لأول مرة منذ ثلاث سنوات تستأنف مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة برعاية أمريكية.. وبالرغم من التشديد علي سرية المفاوضات إلا أن التسريبات الأولية تشير إلي أن هناك تأكيدا أميركيا علي أن حدود 1967 هي نقطة البداية يذكر أن الأمريكيين أقنعوا الفلسطينيين بالتخلي عن شروطهم لاستئناف المفاوضات فقد غاب أي وعد إسرائيلي بتجميد الاستيطان وإن أعلن الجانب الإسرائيلي عن عملية إفراج عن السجناء للتزامن مع انطلاق المفاوضات. يشكك المراقبون في التزام أوباما الشخصي بتحقيق تقدم في ملف المفاوضات خصوصا بعد فشله في ولايته الأولي باقتناع نتنياهو بتجميد الاستيطان.. يقول غيث العمري.. مستشار سابق لفريق المفاوضات الفلسطيني.. بالتأكيد الرئيس ضروري وجوده ولكن هذا لا يعني أن يقوم الرئيس بالاهتمام بهذا الملف يوميا.. مثلا أثناء مفاوضات مدريد كان الملف بعهدة وزير الخارجية جيمس بيكر الذي حظي بدعم الرئيس الكامل في حينه.. هل يحظي كيري بدعم أوباما؟ سنعرف بعد أول أزمة؟ ويضيف العمري أن سبب الخوض في المفاوضات الآن يعود إلي كيري وهو التزام شخصي موجود من أيامه في مجلس الشيوخ.. بالإضافة إلي أنه يخدم المصلحة الوطنية الأمريكية في فترة الربيع العربي.. ويشير إلي أن المهمة في بدايتها وتتزامن مع ضغوط داخلية قوية قد تحول دون قدرة الجانبين علي تقديم تنازلات. رؤية الفصائل فيما اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي التي استؤنفت في العاصمة الأمريكيةواشنطن.. هي خروج عن الإجماع الوطني.. يقول سامي أبوزهري القيادي بحركة حماس إن ذهاب المفاوض الفلسطيني لاستئناف المفاوضات مع الاحتلال هو خروج عن الإجماع الوطني.. مشيرا إلي أن تلك الخطوة متفردة ومعزولة ولا تعبر عن الشارع الفلسطيني وستنتهي بالفشل حسب توقعاته مضيفا إلي أن المستفيد الوحيد من ذلك هو الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعي للتغطية علي جرائمه وأكمل »نحن واثقون أن الخيار الحقيقي لاستعادة الأرض الفلسطينية وتحرير الأسري هو المقاومة. أما الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فقد أعلنت رفضها استئناف المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي إلا في حال توفرت المتطلبات لمفاوضات متوازنة تضمن الوصول إلي تحقيق الأهداف الوطنية لنضالات الشعب الفلسطيني كأساس ملزم للعملية التفاوضية.. وقال القيادي في الجبهة الديمقراطية طلال أبوظريفة إن المتطلبات لمفاوضات متوازنة هو الوقف الشامل للاستيطان في الضفة والقدس والاعتراف بخطوط عام 1967 أساسا لرسم حدود الدولة الفلسطينية.. وأكد أبوظريفة أن من أهم المتطلبات إطلاق سراح الأسري والمعتقلين القدامي خاصة من اعتقلوا قبل اتفاق أوسلو ورسم سقف زمني للعملية التفاوضية مشيرا إلي أن عودة المفاوضات دون ذلك تنازل كبير وتراجع خطير عن مواقف سابقة.. وأضاف أبوظريفة أن الفرصة لم تفت وأنه بإمكان المفاوض الفلسطيني أن يقلب الطاولة في واشنطن ويعود إلي الالتزام بمتطلبات العملية التفاوضية بتمسكه بمواقف الإجماع الوطني حتي لو أدي ذلك إلي غضب واشنطن. ثنائية المفاوضات والاستيطان من جانبه دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تيسير خالد والعضو السياسي بالجبهة الديمقراطية الوفد المفاوض الفلسطيني في واشنطن إلي وقف مفاوضاته مع الوفد الإسرائيلي حتي لا تكرر التجربة السابقة.. البائسة مع ثنائية المفاوضات والاستيطان وتحول المفاوضات إلي غطاء للنشاطات الاستيطانية الإسرائيلية وازدياد أعداد المستوطنين في الضفة الغربية التي تضاعفت أربع مرات منذ التوقيع علي اتفاق »أوسلو« عام 1993.. وأضاف تيسير خالد أنه في نفس اليوم الذي أعلن فيه وزير الخارجية الأمريكية انطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية علي مأدبة إفطار استفزت مشاعر الرأي العام الفلسطيني.. أعلنت وزارة الاستيطان الإسرائيلية طرحها خطة بناء مستوطنة جديدة بالقرب من البلدة القديمة في القدس بحيث تكون هذه المستوطنة بمثابة مكان جديد لسكن المستوطنين ولخلق مزيد من الوقائع علي الأرض في مدينة القدس علي طريق مشاريع التهويد التي ترعاها الحكومة الإسرائيلية. جدير بالذكر أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد دعا المفاوض الفلسطيني إلي رفض الضغوطات الأمريكية وسياسة الابتزاز المالي وضرورة إجراء حوار وطني شامل يعيد صياغة التوجهات الفلسطينية بكافة جوانبها بما يضمن تحصين الحالة الفلسطينية ضد الضغوط وتوفير عناصر الصمود للشعب واستنهاضه في الوطن والشتات.