انتبهوا.. ففي زحمة الإنشغال بالشأن الداخلي.. والصراع الذي لاينتهي بين أغلبية ومعارضة.. ننسي أو نتناسي.. خطط إسرائيل شبه المستمرة.. لضرب قناة السويس في مقتل.. والخطة ليست عسكرية بالمقام الأول وهي بذلك ليست في الحسابات الإسرائيلية.. ولكنها خطة اقتصادية استراتيجية.. تبحث ليل نهار ومنذ سنوات طويلة عن بديل لشريان مصر الحيوي »قناة السويس« وآخر هذه البدائل إعادة إحياء مشروع إيلات الدولي الذي يربط جنوب إسرائيل بوسطها.. والأهم أنه صمم لربط دول العالم بالمنطقة وعبر خطوط طرق معقدة.. وخط للسكك الحديدية! والمشروع الذي قدمته الحكومة الإسرائيلية منذ نحو العامين يهدف لتحويل إسرائيل كجسر بري دولي يربط دول العالم ببعضها البعض.. ومنذ شهور قليلة بدأ الحديث يتصاعد.. حتي وصل لذروته خلال الأيام القليلة الماضية.. خاصة بعد وضع لجنة الطرق الداخلية في إسرائيل للمسات الأخيرة للمشروع ومن خلال خطة متكاملة.. تشمل وباختصار: إقامة مشروع لخط عملاق للسكة الحديدية بين مدينة إيلات في الجنوب ووسط البلاد.. بالإضافة لطريق مزدوج للشاحنات العملاقة في نفس المنطقة. والمشروع الذي أطلقوا عليه إعلاميا »جسر إيلات البري الدولي«.. يلاقي وحسب صحيفة »ها آرتس« واسعة الانتشار عدة ضغوط وانتقادات.. لأنه يمر عبر طرق جبلية وعرة.. وليست آهلة بالسكان، وتكلفته الاقتصادية تقدر بمليارات الدولارات الأمريكية. ويضاف لذلك.. هو أن خط السكة الحديدية المزمع إنشاؤه عبر المشروع العملاق.. لن يكون مجديا من الناحية الاقتصادية.. خاصة مع مقارنته بالخدمات التي تقدمها قناة السويس كمنافس قوي للمشروع. ورغم ذلك.. يلاقي المشروع ترحيبا واسعا داخل إسرائيل.. لأنه وببساطة.. سيمثل شوكة في ظهر الاقتصاد المصري.. والذي تعد القناة شريان الحياة الرئيسي له، ولذا.. حرصت الحكومة علي وضع دراسة جدوي اقتصادية كبري حول المشروع.. ولجنة للإشراف علي هذه الدراسة يرأسها أحد الخبراء الماليين وأصحاب الخبرة في الاستشارات لمثل هذه المشروعات وهو »عزرا سادان«. ورغم مايقال إن المشروع يمكن أن يجعل من إسرائيل محطة عملاقة لنقل البضائع من وإلي أوروبا بالذات. إلا أن »سادان« قال.. إن إسرائيل لايمكن أن تكون منطقة خدمات رئيسية بالمنطقة وبنفس جودة ورخص أسعار نفس الخدمات التي تقدمها قناة السويس حاليا. ولكنه يؤكد أن مشروع القطار من جنوب لوسط إسرائيل.. يمكن أن يساهم بشكل واضح في تنشيط التجارة الداخلية.. ويمكن أن يعد جسرا بريا داخلها فقط.. وداعما لخطط التنمية بها. والمشروع.. يأتي ضمن مساع إسرائيلية متواصلة ومنذ عقود.. لإيجاد بديل لقناة السويس.. أو منافستها عالميا.. وضمن مساع أخري لعرقلة أي مشاريع قد تدعم.. أو تزيد من فاعلية القناة. ومن هنا.. كانت اعتراضاتها علي مشروع الجسر البري بين مصر والسعودية، والذي تعطل تنفيذه منذ سنوات.. ويمكن أن يتم بناؤه فوق جزيرتي: »تيران وصنافير«.. عند مدخل خليج إيلات.. وهو ماتعتبره إسرائيل تهديدا استراتيجيا لأمنها القومي. وخاصة.. أن المشروع في حالة إنجازه سيعود بفوائد اقتصادية وسياسية علي كل من مصر والسعودية.. كما سيكون معبرا أفضل للمسافرين عن طريق العبارات.. ولعشرات الآلاف من الحجاج والمعتمرين سنويا.. ووصل الأمر في ذلك.. لتهديد إسرائيلي واضح.. بشن حرب ضد مصر إذا أصرت علي المشروع.. خاصة أنه قد تم إحياؤه بعد ثورة يناير، وبعد أن وضعه النظام السابق في الأدراج.. محاباة لإسرائيل ومنذ نحو العام.. نشرت إسرائيل أكبر عطاء في تاريخها لإنشاء ميناء ضخم في إيلات جنوب البلاد.. وعلي بعد 4 كيلو مترات من خليج العقبة.. ووسط العمران وعبر إنشاء قناة ضخمة. وتبلغ التكلفة التقديرية للمشروع نحو 5.3 مليار دولار أمريكي.. والهدف هو نقل ميناء إيلات الحالي لموقعه الجديد.. ثم الأخطر هو ربطه بخط السكة الحديدية المزمع إنشاؤه ضمن مشروع »جسر إيلات الدولي«.. وكبديل محتمل وقوي لقناة السويس.