الأحداث السريعة والمتلاحقة التي شهدتها وتشهدها مدينة بورسعيد الباسلة طوال الفترة الماضية تدعو للحزن والأسي، وبحكم انتمائي لمدينة بورسعيد أشعر بحجم هذا الحزن وحالة الغليان التي تعيشها المدينة، وفي زيارتي الأخيرة لبورسعيد أصبت بالصدمة من حالة الحصار الذي تعيشه المدينة، فبورسعيد تحولت إلي مأتم كبير بعد أن سالت فيها دماء الشهداء الذين قتلتهم أيدي الغدر دون ذنب، فالذين قتلوا في الأحداث الأخيرة مواطنون أبرياء، وروي لي العديد من شهود العيان عمليات القتل العشوائي التي انتشرت في معظم شوارع المدينة، وطالب ممثلو شعب بورسعيد بضرورة القصاص للشهداء، وقوبل هذا المطلب بالتجاهل من الأجهزة الرسمية مما زاد الموقف اشتعالا وتعقيدا، بل تتعرض بورسعيد للحصار والتجويع.. وهناك تساؤل ظل يتردد دون إجابة.. ماذا فعل شعب بورسعيدلكي يتعرض لكل هذا الإيذاء؟! لقد تسارعت الأحداث في بورسعيد، وأعلن شعب بورسعيد رفضهم لهذا التجاهل من المسئولين ولجأوا إلي إعلان العصيان المدني لعل صوتهم يصل إلي مسامع المسئولين ولكن التجاهل مازال مستمرا وسط دهشة وذهول الجميع. ولمن لايعرف من هي مدينة بورسعيد وماهو تاريخ هذه المدينة الباسلة ودورها الوطني، عليه أن يعلم الدور الوطني الشامخ الذي قام به شعب بورسعيد عبر تارخ هذه المدينة، فبورسعيد كانت وستظل خط القتال الأول، وإحدي مدن المواجهة في الدفاع عن مصر.. ففي العدوان الثلاثي علي مصر قام شعب بورسعيد بالتصدي لهذا العدوان الغاشم وقدموا أروع صور البطولة والفداء تحدثت عنها كل دول العالم .. كما أن بورسعيد من أشهر المدن علي الخريطة السياحية العالمية وتحرص الأفواج السياحية علي متن السفن السياحية التي تعبر قناة السويس أن تضع بورسعيد ضمن برامجها السياحية. ما أريد أن أقوله إن التطورات الأخيرة التي تشهدها مدينة بورسعيد يتعين االاهتمام بها، والإنصات بكل الاهتمام لمطالب شعب بورسعيد تقديرا لتاريخ المدينة الباسلة، واحتراما لدماء شهدائها عبر التاريخ.. والاستجابة لمطلبهم بسرعة القصاص لدماء الشهداء الأبرياء الذين قتلوا في الأحداث الأخيرة..! انصفوا شعب بورسعيد احتراما لدماء الشهداء!