بحث الرئيس حسني مبارك أمس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة مع رئيس دولة فلسطين محمود عباس أبومازن الذي يزور مصر حاليا- آخر تطورات الملف الفلسطيني. والجهود الرامية لتهيئة الظروف لاستئناف عملية السلام المتعثرة واجراء مفاوضات تفضي إلي تحقيق حل الدولتين. وأطلع الرئيس الفلسطيني الرئيس مبارك علي نتائج زيارة الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات الفلسطيني الأخيرة إلي الولاياتالمتحدة ونتائج زيارة الرئيس الروسي ميدفيديف إلي فلسطين الأسبوع الماضي. كما أطلع أبومازن الرئيس علي الجهود الفلسطينية والعربية للتحرك في ساحة الأممالمتحدة لإدانة سياسة إسرائيل الاستيطانية. وحضر المقابلة وزير الخارجية أحمد أبوالغيط والوزير عمر سليمان, وحضرها من الجانب الفلسطيني الدكتور صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شئون المفاوضات بالمنظمة, وعزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس كتلتها البرلمانية, ونبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية, والدكتور بركات الفرا سفير فلسطينبالقاهرة. وكان عباس قد تلقي اتصالا هاتفيا من المبعوث الأمريكي لعملية السلام جورج ميتشل بحثا خلاله سبل إحياء عملية السلام المتعثرة بسبب التعنت الإسرائيلي. وأكد الرئيس الفلسطيني أن هناك اتفاقا في الرأي مع الرئيس حسني مبارك علي أهمية استمرار الموقف العربي في التوجه إلي مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار يتعلق بإدانة الاستيطان الإسرائيلي, موضحا أن مشروع القرار قد وضع الآن في المرحلة التمهيدية التي تعرف بالصيغة الزرقاء والتي تعني أنه يمكن أن يقدم بعد ذلك للتصويت. وقال أبومازن إن لقاءه مع الرئيس مبارك أمس تناول مجموعة من القضايا المهمة أبرزها ما يتعلق بالاتصالات التي تتعلق بالعملية السياسية وعملية السلام وإلي أين وصلت وما هي المقترحات التي يمكن لها أن تديم هذه العملية السياسية, مشيرا إلي أنه ليس لدي الجانب الأمريكي جديد حتي الآن في هذا الخصوص. وأوضح الرئيس الفلسطيني- في مؤتمر صحفي عقب اللقاء الذي استغرق نحو ساعة وربع ساعة- أن وزراء الخارجية العرب اتفقوا خلال لقائهم بشرم الشيخ قبل أيام علي أن الأمور أصبحت جاهزة لهذا التحرك, ونحن ننتظر الآن معرفة ماذا سيحدث بعد أيام, وعلي ضوء ذلك سوف نقدر ونعد مقترحاتنا. وردا علي سؤال حول رؤيته للوثائق التي نشرتها إحدي القنوات الفضائية الأمس عن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية, قال أبومازن إن نشر هذه الوثائق أمر مقصود ويهدف إلي خلط الأمور بين المقترحات الفلسطينية والإسرائيلية وهذا عيب. واستطرد الرئيس الفلسطيني قائلا نود أن نؤكد- مجددا- أنه ليس لدينا سر نخفيه, وكل ما نتفاوض عليه أو يعرض علينا أو نعرضه من مقترحات نقدمه بالتفصيل للدول العربية مشفوعا بالوثائق, والعرب جميعا يعرفون ذلك. وأضاف أن ما نريده هو أن يكون الموقف الأوروبي والروسي وباقي دول العالم والأممالمتحدة موقفا مساندا ودافعا للموقف الأمريكي ليتطور ويرقي إلي مستوي البيانات الأوروبية التي كانت تصدر وخاصة بيان الاتحاد الأوروبي الصادر في8 نوفمبر2009. وحول ما يتردد عن إمكان القبول بدولة ذات حدود مؤقتة علي النحو الذي يطرحه بعض الساسة الإسرائيليين, رفض الرئيس الفلسطيني أبومازن بشكل قاطع إمكان قبول مثل هذا الطرح, قائلا إنه من المستحيل قبول مثل هذا الحل, معيدا إلي الأذهان الرفض الفلسطيني القاطع لمثل هذا