليات التواصل في الثورات في العصر الحديث كانت من خلال المنشورات أو الكتيبات أو حتي الكتب ولذلك كانت تقوم الثورات علي أكتاف العلماء والأدباء أما الآن فآليات التواصل أصبح الانترنت حيث يتواصل الشباب بالملايين عبر الانترنت وهم علي مقاعدهم في منازلهم أو في مقهي النت وهذه الآليات غير متوفرة لجيل الكبير وإن توفرت فبصورة ضيقة لكنها عند الشباب فهي أدواته وآلياته للتواصل ومن هنا كانت الثورة من صنع شباب الجيل الجديد الذي اتقن فن الانترنت ووظفه بحيوية وجدية وبصورة أذهلت الجميع فضلا عن أجهزة المخابرات المحلية والعالمية. وهذا المنطلق كانت ثورة 25 يناير من صنع الشباب ولا حاجة للشيوخ أو العلماء لكي يقودوها ومن حسن الحظ أنها تركت لرجالها وهم "شباب النت". لكن صمت الرموز الدينية خلال مرحلة الثورة كان عاملا إيجابيا حيث تركوهم وشأنهم يفعلون وفق رؤيتهم التي أذهلتهم وجعلتهم يشعرون أنهم -أي العلماء- لن يقدموا شيئا لهؤلاء الشباب أكثر مما يفكرون فيه وكان الصمت إيجابيا بصورة كبيرة حيث لم يتحرك أي من الرموز الدينية لينتقد الشباب أو إحباطهم أو تملق الحاكم ضد الثوار وهذا من وجهة نظري كان كمن تمكن وجاهد في الميدان. وينفي د.صلاح تخلي القيادات الدينية الأزهرية عن الجهاد في الميدان فهم كجموع الشعب خرجوا وصرحوا للصحف والفضائيات ودعوا وأيدوا الثوار.