الديمقراطية كلمة قامت من أجلها ثورة ومات من أجلها المئات من شعب ناضل من أجل تحقيقها، الشعب الذي وصفه السياسيون بأنه غير مؤهل للديمقراطية بداية من أحمد نظيف رئيس وزراء مبارك، واللواء عمر سليمان نائب مبارك، وبعد ثورة يناير بعد اختيار محمد مرسي كأول رئيس مدني منتخب جاء نائب المرشدالعام لجماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر وقال إن الشعب يجب أن يؤهل أولا قبل أن ينفذ مشروع النهضة، وقالت باكينام الشرقاوي مساعد الرئيس المعزول إن سبب الفرقة في الشارع السياسي هو حصول المواطن علي جرعة زائدة من الديمقراطية، وبعد أن ثار الشعب علي الرئيس المعزول قال مؤيدو مرسي إن هذا الشعب غير مؤهل للديموقراطية. كثيرون صرحوا بأن الشعب المصري غير مؤهل للديمقراطية كلنا نذكر اللواء عمر سليمان نائب الرئيس الأسبق عندما سألته المذيعة الأمريكية كريستيان أمانبور هل تؤمن بالديمقراطية، فأجاب: بالطبع، والجميع يؤمن بها، ولكن متي يتم تطبيقها؟ لابد أن يمتلك الشعب ثقافة الديمقراطية.. ومن قبله رئيس الوزراء الأسبق، أحمد نظيف، الذي اتهم الشعب بعدم النضج لممارسة الديمقراطية، حتي بعد ثورة 25يناير وقالت الدكتورة باكينام الشرقاوي، مساعد رئيس الجمهورية السابق محمد مرسي، الشعب المصري أن سبب الفرقة في الشارع السياسي هو حصول المواطن علي جرعة زائدة من الديمقراطية، عقب ثورة يناير. وأضافت باكينام بالنظر إلي المجتمعات التي مرت بتحول ديمقراطي لفترة طويلة نُدرك أن الاختلاف السياسي ليس نهاية الدنيا، وأوضحت: »هذه ثقافة الديمقراطية في المجتمعات بتاخدها سنين، إحنا أخدناها مرة واحدة، ولسّه بنبنيها«. والدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء السابق ذكر في تصريحات سابقة إننا لم نتعود علي الديمقراطية في مصر، وعلي الأقلية احترام الأغلبية، وأضاف نحن لم نتعود علي النظام الديمقراطي وعلي الأقلية أن تتعامل باحترام مع الأغلبية، ونحن في تجربة جديدة علي الجميع. وذكر المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، عندما سئل عن عدم تنفيذ مشروع النهضة إن تنفيذ المشروع يحتاج إلي شعب مؤهل ومتحمس ومقتنع بالفكرة، يشارك في بناء المجتمع، ويكون متأكدا أن هناك عائدا من المشروع سيتم توزيعه بطريقة عادلة علي كل أفراده، وذكر أن النهضة لن تتحقق إلا إذا كانت الحكومة تتبني إرادة سياسية لتحقيقها، ومعها شعب واع يساعدها علي تنفيذ خطواتها. وصرّح الدكتور محمد البرادعي نائب الرئيس للعلاقات الدولية في فترة حكم المجلس العسكري بأن 80٪ من الشعب المصري غير جاهز للاقتراع وأن الانتخابات لن تكون ممثلة من كافة القوي السياسية في البلاد.وأرجع البرادعي رأيه هذا إلي أن الشارع ليس لديه قدرة الآن علي إنشاء أحزاب سياسية تكون قادرة علي التواصل مع الناس وجمع أموال. وذكر صفوت حجازي عندما أصدر الرئيس المعزول محمد مرسي الإعلان الدستوري أن الشعب غير مؤهل للديمقراطية ولا الحرية وتساءل كيف يخرجون ضد قرار لرئيس منتخب؟ والآن بعد أن خرج الشعب المصري للميادين يوم 30 يونيو لعزل مرسي أول رئيس مدني منتخب يري أنصار مرسي أن في هذا كفرا بالديمقراطية وتعديا علي إرادة الناخبين الذين قدر عددهم 13230131 صوتا. قال الدكتور مصطفي علوي أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، لابد من الاعتراف بأن القوي السياسية المدنية في الشارع المصري غير مستعدة لتولي رئاسة الجمهورية لذلك من المحتمل أن يتولي حكم البلاد رئيس ذو خلفية عسكرية عن طريق انتخابات ديمقراطية تتسم بالنزاهة والشفافية. ويذكر الدكتور عمرو هاشم ربيع الباحث بمركز الأهرام الاستراتيجي أن الحلم الذي يراود جميع الشباب الآن بتولي رئيس مدني الحكم مستحيل وسيظل حلما إلي أن تأتي الفرصة السانحة وتظهرقيادات شابة تستطيع أن تحقق حلم الدولة المدنية التي تعمل بالنظام البرلماني، أما الآن فالسيناريو القادم هو رئيس ذو خلفية عسكرية نظرا لعدم وجود قيادات سياسية تستطيع أن تتولي مهام البلاد فالجميع أثبت خلال الانتخابات الرئاسية الماضية فشله في تغليب المصلحة العامة علي المصلحة الخاصة وعدم خبرة الشباب تسببت في سرقة حلم الرئيس المدني لهذا لابد أن يكثف الشباب أعمالهم ويقتربون من دائرة صنع القرار بل ويشاركون فيه ليكونوا خبرات تجعلهم علي استعداد من تولي المناصب في السنوات القادمة، ولكن الخوف من الشعب المصري الذي اعتاد علي المعاملة السيئة فهو يريد من يخيفه ويضرب بعصا من حديد حتي يسير في الشكل الصحيح فهو لا يريد الديمقراطية ويعتبرها فوضي ولا يحترم سياستها . ويري الدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطي أن وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي اكتسب شعبية كبيرة ويمكن القول إنها تسير علي نهج شعبية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كما أنه يتبع نفس سياسته ولكن يجب الاعتراف بأن المرحلة الماضية بعد ثورة 25 يناير وتجربة الانتخابات الرئاسية التي كشفت عن حقيقة الشارع السياسي وأن القوي السياسية تغلب المصلحة الشخصية علي الصالح العام والأحزاب التي تفتقد الخبرة والممارسة السياسية جعلت فئات عديدة من الشعب المصري يرتمون في أحضان المؤسسة الوحيدة المتماسكة وهي الجيش فهو دائما يمثل لهم طوق النجاة لذلك ليس ببعيد أن ينتخب الشعب رئيسا ذا خلفية عسكرية من خلال خوض انتخابات رئاسية ديمقراطية بمنافسة نزيهة إنما الخوف كله أن يقولها الشعب للفريق عبد الفتاح السيسي مباشرة إنه يريده ولا يرغب في الديمقراطية فنحن لا نتحدث عن الفئة المثقفة من الشعب بل نتحدث عن البسطاء الذين يرغبون في الأمن والحصول علي لقمة العيش في سلام وأمان ورخاء وهو سيحقق ذلك لهم.