مع اقتراب شهر رمضان الكريم، أخذت أقلب في مكتبتي لإعادة قراءة أهم الكتب التي تتناول القضايا الدينية والفلسفية والثقافية المرتبطة بالإسلام. ولفت نظري كتاب لم يأخذ حقه من النقد وهو ديوان من الشعر يتناول سيرة النبي([)، منذ طفولته إلي أن نادي بدعوة الإسلام، وماتعرض له من أذي المشركين، وما خاض من معارك ضد أعداء الإسلام، إلي أن انتصر الإسلام، وانتشر في شبه الجزيرة العربية كلها، وأصبح مهيأ لنشر حضارته في كل بقاع الدنيا. الديوان من تأليف الشاعر الكبير عزيز أباظة، وكتب مقدمته الشيخ أحمد حسن الباقوري، والديوان يشعر قارئوه بمتعة روحية تفوق الوصف، وهو من إصدارات مكتبة مصر. والشيخ الباقوري في مقدمته الرائعة يتحدث عن عظمة الشخصية المحمدية، ويقول عن الديوان إنه ملحمة للسيرة العطرة للشاعر عزيز أباظة وكفي بهذا الإجمال تعريفا، فإن فيه ما يغني عن تفصيل يقصر أو يطول. إذ إنه ليس من السائغ فيما أحسب أن يقدم مثلي إلي الناس، أدباءهم وشعراءهم مثل الأديب العالم الشاعر عزيز أباظة. ويقدم الشاعر الكبير لرسول الله([) دعاء بأن يكون له شفيعا يوم القيامة: رسول الله([) جئتك في ذنوبي.. ولست ترد مقترفا ذنوبا شفاعتك الكريمة يوم تدعي.. فنبعث بعد أن كنا ترابا ثم يمضي يحدثنا عن السيرة العطرة، وما كانت عليه الحياة قبل الرسالة الخالدة، وما مر أثناء الدعوة من أحداث، وما تعرض له الرسول الكريم([) من أذي المشركين والسفهاء، إلي أن انتصر في النهاية، ودخل الناس في دين الله أفواجا، وتوحدت شبه الجزيرة العربية كلها تحت راية الإسلام لقد بلغ الرسول العظيم الرسالة، وأدي الأمانة، وحانت ساعة الرحيل إلي الملأ الأعلي، فيصور ساعات المرض، ويصور الشاعر مشاعره فيقول: يارسول الله أبلغت الذي.. شاءه الخالق للخلق نظاما وانتهت منك إليهم سنة.. كرمت في الله بدءا وختاما ثم يقول عن رحيله إلي الرفيق الأعلي.. رفع الله إليه روحه.. عام أن ثبت للدين الدعاما أجل للمرء مقدور له .. ثم يمضي إن لله الدواما حسبه وهو نبي بشر أنه قد أيقظ الكون وناما وما أجمل السياحة في السيرة العطرة.