معناها ضعاف العقول من الناس. ولم أر أكثر سفاهة من هؤلاء الذين يحاولون الإساءة إلي أعظم رسل السماء النبي الخاتم محمد [ سواء عن طريق إنتاج أفلام في غاية السخف والركاكة كفيلم (براءة المسلمين) الأمريكي، أو الرسومات الكاريكاتورية التي نشرتها بعض المجلات الفرنسية والدنماركية من قبل، كل ذلك إن دل علي شيء فإنما يدل علي التعصب الأعمي، والغباء العنصري، وكل ذلك أيضا لن ينال من عظمة وشموخ نبي الإسلام الذي وصفه بعض كتاب الغرب نفسه بأنه أعظم العظماء.. وقد توقفت عند ماقاله أحد علماء أوروبا وهو يقارن بين محمد وبوذا والمسيح كما أورد ذلك الأستاذ العقاد في كتابه عن (عبقرية محمد).. وهذا العالم هو الدكتور ماركس دودز في كتابه (محمد وبوذا والمسيح) إن هذا العالم الأوروبي يقول: »أليس محمد نبيا علي وجه من الوجوه؟ ثم أجاب قائلا: إنه علي اليقين لصاحب فضيلتين من فضائل الأنبياء: فقد عرف حقيقة عن الله لم يعرفها الناس من حوله، وتمكنت من نفسه نزعة باطنية لاتقاوم لنشر تلك الحقيقة، وإنه لخليق في هذه الفضيلة أن يسامي أوفر الأنبياء شجاعة وبطولة بين بني إسرائيل لأنه جازف بحياته في سبيل الحق، وصبر علي الإيذاء يوما بعد يوم عدة سنين، وقابل النفي والحرمان والضغينة، وفقد مودة الأصحاب بغير مبالاة، فصابر علي الجملة قصاري مايصبر عليه إنسان دون الموت الذي نجا منه بالهجرة، ودأب مع هذا جميعه علي بث رسالته غير قادر علي إسكاته وعد ولا وعيد ولا إغراء.. وربما اهتدي إلي التوحيد أناس آخرون بين عُباد الأوثان، إلا أن أحدا آخر غير محمد[ لم يقم في العالم مثل ما أقام من إيمان بالوحدانية دائم مكين، وما أتيح له ذلك إلا لمضاء عزمه أن يحمل الآخرين علي الإيمان فإذا سأل سائل: ما الذي دفع بمحمد إلي إقناع غيره حيث رضي الموحدون بعبادة العزلة؟ فلا مناص لنا أن نسلم أنه هو العمق والقوة في إيمانه بصدق مادعا إليه«. ويعلق الأستاذ العقاد قائلا:" والحقيقة التي يراها المنصف مسلما كان أو غير مسلم هي هذه: هي أن فتوح محمد فتوح إيمان، وأن قوة محمد قوة إيمان، وأنه مامن سمة لعمله أوضح من هذه السمة، ولا من تعليل لها أصدق من هذا التعليل، لقد جاء الإغراء الذي أشار إليه العالم الأوروبي ، وهو داع مهدد في سربه، وجاءه وهو عزيز الشأن بين المؤمنين بدعوته، فما حفل بالإغراء وهو بعيد من مقصده ولا حفل به وهو واصل إليه..« إن النبي محمد [ قمة شامخة لن ينال منها كارهوه، وسيظل وستظل دعوته نور هداية إلي يوم الدين، وستظل حضارة الإسلام تمد البشرية بكل ما هو جدير بالخلود إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها ولو كره الحاقدون والسفهاء.