يخطئ من يظن أن مجرد تعديل قانون الأحزاب سوف يفتح الطريق أمام تأسيس أحزاب لها شعبية وتأثير، أحزاب حقيقية، وليست مجرد لافتة علي مبني، وصحيفة، أحزاب تلعب دورا حقيقيا في المجتمع، أحزاب مهمتها تحريك الجماهير، وليست مجرد ديكور لأي نظام سياسي، أحزاب لديها القدرة علي المنافسة الحقيقية في الانتخابات، لقد كانت التجربة الحزبية قبل ثورة 25 يناير تموج بعدد كبير من الأحزاب، وكانت النخبة من المثقفين لا تعرف أسماء هذه الأحزاب، فما بالنا بعامة الناس، بكل تأكيد لم تكن تعرف عنها شيئا، أما الآن فالأمر مختلف، فخروج المواطنين إلي ميدان التحرير، وإن كان هدفه إسقاط النظام، وهو ما تم وأذهل العالم، إلا أنه كان بمثابة دعوة للمشاركة في اتخاذ القرار، فالشعب أراد أن يصبح لاعبا أساسيا، وأنه صانع المستقبل، من هنا تأتي ضرورة جدية القائمين علي الأحزاب الجديدة في الوصول للناس، ذلك أن غالبية الأحزاب الجديدة في بداياتها بحاجة إلي هياكل سليمة تضمها، وأن تضع الأسس التي تمكنها من التواصل مع الجماهير، ووضع قواعد تحدد العمل داخلها، لمنع الانشقاقات التي كانت تعاني منها أحزاب ما قبل الثورة من أجل بناء تعددية حزبية سليمة، وتحديد هذه الأمور قبل دخول موسم الانتخابات مطلوب، إن الطريق صار ممهدا لنجاح التجربة الحزبية، وأن تكون هناك معارضة قادرة علي أن تكون صاحبة دور مهم وفعال في الحياة السياسية.. هذه الكلمات نشرت في هذا المكان في يونيو عام 2011 هل صدق حدسي وما أشرت إليه من قبل، هل توجد أحزاب حقيقية لها شعبية وتأثير؟، ولديها القدرة علي لعب دور حقيقي في المجتمع، أحزاب لديها القدرة علي تحريك الجماهير في الاتجاه الصحيح؟، التجربة أكدت أن لدينا عددا كبيرا من الأحزاب أتحدي من يعرف أسماءها سواء من النخبة أو من عامة الناس، أحزاب لديها القدرة علي تهييج الجماهير لإثارة الفوضي، أحزاب لديها القدرة علي التخريب ولا تعرف معني التنمية والبناء، ونحن أحوج ما نكون إليه الآن.