زيارة الرئيس محمد مرسي للبرازيل التي بدأت من السابع من مايو الجاري هي الزيارة الأولي من نوعها لرئيس مصري لدولة هامة في أمريكا اللاتينية وبالتالي فهي تحظي بأهمية كبيرة وتمثل بما لايدع مجالا للشك حجر الأساس لدعم التعاون الثنائي بين البلدين. مصر والبرازيل اللذين تربطهما علاقات قديمة تمتد إلي القرن التاسع عشر وقد شهدت هذه العلاقات طفرة قوية علي مدي العقد الماضي عندما بدأ الرئيس البرازيلي السابق في الانفتاح علي مصر والعالم العربي.. وكما أشار ماركو براندو سفير البرازيل لدي مصر فإن بلاده شعبا وحكومة ترحب بزيارة الرئيس مرسي التي تعد زيارة تاريخية مؤكدا أن برازيليا تستقبله بقلوب وأيد مفتوحة معربا عن تفاؤله بمستقبل مشرق لمصر التي تعد بلدا كبيرا وشعبها من أعظم شعوب العالم وعلي الجانب المصري أكد سفيرنا المصري لدي البرازيل حسام زكي أن الزيارة تعكس اهتماما مصريا علي أعلي مستوي سياسي بالتواصل والتقارب مع البرازيل. وصف السفير طاهر فرحات مساعد وزير الخارجية لشئون الأمريكتين زيارة الرئيس مرسي التاريخية للبرازيل بكونها زيارة تعكس اهتمام مصر بالانفتاح علي كل دول العالم وبصفة خاصة القوي الاقتصادية الصاعدة بهدف استكشاف الفرص وفتح المجالات الرامية لدعم النمو الاقتصادي المصري مشيرا إلي أن البرازيل تأتي في صدارة هذه الدول حيث تمتلك اقتصادا قويا متناميا بشكل كبير ويعد ثاني أكبر اقتصاد في الأمريكتين وسادس اقتصاد علي مستوي العالم بناتج قومي ضخم واحتياطي نقدي بلغ 173 مليار دولار ولديها دور مؤثر في مجموعة دول البريكس الاقتصادية وغيرها من التجمعات الأخري وذلك بعد أن حققت البرازيل نموا كبيرا بدءا من منتصف التسعينات. زيارة تاريخية ومن هذا المنطلق فقد حرص الرئيس مرسي علي اصطحاب وفد كبير يضم مجموعة من الوزراء وكبار المسئولين ومن بينهم وزير الخارجية محمد كامل عمرو بالإضافة إلي اصطحابه وفدا من رجال الأعمال ولاسيما أن الملف الاقتصادي يمثل أولوية هامة خلال مباحثات الرئيس مرسي في البرازيل. وتتضمن الزيارة مباحثات للقمة بين الرئيس مرسي ونظيرته الرئيسة (ديلما روسيف) التي تتركز حول سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والقضايا الإقليمية والدولية في العالم العربي وأمريكيا اللاتينية.. وسوف تقوم الرئيسة روسيف بإقامة مأدبة غداء ظهر الأربعاء 8 من مايو الجاري تكريما للرئيس مرسي بمناسبة زيارته التاريخية للبرازيل. وسوف يقوم الرئيس مرسي بافتتاح منتدي الأعمال في عاصمة المال (ساو باولو) لبحث سبل دعم الاستثمارات والمشروعات المشتركة بين البلدين وسيلتقي الرئيس مرسي ببعض منظمات الأعمال البرازيلية والشركات حيث إنه من المقرر التوقيع علي عدد من الاتفاقيات حيث أوضح السفير ماركو براندو سفير البرازيل لدي مصر بأن من بين هذه الاتفاقيات دعم التعاون في مجالات الزراعة والاستثمار والبيئة والشئون الاجتماعية. وأضاف قائلا: إنه يتم التفاوض حاليا علي التوقع علي اتفاقية للتعاون في مجال الطيران المدني وبحث