جون كيرى مع أعضاء اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية بعد جمود دام أكثر من عامين.. وإخفاق الإدارة الأمريكية في جمع طرفي النزاع الفلسطيني الإسرائيلي إلي طاولة واحدة لاستئناف محادثات السلام.. ألقي وفد لجنة متابعة مبادرة السلام العربية بواشنطن حجرا حرك المياه الراكدة.ردود فعل متباينة بعد المفاجأة بموافقة وفد اللجنة علي المقترح الأمريكي بقبول مبدأ تبادل الأراضي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والذي أعلنه رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بحضور أمين عام جامعة الدول العربية ووزراء خارجية مصر والأردن والمغرب والسعودية ومندوب عن فلسطين.. ليلقي الوزراء العرب بعلامة استفهام كبيرة تطرح نفسها بقوة هل تعديل مبادرة السلام العربية فرصة تاريخية؟ أم تنازل يسبق تنازلات أخري؟ علي الجانب الفلسطيني أعلن رئيس طاقم المفاوضات الدكتور صائب عريقات أن الموقف الذي أعلنه وفد الجامعة العربية لن يحقق أي تقدم نحو المفاوضات طالما لم توافق إسرائيل علي مبدأ الدولتين علي أساس حدود 1967 وقال أن علي نتنياهو أن ينطق بشكل واضح مصطلح حدود 67 وإذا لم يقل ذلك فليس هناك ما يمكن التفاوض عليه. وقال عريقات إن الفلسطينيين وافقوا في السابق علي التفاوض علي أساس حدود 67 وأعربوا عن استعدادهم لإجراء تعديل محدود علي الحدود ولايري الفلسطينون بهذا الموقف اعترافا بالكتل الاستيطانية كما يروج بعض المحللين في الجانبين فبالنسبة لنا يعتبر كل حجر في المستوطنات مخالفا للقانون الدولي ولذلك لايمكن الحديث عن موافقة فلسطينية علي المستوطنات واقترح عريقات علي نتنياهو عرض نفسه علي طبيب نفسي كي يساعده علي النطق بمصطلح حدود 1967. من جانبها نددت حركة حماس بما وصفته بتنازلات وفد المبادرة العربية خلال زيارته إلي واشنطن وأعربت حماس في بيان رسمي صادر عن مكتبها عن قلقها العميق إزاء تصريحات وفد المبادرة العربية للسلام في واشنطن حول قبول مبدأ تبادل الأراضي مع إسرائيل وأضافت أننا كنا نأمل من الوفد الوزاري العربي أن يطالب واشنطن بالضغط علي الاحتلال لوقف الاستيطان علي الأراضي المحتلة.. وأوضح البيان أن التجربة الطويلة مع العدو الصهيوني علمتنا أن هذا العدو يبحث عن المزيد من التنازلات عن حقوقنا وثوابتنا الوطنية.. فالاحتلال لا يريد السلام وإنما يسعي لفرض الاستسلام علي شعبنا وأمتنا.. وهو يحاول كسب الوقت بالحديث عن أوهام السلام لفرض سياسية الأمر الواقع. أما عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد المجدلاني فرأي أن الموقف العربي أكد علي التمسك بمبادرة السلام العربية علي أساس التبادلية للسلام مع إسرائيل.. وأوضح المجدلاني أن الاستعداد لتبادل طفيف بالقيمة والمثل للأراضي مع إسرائيل جزء من عملية تفاوضية سابقة خلال عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ايهود أولمرت وهو لا يضر بحل الدولتين (علي حد وصفه) وأعتبر أن الموقف الفلسطيني والعربي يتيح التقدم باتجاه حل قضايا الوضع النهائي للمفاوضات خاصة ما يتعلق بالاستيطان والحدود والقدس لكنه شدد علي أن تحقيق ذلك مرهون بقبول الحكومة الإسرائيلية مبدأ حل الدولتين وفق الحدود المحتلة عام 1967 وتطبيق قرارات الشرعية الدولية. وأن أي حديث عن تبادل للأراضي سيكون خطوة تالية لإعلان إسرائيل التزامها بذلك وليس أمرا مسبقا. فيما أدانت الفصائل الفلسطينية الأخري هذه الخطوة ووصفها القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش بأنها وعد بلفور عربي لإسرائيل منبثق عن مبادرة السلام التي تقدم بها العرب في قمة بيروت عام 2002 مضيفا أن الجامعة العربية علي استعداد هذه المرة ليس فقط للاعتراف المتبادل مع الاحتلال وإقامة علاقات دبلوماسية معه بل وفتح باب التطبيع والنهب للثروات العربية والإسلامية.. أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فاعتبرت الموقف بأنه إيغال في دبلوماسية التوسل لوزراء الخارجية العرب. مصدر بالجامعة العربية نفي تعديل مبادرة السلام العربية.. وقال إن الأمر متروك للأمين العامل للجامعة بعد عودته من واشنطن وأضاف أن القمة العربية التي عقدت في الدوحة كلفت الوفد الوزاري العربي بإجراء محادثات مع أمريكا والدول الكبري لدفع عملية السلام مشددا علي أن أي تغيير سيطرأ علي المبادرة العربية للسلام يستلزم قرارا من القمة العربية.