تحقيق صغير قرأته منذ شهور يحذر مما آل إليه وضع المرأة وحقوقها بعد الثورة الإيرانية. وقتها .. تعجبت من كاتبة الموضوع وقلت لنفسي هناك فرق كبير بين ثورة إيران التي شابها التيار الديني حتي فوجئت أن هؤلاء قد قفزوا علي الثورة وتخلصوا من شبابها ولم تمر شهور حتي اختفي هؤلاء الشباب والحركات الثورية المدنية تماما. وتحولت إيران إلي الحكم الإسلامي المتشدد وحكم الملالي وولاية الفقيه.. مصر .. غير إيران.. هكذا طمأنت نفسي ولكن مرت الشهور وكدنا نقترب من العام الثاني للثورة.. وهاهي الشواهد تشير إلي أننا علي أعتاب السيناريو الإيراني ولكن علي شرط (أن نصمت ونتعب ونيأس ومن ثم نستكين لمصيرنا المخيف). ❊ ❊ ❊ ولكن .. لأن مصر الثورة قد غيرت كثيرا من خصالنا أيوبية الصبر.. فإن النساء قبل الرجال متحفزات من أي مساس بحقوقهن.. فينزلن إلي المسيرات ويرفعن الشعارات ويتوجهن إلي وسائل الإعلام للتصدي لكل طيور الظلام الذين يتصورون أنه بإمكانية عودة الحياة إلي ظلام الجاهلية. لأن الإسلام كرم المرأة وحقوقها وضرب لنا أعظم الأمثلة لاحترام إنسانية المرأة وحقوقها الاجتماعية ومثلها السياسة والاقتصادية. .. ولكن .. أن نتصدي بفاعلية وتنظيم ونضع مشاريع قوانين تحمي النصف الأكثر عطاء والأكثر تحملا من المجتمع.. فمثلا.. لابد للتصدي للذين يحاولون أن يلغوا قانون (الخلع) وهو الذي يحمي المرأة من استعبادها من زوجها بحيث يتركها معلقة عندما يرفض طلاقها لا هي زوجة ولا هي مطلقة. فيمنع عنها طريق الحلال ومن ثم تكون عرضة للفتنة والغريب أن أتباع الوهابيين والذين صدعوا رءوسنا بخزعبلات وأد النساء اجتماعيا. تطبيق حق الخلع لأنه شرعي ومن أساس الدين ولكنهم هنا يزايدون حتي علي ولي نعم أفكارهم.. أذن لابد من متابعة أي افتئات علي المرأة. لذلك لابد التصدي لمحاولات تفريغ مبدأ المساواة بين المرأة والرجل في الدستور.. بإضافة كلمة بما لا يخالف شرع الله الذي نؤمن به جميعا بأن لا حياة إلا بطاعة الله. ولكن إضافة تلك العبارة تفتح الطريق لتفسيرات فقهية.. إنسانية تختلف من عقل مستنير إلي عقل ظلامي معقد نفسيا. ليحاول سلب المرأة حقوقها .. أما فيما يخص الأحوال الشخصية فنحن نسير علي الشريعة. فما حاجتنا حتي للنص عليها في هذا الشأن إنها كلمة حق يراد بها باطل. محاولة وأد المرأة اجتماعيا عن طريق وضع العراقيل أمام ترقيها في أماكن عملها ومحاولة لترويج عودة المرأة إلي المنزل.. في الوقت الذي نعرف فيه أن هناك 53٪ من النساء هن اللاتي ينفقن علي أسرهن. وإن 60٪ من الأسر لا تستطيع أن تحيا دون مرتب الزوجة وقبل كل ذلك .. حق العمل ووجود عائد مادي خاص بالزوجة يمنع عنها قهر الزوج وتحكمه وإذلاله لها. فمن لا يتحكم في قوت يومه لايتحكم في قراره وحريته مثلها مثل الدول تماما. ❊ ❊ ❊ لابد أيضا أن ننتبه إلي القوانين التي تفرق بين الجنسين خاصة فيما يتعلق بالدعارة.. حيث تؤثم المرأة ويعتبر زبونها وشريكها في الجريمة.. شاهدا.. وتلك قمة الانتهازية فبدون الرجل الزبون لا تكتمل الجريمة.. والله لايفرق في عقاب الزاني والزانية. كذلك فيما يخص ما يطلق عليه جرائم الشرف.. التي تخفف فيها العقوبة علي الرجل الذي يقتل زوجته.. أخته ابنته.. حتي علي أساس الشائعات. وهي قمة العنصرية ومحاباة الرجل في أحط الجرائم. كلها ممارسات تكرس التحرش الاجتماعي والعنصري ضد المرأة. ولا ننسي أنه لاتوجد عقوبة كافية رادعة ضد المتحرشين في الشوارع وأماكن العلم.. وهي تعكس النظرة الدونية ضد النساء. وإذا سكتنا تحولنا ليس إلي مصير الإيرانيات بعد الثورة. إنما تحولنا إلي مصير النساء تحت نظام طالبان.. فالنساء هن ألد أعداء أنفسهن.. ربما هن ضحايا تربية تقلل من شأنهن وتجعلهن في وضع (العبد) الذي لايعيش دون تحكم سيده في مصيره. لأنه في اللاشعور جعلوهن يؤمن بأنهن لا شيء.. إنسان من الدرجة الثانية. هن مدخل الشيطان إلي دنيا الفسوق. لذلك.. نجد كثيرا من تصرفات ضد حقوقهن ونجدهن أكثر قسوة علي بنات جنسهن أكثر من الرجال. وإلا بماذا تفسر النائبات اللاتي يتزعمن المناداة بالقوانين التي تؤذي المرأة؟ مثل تلك التي تشجع ختان البنات بما يقضي علي حياتهن الزوجية تماما في مستقبلهن.. ناهيك علي الصدمة النفسية للأطفال وهن في سن البراءة والأمل!! أما عن تلك التي أخافت التلاميذ بنقابها في ممارسة التدريس والذي لا تستقيم معه أبدا ممارسة المهنة المقدسة بوجه لا وجود له وسمح لها عقلها الظلامي. بأن تفرض الحجاب بالقوة علي أطفال في الابتدائي لهو خير دليل علي حاجة النساء لتحرير عقولهن من أفكار الصحراء. وسمح لها قلبها النسائي الأمومي أن تسمح لطفل أن يمارس ذكورته المشبوهة أن تستجيب لرغبة غريبة علي طفل إلا إذا كان معرضا لثقافة ظلامية عنصرية. أن يكون هو من أمدها بالسلاح المقص لتقص شعر طفلة وترعبها وتعتدي علي طفولتها. فهي الجريمة الكبري ناهيك عما سمعناه من تغيير مناهج التربية الوطنية بما يعزز الفكر المتزمت.. فهو كارثة الكوارث. فانتبهو يا نساء ورجال مصر المحروسة.. نساء مصر في خطر؟!