زيادة عدد السائحين البرازيليين لمصر، وأوضح براندو أن بلاده مستعدة لتقاسم الخبرات مع مصر في مجال السياسات الاجتماعية والفنية. دعم التبادل التجاري لقد وقعت مصر اتفاقية تجارة حرة مع تجمع دول الميركوسور التي تضم البرازيل والأرجنتين وأورجواي وباراجوي وفنزويلا وصدق البرلمان المصري علي هذا الاتفاق وتقوم برلمانات دول التجمع بالتصديق عليه خلال الفترة الحالية حيث ستعود هذه الاتفاقية بمجرد التصديق عليها بالنفع الكبير علي دعم التبادل التجاري بين مصر ودول التجمع وعلي رأسها دولة البرازيل. ووصف حسام زكي سفير مصر لدي البرازيل هذ الاتفاق بكونه من أهم الاتفاقيات التجارية التي أبرمتها مصر مؤخرا لأنه يفتح أمام الصادرات المصرية سوقا ضخمة تبلغ حوالي 003 مليون نسمة لديهم قدرات شرائية جيدة ومن المتوقع فور دخول هذا الاتفاق حيز النفاذ أن يؤثر بشكل إيجابي وملموس علي حجم الصادرات المصرية إلي دول التجمع. ومن ناحية أخري أوضح السفير براندو سفير البرازيل لدي مصر بأن زيارة الرئيس مرسي لبلاده تستهدف دعم التبادل التجاري بين البلدين الذي يبلغ حجمه 3 مليارات دولار ولكن الميزان التجاري يميل نحو البرازيل ومن أجل إحداث التوازن فإن هناك اتجاها لايجاد آلية تخصص لتحقيق هذا الهدف مؤكدا أن الشركات البرازيلية تسعي لزيادة استثماراتها في مصر وأنه من بين الحلول المطروحة لإحداث هذا التوازن أيضا هو زيادة حجم السياحة البرازيلية الوافدة إلي مصر وتسيير خط مباشر بين القاهرة وبرازيليا، وأكد براندو أن السوق البرازيلية مفتوحة تماما أمام شركاتنا المصرية وهناك شركات مصرية قائمة بالفعل في البرازيل. تطابق وجهات النظر القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك سوف يكون لها قدر وافر خلال مباحثات القمة بين الرئيس مرسي ونظيرته روسيف خلال زيارته التاريخية لبرازيليا ولاسيما أن الدولتين لديهما تطابق في وجهات النظر تجاه العديد من القضايا الدولية والسياسية والاقتصادية. ومن الجدير بالذكر فإن السياسة الخارجية لكل من مصر والبرازيل تتفق علي احترام ميثاق الأممالمتحدة وتسوية المنازعات بالطرق السلمية ورفض التدخل في الشئون الداخلية للدول واحترام الاتفاقات والقوانين الدولية. ومن المعروف أن البرازيل لديها موقف جيد للغاية من القضية الفلسطينية وتؤيد حق الشعب الفلسطيني في كفاحه لاستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة.. وحول ذلك أشار حسام زكي سفير مصر لدي البرازيل بأن التقارب في السياسة الخارجية للبلدين قد أدي إلي تلاقي المصالح وتناغم في المواقف وهو مايفسر التماثل الكبير لنمط التصويت لكل من مصر والبرازيل في الأممالمتحدة والمنظمات الدولية في القضايا المختلفة. وعلي جميع الأصعدة فإن زيارة الرئيس مرسي الحالية للبرازيل لابد أن تؤتي بثمار إيجابية علي مستقبل التعاون مع دول أمريكا اللاتينية علي وجه العموم والبرازيل بصفة خاصة بما يحقق الاستفادة أولا وقبل كل شيء للجانبين ويدفع بمسيرة التنمية المصرية للأمام.