الرئيس مبارك [email protected] ربما كان الرئيس حسني مبارك خلال فترة مرضه الأخيرة وإجراء جراحة استئصال الحوصلة المرارية بألمانيا بعيدا عن أرض الوطن، لكنه بأي حال لم يكن بعيدا عن الوطن وعن المواطنين . يعيش الرئيس بين المصريين في كل مكان ويعيش في قلوبهم في كل وقت، فالمواطن الذي يتلمس السند يجده في الرئيس مبارك الذي لا يعرف المصريون شخصا مثله جد واجتهد طوال سنوات عمره في خدمة الوطن والمواطن مثل الرئيس مبارك، الذي أنهي خدمته العسكرية بعد انتصار أكتوبر المجيد، ليدخل مجال الخدمة السياسية ويعيش كل لحظة في عمره لصالح البسطاء من أبناء هذا الشعب الذين يعيشون الأزمات التي لا يخفف منها إلا وجود الرئيس مبارك، حيث ينتمي إلي الغلابة ويحميهم من غيلان المتربصين . لقد زادت سعادة المصريين بعدما قرأوا في الصحف وشاهدوا في التليفزيون رئيسهم المحبوب يسترد صحته الغالية التي يتابع المواطنون تطورها منذ أن أجري الرئيس جراحته في مستشفي هايدلبرج . اطمأن البسطاء علي حبيبهم وخفقت قلوبهم فرحة بعدما اطمأنوا، والآن يتعجلون عودته لتزداد فرحتهم وسعادتهم . كانت الصور المنشورة في الصحف معبرة عن استقرار حالة الرئيس الصحية والتي رأي الناس من خلالها كيف يمارس الرئيس عمله وكيف رغم حالته الصحية، حريص علي قضاء المصالح والسؤال عن الناس في مصر، وقد نشرت الصحف نص اتصاله بالدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء وتفاصيل أسئلته عن الأحوال في مصر وتبليغ تحياته إلي الوزراء . لقد نهج الرئيس مبارك نهجا جديدا في التعامل مع وسائل الإعلام في حالة المرض . بدأ ذلك عندما أجري جراحة سابقة وخرج علي شاشة التليفزيون يطمئن المواطنين عن حالته الصحية، وهذه المرة عندما تابع الشعب المصري بشفافية تامة حالة الرئيس، ولم يكن مطلوبا بالطبع تصويره بعد انتهاء العملية الجراحية مباشرة فهذا غير لائق، لكن صار من المعقول والمقبول بعد تمام شفائه أن يعرف الناس تفاصيل أكثر عن الحالة الصحية له من خلال الصور وبعض الأخبار التي تشير إلي ما فعله الرئيس . لقد أصبحت الشفافية في التعامل من أسس العلاقة بين الرئيس والمواطنين، أو بين المصريين وحبيبهم السند الأكبر لهم في مشوار الحياة . لقد رفع المصريون أكفهم بالدعاء كثيرا لأجل أن يستجيب لهم الله، وهم البسطاء المؤمنون، بعودة حبيبهم ورئيسهم في أكمل صحة وأحسن حال، فهو الأكثر رفقا والأكثر حبا لهم والأكثر رعاية والأكثر حماية. أعاد الله الرئيس لمصر سالما معافي لتستمر سفينة الوطن في الإبحار نحو منابع الخير والاستقرار. صفقات الحزب الوطني كأنها قنبلة مفرغة انفجرت فجأة وتناثرت شظاياها لتصيب الجميع وتحدث دويا في الشارع السياسي . قنبلة صفقات الحزب الوطني مع بعض الأحزاب المعارضة بشأن تخلي الوطني عن بعض المقاعد النيابية لصالح هذه الأحزاب، والهدف إبعاد جماعة الإخوان المسلمين . نشرت بعض الصحف عن الصفقات، والغريب أن كل الأطراف نفت وجود هذه الصفقات . أول هذه الأطراف، الحزب الوطني الذي جاء النفي علي لسان أمينه العام صفوت الشريف الذي نفي صحة الخبر من الأصل وطلب من شباب الحزب خلال اجتماعه بهم لإطلاق فاعليات حملة عطاء الشباب أن يقولوا للناس الحقيقة. قال الشريف بكل قوة إن الحزب لا يعقد صفقات مع أحد وأن الحزب يعقد صفقاته مع المواطن فقط، مع الشعب، مع أصحاب المصلحة، فهو ليس في حاجة إلي صفقات مع الأحزاب الأخري، لأنه غني بكوادره وقياداته ولا يحتاج الدعم من المعارضة، وأهلا بالمنافسة وأهلا بمشاركة المعارضة الشرعية . مسألة وجود صفقة أو اتفاق بين أحزاب معينة ليس عيبا في العمل السياسي، فالأحزاب في الدول الغربية كثيرا ما تشكل ائتلافا حاكما، وهذا في حالة عدم استطاعة حزب ما الحصول علي أغلبية كبيرة تمكنه من الحكم . لكن الوضع في مصر مختلف، فالحزب الوطني حزب كبير له أغلبية كبيرة، ولذلك هو ليس في حاجة إلي الائتلاف أو الصفقات . وفي الوقت نفسه يرحب الوطني كثيرا بمنافسة الأحزاب المعارضة، فوجودها قوية علي الساحة، يقوي النظام الحاكم ويوجد المنافسة للصالح العام . وأعتقد أنه في حالة وجود أي اتفاقات بين الحزب الوطني وأي حزب آخر، فإنه لن يكون هناك ما يمنع الإعلان عن هذا الاتفاق، فالأحزاب المعارضة تتفق كل يوم وتعقد الصفقات كل يوم ولا أحد يهتم أو ينظر إلي هذه الاتفاقات أو الصفقات علي أنها أمر..