استقبل الرئيس حسني مبارك أمس, بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن, حيث بحث الرئيس خلال اللقاء مجموعة من القضايا المهمة و أبرزها ما يتعلق بعملية السلام وإلي أين وصلت, وماهي المقترحات التي يمكن أن تديم هذه العملية السياسية وعقب اللقاء أكد أبومازن في مؤتمر صحفي أن هناك اتفاقا في الرأي مع الرئيس مبارك علي ضرورة استمرار الموقف العربي في التوجه إلي مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي, مشيرا إلي أن مشروع القرار قد وضع الآن فيما يعرف ب المرحلة الزرقاء والتي تعني إمكانية تقديمه بعد ذلك للتصويت أمام مجلس الأمن, وهو ما اتفق عليه وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأخير بشرم الشيخ. وأشار الرئيس الفلسطيني إلي أنه ليس لدي الجانب الأمريكي جديد في هذا الخصوص, مؤكدا أن الأمور باتت جاهزة لتحرك وزراء الخارجية العرب, وقال: نحن ننتظر الآن معرفة ماذا سيحدث بعد أيام, وعلي ضوء ذلك سوف نقدر ونعد مقترحاتنا. وردا علي سؤال حول رؤيته للوثائق التي نشرتها قناة الجزيرة الفضائية أمس الأول بشأن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية قال أبومازن: إن نشر هذه الوثائق أمر مقصود يهدف إلي الخلط بين المقترحات الفلسطينية والإسرائيلية, وأكد أنه رأي بنفسه ما عرضته القناة علي أنه فلسطيني, بينما هو إسرائيلي وهذا عيب, وأضاف: أقول بمنتهي الصراحة ليس لدينا ما نخفيه, وكل ما نتفاوض عليه ويعرض علينا أو نعرضه من مقترحات نقدمه بالتفصيل للدول العربية مشفوعا بالوثائق, والعرب جميعا يعرفون ذلك. وردا علي سؤال حول الكشف عن تورط عناصر تابعة لجيش الإسلام الفلسطيني في تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية, أكد أبومازن إدانته الشديدة لهذا العمل الإجرامي قائلا: إن من قام بهذا العمل الإجرامي أيا كان فهو مجرم يجب عقابه علي هذه الجريمة البشعة بكل المقاييس والمعاني التي لايجوز أن يقوم بها أي شخص أو جهة, وبالتالي فإن القضاء المصري له أن يحكم بالعدل ويوقع أقصي عقوبة علي من يثبت عليه ارتكابها سواء كان من غزة أو من أي مكان آخر. وحول إمكانية أن يحل الاتحاد الأوروبي محل الولاياتالمتحدة في دفع عملية السلام وموقفه من ذلك قال الرئيس الفلسطيني إن موقف الاتحاد الأوروبي مهم ومتقدم, ولكن حتي الآن لا تستطيع أوروبا أن تحل محل الولاياتالمتحدة ولا تريد ولا نحن أيضا نريد ذلك. وأضاف أبومازن: إن ما نريده هو أن يكون الموقف الأوروبي والروسي وباقي دول العالم والأمم المتحدة مساندا ودافعا للموقف الأمريكي ليتطور ويرقي إلي مستوي البيانات الأوروبية التي كانت تصدر عن الاتحاد الأوروبي, خاصة البيان الصادر في8 نوفمبر2009. وردا علي سؤال حول إمكانية القبول بدولة فلسطينية مجددا مؤقتة علي النحو الذي يطرحه بعض المسئولين الإسرائيليين رفض الرئيس بشكل قاطع إمكانية قبول مثل هذا الطرح قائلا: هذا الحل مستحيل, فإن الدولة ذات الحدود المؤقتة منذ طرحت من7 سنوات لأول