سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صدمة في أمريكا : مذبحة في مدرسة الأطفال
ضغوط كبيرة علي أوباما لحظر امتلاك السلاح ولوبيات المصالح ترفض
مدرسة وأخصائية نفسية ألقتا نفسيهما علي القاتل فداءً للأطفال
تجمع عدد كبير من سكان مدينة نيوتاون بولاية كونتيكيت الأمريكية في الكنيسة المركزية في حالة صدمة وحزن عميق، يحاولون أن يفهموا ما حدث، لا يجدون تفسيراً منطقياً يجعل أي شخص يقتل 20 طفلا في عمر الزهور بهذا القلب البارد وهذه البشاعة واللاإنسانية.حتي الآن لم يجب أي مسئول أمريكي عن هذا السؤال، ولم يكتشف المحققون حتي الآن سر هذه الوحشية الكبيرة التي أظهرها آدم لانزا البالغ من العمر 20 عاماً، والذي لم يكتف بإطلاق النار مرة أو مرتين، بل وجد في مسرح الجريمة أطفالا أطلق عليهم عشرات الطلقات. أكد الطبيب الشرعي أن الأطفال الذين قتلوا وهم 12 بنتا و8 أولاد، و8 بالغين جميعاً من السيدات أطلق عليهم النار عدة مرات وكان الرصاص يملأ أجسادهم بالكامل. وعبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي ذرفت عيناه بالدموع أثناء خطابه الذي تلا تلك المأساة عن حزنه البالغ وتعازيه الحارة لأسر الضحايا ودعا الأمريكيين إلي تنحية السياسة جانبا و"القيام بعمل جاد" لمنع تكرار مثل هذه المآسي. وأمر أوباما بتنكيس الأعلام علي المباني الحكومية الأمريكية أربعة أيام، تخليدا لذكري ضحايا عملية إطلاق النار الدامية في مدرسة ابتدائية في كونتيكت. ودعا إلي "أعمال ملموسة" لنتفادي في المستقبل عمليات إطلاق نار أودت بحياة نحو ثلاثين شخصا غالبيتهم من الأطفال. وقال إن "غالبية الذين قتلوا كانوا من الأطفال، أطفال رائعين بين الخامسة والعاشرة من العمر"، مضيفا أن الحادثة "حطمت قلبه". ويتعرض الرئيس الأمريكي الآن لضغوط عديدة لكي يتخذ قرارات حاسمة تحد من حرية امتلاك السلاح المنتشر في أيدي الكثيرين من المجرمين والمرضي النفسيين في أمريكا. وانتقد مايكل بلومبرج في نيويورك، الذي يعد أحد أشد مؤيدي إصدار قوانين تحد من امتلاك المواطنين العاديين للأسلحة، الرئيس أوباما وقال إنه فشل في الوفاء بوعوده باتخاذ إجراءات للحد من هذه الحوادث المؤلمة. وذكر في حديث له بإحدي القنوات الإخبارية الأمريكية "الرئيس هو المسئول وهو القائد لابد له أن يتخذ موقفاً قوياً، لا يكفي أن يطالب الرئيس الكونجرس باتخاذ خطوة إيجابية، لابد أن يأخذ هو المبادرة، لابد أن يأمر الأجهزة المعنية بتشديد الإجراءات وأن يضغط علي الكونجرس لكي يسن قانونا جديدا لحمل السلاح في أمريكا" وقال السيناتور دايان فينستين من الحزب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا إنه ينوي أن يقدم مشروع قانون في أول جلسة قادمة للكونجرس تقنن بيع الأسلحة الآلية وتشدد الإجراءات علي امتلاكها. القاتل وهو آدم لانزا استخدم أسلحة متقدمة، وقام بإطلاق النار علي البوابة مما أدي إلي هروب الحراسة، ودخل إلي المدرسة ونفذ جريمته ثم قام بإطلاق الرصاص علي نفسه عندما أحس باقتراب ضباط الشرطة من إلقاء القبض عليه. ونفذ الشاب جريمته في فصلين فقط من فصول المدرسة. وذكرت مصادر الشرطة أن مدرسة وأخصائية نفسية قتلا أثناء اشتباكهما مباشرة مع القاتل في محاولة يائسة منهما لإنقاذ الأطفال. فيما استطاعت مدرسة أخري أن تهرب بعض الأطفال عبر نافذة، وقامت أخري بحجز أطفال بإحدي الغرف حتي انتهاء الهجوم. آدم هو من سكان نيوتاون وهو من أسرة متوسطة ويعمل عمه ضابطاً بشرطة نيو هامشاير. وصرح متحدث باسم شرطة نيوتاون العقيد بول فانس أن المحققين مازالوا في مرحلة جمع المعلومات والأدلة، وأن السيدة الوحيدة التي أطلق عليها الرصاص ولم تمت سيكون لها دور كبير في رسم صورة كاملة عن تفاصيل ما حدث. ولم تتضح بعد أي أسباب لإقدام آدم علي هذه الجريمة حيث لم تعثر الشرطة علي أي رسائل انتحار تركها الجاني. ولم تكن لوالدته التي قتلها آدم قبل توجهه للمدرسة أي صلة بالمدرسة ولم تعمل بها في يوم من الأيام كما ذكرت بعض التقارير. وذكرت التحقيقات أن الجاني كان يحمل بندقية آلية، ومسدسات نصف آلية متطورة كانت تملكها والدته، كما استخدم سيارتها للوصول إلي المدرسة. ولم تكن هذه هي المرة الأولي التي يتعرض فيها أوباما لضغوط من أجل اتخاذ إجراءات تحد من هذه الحوادث، وبعد إطلاق نار علي عضو كونجرس في أحد السوبرماركات في أريزونا في بداية 2011 قدمت وزارة العدل مشروعاً للكونجرس لعمل ملف صحي وأمني للتحقق من خلفيات كل من يشتري سلاحاً علي أرض الولاياتالمتحدةالأمريكية، لكن معظم هذه الاقتراحات كان مصيرها الأدراج نتيجة لضغوط من لوبي منتجي وبائعي الأسلحة في الولاياتالمتحدة. وصرح الرئيس باراك أوباما أنه سيتخذ إجراءات خلال الأيام القادمة لإيجاد حل لحوادث إطلاق النار المتكررة. لكنه لم يذكر تحديداً ماهي هذه الإجراءات التي سيتخذها. وقد يفكر أوباما كثيراً قبل أن يقرر أن يخوض معركة شرسة ضد لوبي السلاح في الولاياتالمتحدة، خاصة أنه يخوض معركة شرسة حالياً ضد الجمهوريون لإقرار حزمة ضرائب جديدة علي الأغنياء في الولاياتالمتحدة ولايريد أن يوجه الأنظار لقضايا أخري في الوقت الحالي، لكن من ناحية أخري لا يمكنه أن يتجاهل الضغط الشعبي الحالي لمواجهة العنف المتصاعد في المجتمع الأمريكي. ومع ذلك فقد أصدرت وزارة العدل عدة إجراءات يستطيع الرئيس الأمريكي اتخاذها دون الرجوع للكونجرس عن طريق عمل نظام رقابي علي ممتلكي الأسلحة وإمكانية سحبها منهم في حالة الكشف عن مشكلات نفسية لديهم أو أزمات مالية واجتماعية متعلقة بالهجرة والإقامة وما إلي ذلك.