الاقتراح منذ طرح المرة الأولي قبل سبع سنوات علي الرغم من أن البعض( وهم بصراحة حركة حماس) حاولوا التجاوب مع هذا الطرح, وحتي هؤلاء تراجعوا عن موقفهم في مرحلة لاحقة. وقال أبومازن إن الموقف الفلسطيني برفض مثل تلك المقترحات يرجع إلي اقتناعنا بأن الدولة ذات الحدود المؤقتة, هي عمليا الدولة ذات الحدود الدائمة, ولن يكون هناك حل بعد ذلك. وردا علي سؤال حول ما إذا كانت السلطة الفلسطينية تتوقع وقفا للاستيطان الإسرائيلي نتيجة اللجوء إلي مجلس الأمن, قال الرئيس الفلسطيني إن القرار الذي نقترحه ونسعي إلي استصداره من مجلس الأمن إنما ينبع مما ورد بالفعل في خطة خريطة الطريق, وما تم الاتفاق عليه ثنائيا مع الجانب الإسرائيلي, ولما طرحه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه للعالم الإسلامي من جامعة القاهرة, وما طرحته وزيرة الخارجية الأمريكية من قبل, والذي يؤكد أن استمرار الأنشطة الاستيطانية هو أمر غير شرعي, وبالتالي ليس هناك مبرر لوضع العراقيل أمام مشروع القرار, واستغرب أن يرفض البعض هذا القرار أو يستخدموا حق الفيتو ضده. وحول ما إذا كان توالي الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية قد يكون مخرجا من الأزمة الحالية التي تواجهها عملية السلام, قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الاعترافات الجديدة بالدولة الفلسطينية ذات معني سياسي ودبلوماسي ومعنوي, والأهم أنها ذات معني ضاغط علي العالم ليقول للجميع ولمن لا يريد أن يعترف بالدولة الفلسطينية.. أن هناك من يعترف بهذه الدولة. وعما إذا كان الجانب الفلسطيني يتوقع جديدا من مؤتمر المانحين المتوقع عقده قريبا في العاصمة الفرنسية باريس, أوضح الرئيس الفلسطيني أن الدول الأوروبية متفقة ومستمرة في موضوع الدعم للشعب الفلسطيني, ولا أعتقد أن هناك تغيرا في هذا الموقف. وحول الموقف الحالي لجهود المصالحة الفلسطينية الفلسطينية, قال أبومازن إن العرب جميعا اتفقوا ومنذ اللحظة الأولي علي أن تتولي مصر أمر هذا الملف, وقد أجملت مصر بعد مناقشاتها مع كل الأطراف وثيقة, ونحن من جانبنا وقعنا عليها فورا, والآن وبعد مرور16 شهرا لم توقع حماس عليها حتي الآن. وأشار إلي أنه تم عقد العديد من اللقاءات للتوصل إلي المصالحة كان آخرها اللقاءان اللذان عقدا في دمشق وتم من خلالهما إحراز تقدم, واتفق الوفدان علي لقاء ثالث, وفوجئنا قبل بضعة أيام من موعد انعقاده بمتحدث باسم حماس يعلن إلغاء الاجتماع دون توضيح للأسباب. واستغرب الرئيس الفلسطيني في مستهل اللقاء مما تردده قناة الجزيرة القطرية عن وجود وثائق سرية لديها تخص الوضع الفلسطيني وعملية السلام, وقال: كل ما قمنا به من نشاطات مع الجانب الإسرائيلي, والأمريكي يبلغ بها العرب بالتفاصيل من خلال لجنة المتابعة, أو الاتصالات الثنائية أو من خلال أمين عام الجامعة العربية الذي لديه علم بكل شئ ويبلغ الأشقاء بتطورات الأوضاع باستمرار. وأضاف: لا أعلم من أين جاءت الجزيرة بأشياء سرية, ولا يوجد شئ مخفي علي الأشقاء العرب, وعندما يحصل شئ نتصل بعدد من الدول, وبالسيد عمرو موسي ونطلعهم علي ما يجري. وبخصوص عملية السلام, والجهد الأمريكي وتقييم القيادة الفلسطينية للمساعي الأمريكية, وخاصة بعد فشل واشنطن في فرض وقف الاستيطان علي إسرائيل, قال: ما زلنا نثق بحكومة الرئيس الأمريكي باراك أوباما, ونأمل في أن تعمل شيئا كبيرا من أجل السلام, وخاصة أنها هي التي قالت إن إقامة الدولة الفلسطينية فيها مصلحة استراتيجية لأمريكا.