مرة مرفوضة فلسطينيا بشكل قاطع علي الرغم من ان البعض, وهم بصراحة حركة حماس, حاولوا التجاوب معه, وحتي هؤلاء تراجعوا عن موقفهم في وقت لاحق. وقال أبومازن اما موقفنا نحن فيرفض مثل هذه المقترحات وذلك لقناعتنا بأن الدولة ذات الحدود المؤقتة هي عمليا الدولة ذات الحدود الدائمة, ولن يكون هناك حل بعد ذلك. وحول توقعات السلطة الفلسطينية بامكانية وقف إسرائيل للاستيطان نتيجة اللجوء لمجلس الأمن, اكد الرئيس الفلسطيني ان القرار الذي نقترحه ونسعي لاستصداره من مجلس الأمن ينبع بالفعل مماورد في خطة خريطة الطريق ولما تم الاتفاق عليه مع إسرائيل في اتفاقيات ثنائية, ولما طرحه الرئيس الأمريكي باراك أوباما هنا في القاهرة, وما طرحته وزيرة الخارجية الأمريكية من قبل, وهو ان استمرار النشاط الاستيطاني غير شرعي, وبالتالي لايوجد جديد, واستغرب ان يرفض ويوضع عليه فيتو لعرقلته. ووصف أبومازن الموقف الروسي بعد زيارة الرئيس ديمتري ميدفيديف للاراضي الفلسطينيةالمحتلة الاسبوع الماضي بأنه جيد وثابت في تأييده للحقوق العربية منذ عهد الاتحاد السوفيتي, مشيرا إلي ان الشيء الجديد هو ان الرئيس الروسي عندما قرر زيارة إسرائيل وفلسطين, وهو مالم يرحب به الإسرائيليون, اصر علي زيارة فلسطين فقط, وهو ما وصفه الرئيس الفلسطيني بالخطوة الكبيرة والجريئة للغاية التي تحدث للمرة الأولي من جانب دولة كبيرة مثل روسيا, مؤكدا اهمية ما تم خلال تلك الزيارة. وقال أبومازن: الأمر الآخر ان الاتحاد السوفيتي سبق ان اعترف بالدولة الفلسطينية منذ عام1988 لكن الرئيس الروسي اكد خلال زيارته اعتراف بلاده بالدولة الفلسطينية علي حدود الرابع من يونيو1967 وعاصمتها القدس وهو ماجاء في إطار التيار الجديد المقبل من دول أمريكا اللاتينية من اعترافات جديدة بالدوحة الفلسطينية. وردا علي سؤال عما إذا كان توالي الاعترافات بالدولة الفلسطينية يمكن ان يكون مخرجا من الازمة الحالية التي تواجهها عملية السلام, اكد الرئيس الفلسطيني ان الاعترافات الجديدة بالدولة الفلسطينية ذات معني سياسي ودبلوماسي ومعنوي, والأهم انها ذات معني ضاغط علي العالم ليقول للجميع ولمن لايريد ان يعترف بالدولة الفلسطينية ان هناك من يعترف بهذه الدولة. وحول الجديد في جهود المصالحة الفلسطينية الفلسطينية قال ابومازن: نحن كما تعرفون من البداية قررنا نحن والعرب جميعا ان تتولي مصر جهود هذه المصالحة. ومصر وضعت وثيقة وقعنا عليها جميعا منذ سنة واربعة اشهر.. ولكن حماس حتي الآن لم توقع عليها, وكانت هناك لقاءات كثيرة اخرها في دمشق, وكان هناك تقدم قد حدث, واتفق الوفدان علي لقاء ثالث, ولكن قبل بضعة ايام من هذا اللقاء خرج ناطق رسمي باسم حماس ليقول: لقد الغينا الموعد, ولم يعقب احد بعد ذلك. وردا علي سؤال حول ما اذا كان الجانب الفلسطيني يتوقع جديدا من مؤتمر الدول المانحة المقرر عقده قريبا في باريس اوضح الرئيس الفلسطيني ان أوروبا متفقة ومستمرة في دعم الشعب الفلسطيني, ولا اعتقد ان هناك تغيرا في هذا الموقف.