ولأن سفارة ألمانيا ألمانيا الاتحادية تقع في منطقة الزمالك فقد اختاروا ساقية الصاوي مركز الاشعاع الثقافي للاحتفال بمرور عشرين سنة علي تحطيم سور برلين.. ولكن كيف؟ جاء السفير الألماني الجديد ميشا.. وكل أعضاء سفارته.. وجاءوا أيضا .. بدعوة كريمة بالسفير المصري في ألمانيا رؤوف غنيم الذي كان موجودا في ألمانيا أثناء تحطيم السور.. كما دعوا السفير محمد العرابي أول سفير مصري عمل في قلب برلين عندما انتقلت العاصمة الألمانية من قرية »بون (رقم53).. إلي قلب برلين رقم (1) بين المدن الألمانية وواحدة من أكبر عواصم أوروبا ومعهم بعض الصحفيين المصريين الذين عايشوا وجود برلينشرقيةوبرلين غربية عايشوا بناء السور وتحطيمه وكنت واحدا منهم.. وقام الجميع بتحطيم هيكل هش علي غرار سور برلين، قاموا بتحطيمه والنفاذ من الشرق إلي الغرب. ثم كانت هناك الاحتفالية تحدث السفير ثم تحدث رؤوف غنيم وتحدث أحمد رضا شتا رئيس جمعية الصداقة المصرية الألمانية وجاء أخيرا دوري لأقول شيئا مما في ذاكرتي وجعبتي عن أيام برلين. كانت سنة 63 و 1964 عندما قمت بزيارة ألمانيا ومنها إلي برلين لأري مايحدث ووقفت مشدوها حائرا أمام مايحدث كنت في برلينالغربية، أمامي سور كامل من السلك الشائك لا يستطيع أحد الاقتراب منه فقد تصورت أنه مكهرب ناهيك عن الحرس الشرفي المدجج بالسلاح لكل من تسول له نفسه الاقتراب أو العبور وعن هذا السور وأهواله راح أطفال ألمانيا يرسمون بخيالاتهم كل ما يتصورونه. وكذلك إحساس ليس تجاه أهل برلينالغربية التي أحاط بهم السور وكأنهم هم المحبوسون علي عكس الحقيقة التي أظهرت أن كل أبناء ألمانياالشرقية وكل بلاد أوروبا الشرقية هم الذين كانوا داخل الأسوار لا يستطيعون الاقتراب أو التصوير. سنوات طويلة من البؤس الشرقي حتي كان جورباتشوف زعيم الاتحاد السوفييتي الذي يحتل ألمانياالشرقية وزيارته لمرجريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا في ذلك الوقت نهاية 1988 ثم زيارته لقلعة الشيوعية في ألمانياالشرقيةبرلين الشرق زيارة تاريخية مشي وراءه الشباب الألماني الشرقي: جوربي لا تتركنا!. قال لا لن أترككم، وكأنه أعطي إشارة تحطيم السور. فعندما كان في المطار (مطار برلينالشرقية شينفلت) أو الحقل الجميل كان شباب المانيا قد مشوا إلي الأسوار كلها يحطمونها ويحطمون القيود في أيديهم علي امتداد سنوات طويلة.. من الخمسينات وحتي نهاية 1989.