يناقش مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر حاليا إمكانية مشاركة المرأة في الإفتاء وكذلك عضويتها في المجمع مثلها مثل الرجل.. وإذا تمت الموافقة علي مبدأ قبولها فسوف يكون أيضا بضوابط معينة.. الكثير من السيدات المتخصصات في الشئون الدينية يرين أنها خطوة مفيدة وخاصة في الأمور المتعلقة بأمور المرأة كما كانت تفعل زوجات الرسول ([) في أمور فتوي النساء التي كانت تعرض عليه([).. ناقشنا هذه القضية وقضايا نسائية أخري كثيرة مع الدكتورة عفاف النجار العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر في سياق الحوار التالي: ما رأيك في مشاركة المرأة في الإفتاء وعضوية مجمع البحوث الإسلامية؟ - بالطبع أوافق علي ذلك.. فقد كانت زوجات الرسول([) يشاركن في الإفتاء.. فهناك أمور خاصة بالسيدات وفيها من الحرج للرسول([) أن يبينها.. وكان لابد أن تشترك زوجات الرسول([) ويقول لهن النساء ثم يسألهن رسول الله([) للإجابة.. فعندما تكون امرأة لامرأة تكون المسألة أسهل ولايوجد فيها حرج.. ولذلك أقول إن وجود امرأة في الإفتاء شيء جيد وخاصة في المسائل النسائية وهناك عالمات فقيهات يستطعن أن يقمن بهذه المسألة وليس ذلك بكثير علي المرأة.. وليس معني ذلك أن تكون هي مفتية الديار المصرية.. ولكن يخصص لها جزء من الإفتاء وخاصة في المسائل النسائية.. هذا بالنسبة للإفتاء أما بالنسبة لعضوية مجمع البحوث الإسلامية فليس هناك مانع أيضا من ذلك.. فلماذا نفرق بينها وبين الرجل لذا كانت الدرجة العلمية مثله. ما رأيك في تجربة عمل المرأة كمأذونة؟ - إذا كانت محامية مثلا وتقوم بإجراءات العقد فلا مانع من ذلك.. ولكن هناك تحفظ لهذه المهنة لأنها في مسألة عقد القران تضطر لوضع يدها مع الرجال.. حتي مسألة الشعائر نفسها في حالة وجود الرجل تكون أفضل وأنسب بالإضافة إلي أن من يقوم بعملية الزواج يقوم أيضا بالطلاق وبالتالي يمكن أن تتعرض لمواقف صعبة.. فلماذا تضع نفسها في هذه المشاكل والصعاب التي يمكن أن تحدث لها. وظائف لاتشغلها المرأة هل هناك وظائف يجب ألا تشغلها المرأة؟ - هناك بعض الوظائف لاتتناسب مع طبيعة المرأة مثل المأذونة كما قلنا وكذلك كضابطة شرطة إلا إذا كانت في مدينة جامعية للبنات مثلا كتأمين ولكن حتي ذلك غير مفضل أيضا لأن المرأة نفسها تحتاج لتأمين ولمن يحميها بالإضافة إلي أن الضابط يمسك السلاح ويسهر ورديات بالليل فهناك بعض الوظائف التي لاتناسب المرأة ولاتتناسب مع طبيعتها من الأساس.. سواء من الناحية الجسمانية أو مواعيد بيتها في أوقات متأخرة من الليل. البعض يقول إن المرأة لاتصلح إلا للمنزل فقط.. ما تعليقك علي ذلك؟ - من يقولون هذا الكلام مخطئون لأن ما تقوم به المرأة حتي من أعمال المنزل لايستطيع الرجل نفسه تحملها وبما أنها استطاعت أن تقوم بها وتحملتها إذا فهي تستطيع أن تقوم بأي عمل آخر.. فهي تقوم بأعباء كبيرة لايستطيع الرجل تحملها مثل تربية الأولاد وأعمال المنزل كاملة بالإضافة لكونها زوجة وتخدم البيت بالكامل وهذا كله بجانب عملها أيضا وبالتالي فهي تعمل في الداخل وفي الخارج.. ولذلك فالمرأة هي نصف المجتمع ومسئولة عن النصف الآخر.. أما الرجل فلا يقوم بكل ماتقوم هي به.. صحيح أن أساس المرأة هو البيت والأولاد والزوج ولكن هذا لايمنع من قيامها بعملها أيضا. برأيك ماهي أكثر الوظائف التي تناسب المرأة؟ - أعتقد أن التدريس من أنسب الوظائف لها لأن هناك فترة إجازة تستطيع أن تجلس فيها مع أولادها.. وممكن في مهنة الطب في المجال الذي ليس فيه إرهاق زائد أو الصيدلة أو حتي موظفة في مكان ما.. المهم أن تكون مواعيد عملها بالنهار أثناء وجود أولادها بالمدرسة والكل خارج المنزل ثم تعود لأبنائها لترعي متطلباتهم ولكن لا أفضل الوظيفة التي بها سهر بالليل خارج المنزل وترك أولادها وزوجها.. لأن ذلك يسبب لها إرباكا في حياتها الزوجية ويخل بواجبها نحو أولادها. بعض الدعاة المتشددين يقولون بأن رجوع المرأة للمنزل هو أمر من الله وليس كلامنا كشيوخ فقط فهل هذا صحيح؟ - يكفي أن أقول إن النساء كانت في عهد رسول الله([) يخرجن معه في الحروب لمداواة المرضي والجرحي في المعارك.. وكانت تعمل أعمالا كثيرة في عهد الرسول([).. فمثلا نسيبة بنت كعب الأنصارية كانت تحارب مع الرسول([) في غزوة أحد.. وزوجات الرسول([) كن مدرسة في الحديث وروايته.. وكانت المرأة تعمل في الحقول.. أما ما يستندون إليه هؤلاء الدعاة من قول الله تعالي {وقرن في بيوتكن ولاتبرجن تبرج الجاهلية الأولي}، ليس معناها منع المرأة من عملها مادامت متوفر فيها الضوابط وغير متبرجة وترتدي زيها الإسلامي وكذلك بدون اختلاط يؤثر عليها في شيء.. بمعني عدم الاختلاط الذي يؤدي لشيوع فاحشة صحيح أن كل الأماكن فيها اختلاط وفيها رجال.. ولكن مشاركة الرجل تكون في جماعات.. فإذا توفر ذلك فلا مانع أبدا من عملها. لاتقلل رجولته هل مشاركة المرأة للرجل في الأعمال المنزلية يقلل من احترامه ورجولته كما يدعي بعض هؤلاء الشيوخ أيضا؟ - لا بالعكس.. فالسيدة خديجة رضي الله عنها كانت القوة الدافعة لرسول الله([) معنويا وماديا أيضا.. فكان يتاجر بمالها وهي التي ساندته في كل شيء حتي آخر عمرها.. ولا مانع من تعاون الزوجة مع زوجها فهي حياة مشتركة.. صحيح أن الأصل هو قوامة الرجل الذي يتكلف وينفق.. ولكن لامانع تحت أي ظروف من المشاركة التي يجب أن تكون بنفس راضية ليس فيها إجبار أو قهر. بشكل عام.. برأيك ما سبب هذه الهجمات الشرسة التي ظهرت ضد المرأة مؤخرا؟ - أقول إن هؤلاء الذين يطلقون دعوات ضد المرأة أشخاص غير طبيعيين وأعتقد أن هؤلاء قلة ورأيهم شاذ عن بقية الآراء ولا يعتد به ولانستطيع أن نعممه علي كل العلماء والشيوخ.. فنحن مثلا كنا في مؤتمر الرابطة العالمية لخريجي الأزهر وكان هناك سيدات كثيرات جدا وفي كل التخصصات وكل المجالات فهل معني هذا أننا نغلق الباب أمام كل هؤلاء.