عيب لا سمح الله. الغيطاني .. العالمي ابن أخبار اليوم جاورت الأديب والكاتب الصحفي جمال الغيطاني لأكثر من أربع سنوات في مجلس إدارة أخبار اليوم . كنت عضوا منتخبا وكان أمينا عاما للجمعية العمومية . خلال هذه الفترة جلسنا متجاورين فتقاربنا، فاكتشفت جمالا آخر غير جمال الأديب . اكتشفت أن جمال الأديب الكبير يعيش بين الناس يعرفهم ويعرفونه، يشعر بهمومهم في الشارع وعلي المقاهي ولا يسكن في برج عال مثلما يفضل بعض الأدباء والذين لا تصل قاماتهم إلي نصف قامة الغيطاني. عاش الغيطاني في دار أخبار اليوم منذ عام 1969 بعدما نشر أول كتبه يوميات شاب عاش منذ ألف عام والذي ضم مجموعة قصصية وصفها النقاد بأنها بداية جديدة في عالم القصة القصيرة المصرية . جاء الغيطاني لأخبار اليوم عضوا في أسرتها بعد عرض من المفكر الماركسي الكبير الراحل محمود أمين العالم الذي كان رئيسا لمجلس الإدارة وقتذاك . كان الغيطاني قد ولد في جهينة بمديرية جرجا »محافظة سوهاج حاليا«، لكنه نشأ في القاهرة القديمة بالجمالية في تشابه بينه وبين صاحب نوبل نجيب محفوظ، وتلقي الغيطاني تعليمه حتي تخرج في مدرسة العباسية الفنية حيث درس فن تصميم السجاد الشرقي وصباغة الألوان وبعد أن تخرج عام 1962 عمل مفتشا علي مصانع السجاد الصغيرة بالقري مما أتاح له زيارة معظم أنحاء الجمهورية . اعتقل الغيطاني عام 1966 بتهمة الانتماء إلي تنظيم ماركسي سري وأمضي في المعتقل 6 أشهر وأطلق سراحه في مارس 1967 .. وفي عام 1969 انتقل للعمل بالأخبار محررا عسكريا عاش خلال عمله حرب الاستنزاف ثم حرب أكتوبر، وفي عام 1985 رأس القسم الأدبي ثم رأس تحرير كتاب اليوم ثم رأس تحرير أخبار الأدب عام .1993ورغم أنه لم يكن ينتمي للمقربين من الصحفي الكبير إبراهيم سعده رئيس مجلس الإدارة، إلا أن سعده كان يعرف قدر الرجل والأديب الكبير الذي فاز بالعديد من الجوائز العالمية والذي ترجمت معظم أعماله إلي اللغات الدولية والذي حصل علي جائزتي الدولة التشجيعية والتقديرية . يعد الغيطاني من أصحاب السهل الممتنع في الكتابة، وقد أعدت عن أعماله العديد من رسائل الدكتوراه والماجستير رغم أنه شخصيا لم يلتحق بالجامعة أو يحرص علي الحصول علي شهادات الدكتوراه والماجستير، فهو أكبر من ذلك بكثير، فهو أديب عالمي، كلمة أديب هنا تعني أنه لم يحصل علي مكانته ومجده من خلال منصب ما، بل حصل عليهما من خلال إبداعه وثقافته الحقيقية التي بناها عبر سنوات طويلة من القراءة في كل فروع المعرفة، فالرجل مبدع حقيقي وليس وهميا . كتب الغيطاني العديد من الكتب والقصص، لم أقرأها كلها، لكن أعجبني "الزيني بركات".. هذا الداهية الذي سير الأمور علي هواه بقوة وذكاء، أعجبني كتابيه حكايات المؤسسة وحكايات الخبيئة، وفيهما تكاد تعيش في المكان الذي كتب عنه، تكاد تتحدث وتلمس الأشخاص الذين وجدوا في الكتابين، كتب عن الجميع ومنهم أحد الذين اتهموا بالفشل ثم فجأة أصبح رئيس المؤسسة . لقد نفدت طبعات الكتابين، وعندما قلت له إنني أملك نسخة من كل منهما، قال لي إنه شخصيا لا يملك نسخة لأنها نفدت جميعها . لقد عشت مع الغيطاني في مؤسسته وخبيئته وكأنني كنت واحدا من شخوصه ومنهم الذي رحل ومنهم الذي ابتعد ومنهم الذي حافظ عليها ومنهم الذي سرقها . إن هذين الكتابين إبداع راق للغيطاني. لكني سعدت كثيرا عندما قرأت عملا قديما له كتبه عام1965 ونشره في مجلة الجمهور الجديد اللبنانية وكان بعنوان "حكايات موظف صغير جدا". أقول للغيطاني، أنت عمود راسخ من أعمدة أخبار اليوم وهي تفخر بك وستظل كذلك. أسماء وكلمات متفائل كثيرا بشيخ الأزهر الجديد الدكتور أحمد الطيب ابن الصعيد المثقف والمتنور . طمأنني د. محمد الغمراوي أمين الحزب الوطني بالقاهرة عندما شدد في أحد الاجتماعات علي أن الحزب لن يكون عبدا للمال فيرشح للمجالس النيابية الأغنياء فحسب، لكنه سيدعم القيم السياسية بمرشحين من أصحاب المكانة والنزاهة والقدرة علي العطاء الشريف . الصديق مجدي ملاك ..أنت اسم علي مسمي .. مجد ..وملاك..