قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بالاعتراف بفلسطين دولة مراقبا غير عضو في المنظمة الدولية هو بمثابة شهادة ميلاد جديدة للدولة الفلسطينية في حدود الرابع من يونيو 1967.. ومما لا شك فيه فإن هذا القرار وكما أكد وزير الخارجية محمد كامل عمرو في كلمة أمام المنتدي العربي التركي باسطنبول يعكس الوعي المتعاظم بأهمية دفع الجهود الدولية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ويعد بمثابة إقرار عملي بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وعلي رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة علي حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف.. وقد شدد وزير الخارجية محمد عمرو في كلمته علي أن هذا الإنجاز لا يجب أن يجعلنا نحيد عن تحقيق وحدة صف الشعب الفلسطيني وإنجاز المصالحة الوطنية بين أبنائه حتي يقف صفا واحدا في مواجهة الاحتلال. وبالرغم من المعارضة الأمريكية لهذا القرار فإن ردود الفعل الدولية المؤيدة لرفع التمثيل الفلسطيني في الأممالمتحدة إلي وضع دولة مراقب تتوالي حيث وصف العديد من الصحف العالمية الخطوة بالانتصار الفلسطيني مشيرة إلي أنها سوف تزيد من عزلة إسرائيل.. وانطلاقا من هذا الانتصار التاريخي للشعب الفلسطيني أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس »أبومازن« علي أن الفلسطينيين مستعدون للذهاب إلي المفاوضات مع إسرائيل علي الفور استنادا إلي قرارات الشرعية الدولية التي تحظر الاستيطان وتعتبره غير شرعي وعقبة أمام السلام.. وأشار أبومازن إلي أن الفلسطينيين يقدمون لإسرائيل محفزا مهما يتمثل في اعتراف جميع الدول العربية والإسلامية بها وفك عزلتها مقابل إخلائها الأراضي المحتلة عام 1967 وقيام الدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها وحل قضية اللاجئين بالعدل والإنصاف. ولكن السؤال المطروح الآن هو ماذا بعد هذا الإنجاز التاريخي؟ وهنا الإجابة لابد أن تكون أنه لابد من العمل وتنسيق المواقف العربية تجاه الخطوات التالية التي تهدف إلي إقامة الدولة الفلسطينية علي أرض الواقع والتصدي لأي محاولات تعوق هذه التحركات ولاسيما أن الرد الإسرائيلي كان سريعا علي قرار الأممالمتحدة وهو إعلانها العزم علي بناء 0003 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية بما يؤدي إلي عرقلة جهود دفع عملية السلام. وعلينا أن نعرف بأنه لا يضيع حق وراءه مطالب قوي وعلي الفلسطينيين أن يدركوا أن الخطوة الهامة التالية هي تحقيق المصالحة الفلسطينية وتوحيد صفوفهم وتنسيق الموقف الفلسطيني مع المواقف العربية لأن حل القضية الفلسطينية لن يكون إلا من خلال عزمنا وإصرارنا علي التمسك بحقوقنا.. هنيئا للشعب الفلسطيني بهذا الانتصار وكلنا نتطلع إلي رؤية العلم الفلسطيني يرفرف قريبا علي الأراضي الفلسطينية المحتلة لتكتمل فرحة العرب الكبري بهذا الإنجاز.